دعــوة سـعوديـة عاجلـة للحريــري، وبـرّي ينتظــره مع «ثلـث ضـامـن وتعــديلات على المحكمــة»
توقفت الأوساط السياسية باهتمام كبير أمس عند “زيارة العمل” المفاجئة التي قام بها رئيس كتلة “المستقبل” النائب سعد الحريري ليل أمس الى السعودية، التي زارها رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني ليومين، مستبقاً زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لطهران اليوم، التي ستتناول الشأن اللبناني الى جانب الأوضاع الاقليمية، فيما حذر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من أن هناك أطرافاً داخلية وخارجية لا تريد الحل في لبنان.
وعلمت “الأخبار” أن الجانب السعودي وجّه دعوة عاجلة الى الحريري لزيارة الرياض، إذ كان لديه برنامج لقاءات أمس في قريطم فاضطر الى إلغائه والتوجّه توّاً إلى السعودية بعدما كانت الأوساط السياسية تترقب انعقاد اللقاء المقرر بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقالت مصادر سعودية رسمية لـ“الأخبار” إن زيارة الحريري “ستكون لها نتائجها على البحث القائم حالياً”. وأبدت تفاؤلاً حذراً لكنها أملت “أن يكون الجميع قريبين من تسوية تضع حداً للأزمة القائمة”.
وقالت مصادر مطلعة إن لقاء الحريري مع بري ما زال قائماً وهو سيعقد بعد عودته من الرياض. وقالت مصادر بري إن الاتصالات متواصلة بينه وبين الحريري عبر الهاتف ومن خلال موفدين يتجولون بين عين التينة وقريطم. وأضافت: “هناك أفكار تذهب وأخرى تجيء، لكننا ما نزال نراوح بلا نتائج”. وأضافت ان المعارضة اتخذت “قرارها الشجاع” على قاعدة أن دعوة الحريري تعني الاعتراف المتبادل بين السلطة والمعارضة وأن القرار الشجاع لفريق السلطة ينبغي أن يكون القبول بحكومة وحدة وطنية على قاعدة 19 + 11، يكون فيها الثلث الضامن للمعارضة التي ترى أن حكومة بهذه التركيبة هي المعبر الوحيد الى الحل لأنها ستتولى درس مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي ليتم إقراره في المؤسسات الدستورية وفق الاصول. وفي المقابل فإن القرار الشجاع للمعارضة هو الإقرار بمبدأ إنشاء المحكمة الدولية وإعلان استعدادها للخوض في مناقشة بعض بنوده إما للتعديل وإما للتوضيح وإما للحذف وفقاً لما تتفق عليه اللجنة المشتركة الخاصة التي اتفق مبدئياً على تأليفها لكي تدرس مشروع المحكمة، الى جانب لجنة أخرى ستتولى درس تركيبة حكومة الوحدة الوطنية من حيث توزيع الحقائب الوزارية على الموالاة والمعارضة في إطار حصة كل منهما من المقاعد الوزارية.
نصر الله
وكان البارز ما أعلنه السيد نصر الله أمس عن أن “هناك قوى محلية وأخرى خارجية لا تريد التسوية في لبنان”، وحذر من أنه “لا تزال أمام المعارضة خيارات كثيرة للعمل والتحرك إلا أنها كانت تعطي دائماً الفرص للمساعي والاتصالات والوساطات، ومن يتصور أن المعارضة ستتخلى مع الوقت عن أهدافها فهو مشتبه”، وتوجه الى فريق السلطة قائلاً: “حتى لو كابرتم وأصررتم فلن تستطيعوا أن تحكموا البلاد بمفردكم بل ستكونون حكومة في الحد الأدنى مطعوناً بشرعيتها”. وإذ أكد تمسك المقاومة بسلاحها فإنه شدد على أن حزب الله “تيار سياسي معني بكل تفصيل في الحياة السياسية اللبنانية، وهو قادر على أن يكون موجوداً في كل الساحات دفعة واحدة”، مضيفاً “سوف نبقى على الحدود وفي بيروت وفي كل مكان”. وقال “أنا لا أطلب إذناً بجلب السلاح ممن كان يأتي بالسلاح من إسرائيل ويحمل السلاح في ظل الاحتلال الاسرائيلي ولم يطلق رصاصة على إسرائيل”.
ورد نصر الله على كلام وليد جنبلاط وسمير جعجع في احتفال 14 شباط دون أن يسمّيهما، وقال إن هناك من يريد أن يدفع لبنان ثمن مشكلته الشخصية، وان هناك من كان يقرأ كتاب دليلة ودمنة قبل أن يأتي الى الاحتفال. وهناك من لا يريد الحل في لبنان وهو يكتفي بإطلاق السباب والشتائم.
رايس
وفي واشنطن قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ان “هذا هو وقت دعم الحكومة اللبنانية، ودعمها يكون ببسط سلطتها على أراضيها عبر قواتها المسلحة، وأيضاً بدعم خطة الإصلاح الاقتصادي المدعومة من المؤسسات المالية الدولية”. أضافت ان “لبنان بالفعل هو على الخط الامامي في الصراع بين التطرف والدول المسؤولة، ولدينا حكومة فتية ترزح تحت ضغط هائل يأتي في شكل رئيسي من سوريا”. ورأت أنه يجب على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة أن تنفذ الإصلاحات التي تعهدت بها وتمرر القوانين اللازمة لهذا الأمر.