حيفا ــ فراس خطيب
بدا أمس، من خلال تسريبات صحافية صادرة من تل أبيب، أن ضغوطاً وإغراءات أميركية وإسرائيلية تمارس حالياً على دمشق لإشراكها في مؤتمر السلام الدولي، عبر وعود بإعادة فتح مسار المفاوضات حول الجولان المحتل بعد «أنابوليس»، وبوساطة أميركية مباشرة.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في تقرير لمراسلتها في واشنطن، أنّ الإدارة الأميركية تعمل في هذه الآونة على صياغة «معادلة، تمكّّّّن مشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس». وأشارت إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ستعود الأسبوع المقبل إلى المنطقة «من أجل تلخيص المبادرة مع الإسرائيليين وتسوية التفاصيل الأخيرة في الشأن السوري».
وذكرت الصحيفة أنه «تم الاتفاق»، خلال «اتصالات سرية» بين دمشق وواشنطن، «على عدم طرح موضوع هضبة الجولان في المفاوضات»، إنما مجرد «ذكره». وأضافت أنه تمّ «الاتفاق أيضاً» على أن يعلن الجانب الأميركي في البيان الختامي للمؤتمر وجود مؤتمرين منفصلين مكملين لأنابوليس، يبحث الأول تطبيق المسيرة السلمية مع الفلسطينيين، والثاني بدء المفاوضات حول هضبة الجولان المحتلة وحول «اتفاق سلام» بين سوريا وإسرائيل، يشارك فيه «وسطاء» أميركيون للتنسيق بين الطرفين.
وأشارت الصحيفة إلى أن المفاوضات السورية ـــــ الأميركية تم «تسريعها»، في أعقاب تدخل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، «وهي الآن في مراحل متقدمة». وقالت إن رايس أبلغت نظيرها السوري، وليد المعلم، الذي التقت به الأسبوع الماضي في اسطنبول، بأنه ستتم دعوة سوريا إلى أنابوليس، إلا أن «طلب السوريين لتقديم خطاب حول الجولان رُفض». وتقدّر أوساط أميركية، بحسب الصحيفة، أنه على الرغم من هذا «ستشارك سوريا في المؤتمر».
وقالت «يديعوت» إن ساركوزي «عرض على الرئيس الأميركي جورج بوش تقريراًَ أعدّه مبعوثون سافروا في الآونة الأخيرة إلى دمشق من أجل التأكد من أن سوريا، وخلافاً للماضي، لن تتدخل أكثر مما ينبغي في الانتخابات الرئاسية اللبنانية». وأضافت أن ساركوزي أبلغ بوش أنه «متشجّع من استعداد (الرئيس السوري بشار) الأسد للتعاون مع الغرب في هذا الشأن».
وفي السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أول من أمس، إن على «إسرائيل التفكير جدياً، ببدء المفاوضات مع سوريا». وأضاف، في «جلسات مغلقة»، إنه في حال مشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس نهاية الشهر الجاري، «فمن شأن هذا أن يدفع المحادثات المباشرة بين الجانبين». ورأى أن فتح الحوار مع دمشق «ممكن أن يقطع التحالف بين الأسد والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجّاد».
إلى ذلك، أعرب وزير الأمن الداخلي، آفي ديختر، عن اعتقاده بأن «الدولة التي يمكن التوصل معها إلى اتفاق عملي وفعال في المدى المنظور مع إسرائيل هي سوريا، وهي قادرة أكثر بكثير مما يستطيع الفلسطينيون فعله في هذا الشأن».