المعارضـة تحـذّر من فشـل المسـاعي العربيـة ولا تسـتبعد اللّجـوء إلى العصيـان المـدني
لوّحت المعارضة على لسان أكثر من مسؤول فيها أمس باللجوء الى التصعيد بأساليب جديدة قد يكون منها إعلان العصيان المدني إذا لم تتوصل المساعي والاتصالات الجارية خلال اليومين المقبلين الى نتائج ملموسة، فيما خرق جدار الازمة بينها وبين السلطة موقف للرئيس السوري بشار الأسد نقله عنه الرئيس سليم الحص، أكد فيه عدم معارضته إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأنه يؤيّد النصوص القانونية الخاصة بها التي يتفق عليها اللبنانيون.
وإلى ذلك ما تزال الانظار مشدودة الى الرياض حيث ينتظر أن يستقبل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز النائب سعد الحريري الذي غاب عن المهرجان الذي أقيم في باريس في الذكرى الثانية لاستشهاد والده بسبب انتظاره اللقاء. وهو التقى أمس الوزير غازي العريضي الموجود في الرياض.
وقالت مصادر مطلعة على موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري إنه لا شيء محدداً بعد في شأن اللقاء المقرر بينه وبين الحريري بسبب وجود الأخير في السعودية. ولفتت الى أن بري سيستقبل الحص اليوم ويطلع منه على نتائج محادثاته مع العاهل السعودي والرئيس السوري.
وكان الحص قد عاد من دمشق بعد ظهر أمس، بعدما زارها صباحاً واستقبله الأسد في قصر الشعب وأجلسه الى يمينه في لفتة تقدير له. وفيما أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الرسمية أنهما “عرضا الأوضاع الإقليمية والدولية وخصوصاً على الساحة اللبنانية، وأهمية تعزيز الوحدة الوطنية على أساس انتماء لبنان العربي”، أفاد المكتب الاعلامي للحص أن أجواء اللقاء “كانت إيجابية” وأن البحث تناول “الواقع السياسي المأزوم في لبنان وسبل معالجته، اضافة الى العلاقات بين سوريا ولبنان”. وعلمت “الأخبار“ أن الحص سأل الأسد عن أسباب الرفض السوري للمحكمة الخاصة بجريمة اغتيال الحريري، فرد بأنه لا يعارض إنشاء هذه المحكمة وأنه يؤيد أي نصوص قانونية خاصة بهذه المحكمة يتفق عليها اللبنانيون. وعندها سأله الحص: “هل أستطيع أن أعلن هذا الموقف نقلاً عن سيادتك؟” فرد الأسد مؤيّداً ومشجعاً للفكرة.
ولدى عودته قال الحص إن الرئيس الأسد أبلغه أنه “ليس ضد المحكمة الدولية” وأنه “مع كل ما يتفق عليه اللبنانيون”. وكشف أيضاً أنه نقل الى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز “سؤالاً يطرحه اللبنانيون وهو هل في الإمكان رعاية اتفاق بين اللبنانيين على غرار اتفاق مكة بين الفلسطينيين؟”.
وفي المعلومات أيضاً أن الملك عبد الله أبلغ الحص أن السعودية ترحب برعاية اتفاق بين اللبنانيين وهي لن تقدم على أي خطوة قبل أن تستكمل الاتصالات والمشاورات التي تجريها مع الاطراف اللبنانية وغيرها من أجل تقريب وجهات النظر في ما بينهم في ظل ظروف دولية ملائمة.
وأشارت المعلومات الى ان الحص فاتح الجانبين السوري والسعودي في أمر القطيعة السائدة بينهما وتمنى تطبيع العلاقات بين دمشق والرياض لما لذلك من انعكاس إيجابي على معالجة الازمة اللبنانية. وعلمت “الأخبار” أن الحص قطع شوطاً في اتجاه التقريب بين الجانبين. وكان اللافت مسارعته الى استقبال السفير السعودي عبد العزيز خوجة فور عودته من دمشق.
