ما إن أعلنت الحكومة العراقية رسمياً أمس دعوتها الى مؤتمر لدول الجوار في شهر آذار المقبل، حتى سارعت الإدارة الأميركية الى الترحيب بها، والإعراب عن «أملها» في مشاركة «بناءة» لإيران وسوريا، في موقف بدا أنه تنازل أمام الواقع الإقليمي، والوضع في العراق «الذي يسير باتجاه سلبي نحو حرب أهلية»، بحسب رئيس الاستخبارات الأميركية مايك ماكونيل.وبدا أن الإدارة الأميركية أقرّت أخيراً بصحة توصيات لجنة «بيكر ـ هاميلتون»، التي دعت الى فتح حوار مع طهران ودمشق، عندما لم تستبعد إجراء محادثات ثنائية، حتى مع ممثلي الدولتين خلال مؤتمر دول الجوار العراقي، بل إن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ذهبت الى أبعد من ذلك، بكشفها عن مؤتمر ثان على مستوى وزاري في مطلع شهر نيسان، أملت أن تشارك فيه ايران وسوريا.
وفي هذا السياق، صدرت إشارات ايجابية من العاصمة العراقية، حيث رأى سامي العسكري، مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن المؤتمر «سيوفر فرصة للقاء وراء الستار بين الولايات المتحدة وإيران».
في هذا الوقت، جدد زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أمس مطالبته بـ«خروج المحتل. وفي انتقاد جديد للخطة الأمنية الجديدة، رأى الصدر في بيان أن «لا خير في خطة أمنية يتحكم به أعداؤنا المحتلون»، داعياً الأجهزة الأمنية والجيش العراقيين الى «الابتعاد» عن الاحتلال، وجعل الخطط «مستقلة، لا طائفية، ولا دكتاتورية».
(الأخبار، ا ب، ا ف ب، رويترز، يو بي آي)