ورشح ان الحص لمس من زيارتيه للرياض ودمشق أن هناك تقارباً كبيراً سعودياً ــــــ إيرانياً قد حصل، ويتوقع أن ينعكس إيجاباً على الوضع اللبناني وعلى العلاقة السعودية ــــــ السورية.
وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي امس إن طهران أبلغت دمشق بالجهود المشتركة التي بذلتها والرياض من أجل مساعدة جميع الأفرقاء في لبنان على حل الأزمة السياسية الراهنة، مضيفاً إنه لا خلافات في وجهات النظر بين طهران ودمشق في هذا الإطار. وقال: “لقد أبلغت سوريا بالجهود التي بذلتها إيران والسعودية للمساعدة على تقريب وجهات نظر الفرقاء المختلفين في لبنان من أجل حل الأزمة القائمة حالياً”.
وأشار متكي إلى أن إيران وسوريا تملكان القناعة المشتركة بأن المشاكل في لبنان ينبغي أن تحلها المجموعات اللبنانية بنفسها، وأضاف: “إن البيان النهائي الذي صدر عقب نهاية الزيارة التي قام بها الرئيس (بشار) الأسد إلى طهران والذي دعمه الرئيسان الإيراني والسوري، أظهر تطابق وجهات نظر الدولتين حيال أهم المسائل السياسية حساسية في المنطقة بما في ذلك لبنان”.
موقف حزب الله
ووصف المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل المسعى السعودي ــــــ الإيراني لإيجاد حل للأزمة اللبنانية بأنه “فوق مستوى الوساطة وما دون مستوى المبادرة”، وقال: “في اللقاءات والساعات الطويلة وخصوصاً بين السيد لاريجاني والامير بندر، كان الموضوع اللبناني يحظى باهتمام كبير، والذي سمعناه من الجانبين كان يدعو الى تفاؤل بنسبة كبيرة جداً، وخصوصاً ما كان ينقله لا الطرف الايراني فقط بل ما كان ينقله الطرف السعودي عن بعض أقطاب الاكثرية” وأضاف: “هناك رهان أساسي وتحدّ كبير بين عملية إنجاح هذا المسعى الداخلي السعودي الإيراني العربي الكبير من أجل إيصال لبنان الى شاطئ الأمان وبين التدخل الاميركي السافر لقطع الطريق على أي حل”. وأكد ان اليومين المقبلين سيحسمان كثيراً من الامور في هذا المجال. وحذر من “أيام صعبة قد تمر على لبنان إذا لم تنجح المساعي العربية الاسلامية في تحقيق اختراق ما”، مؤكداً أن في جعبة المعارضة كثيراً من الخيارات. واستغرب تهديد فريق السلطة بتمرير مشروع المحكمة وفقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، معتبراً أنه “خيار أميركي يريد إشعال الحرب الاهلية في البلد”.
مجلس الوزراء
من جهة ثانية يرأس الرئيس فؤاد السنيورة اجتماعاً لحكومته اليوم وعلى جدول أعماله 201 بند ومن أبرز البنود طلب وزير العدل شارل رزق الموافقة على تمديد عمل لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري لمدة سنة وأقله لمدة ستة اشهر ابتداءً من 15 حزيران المقبل.
أسلحة في عرسال والفاكهة
وعلى الصعيد الامني أوقف حاجز لمخابرات الجيش على مدخل بلدة عرسال في البقاع الشمالي مساء أمس سيارتي جيب من نوع شيفروليه وعثر فيهما على كمية من الاسلحة كان سائقاها ينقلانها الى داخل البلدة، فصودرت الأسلحة وأُوقف سائقا السيارتين، فيما دهمت قوة من الجيش في بلدة الفاكهة مركز “شباب البلدة” وعثرت في داخله على أسلحة متنوّعة فصادرتها واوقفت عدداً من الاشخاص.