نفّذ الرئيس الباكستاني برويز مشرّف، أمس، تهديداته بـ«مواجهة الاحتجاجات» و«عدم التسامح مع أي مقاومة ضدّ الحكومة»، عبر التصدّي لـ«الانتفاضة الشعبية» التي حاولت المعارضة تنظيمها، ووضع زعيمتها، رئيسة الحكومة السابقة بنازير بوتو، قيد الإقامة الجبرية لساعات، بعدما اعتقل نحو 5000 شخص من حزبها.وأعلن مسؤول في وزراة الداخلية الباكستانية رفع الإقامة الجبرية مساء أمس عن بوتو، بعدما كانت قد فُرضت صباحاً، حين حاصرت القوى الأمنية منزلها ووضعت حوله الأسلاك الشائكة. وحاولت الرئيسة السابقة للحكومة أن تخرج من المنزل المحاصر 3 مرّات، لكنها فشلت؛ فبعدما تمكّنت من اجتياز الحاجز الأول، قائلة لعناصر الأمن «أنا أخت لكم، ولست مسلحة وأكافح من أجل الديموقراطية»، عادت واشتبكت مع الشرطة على الحاجز التالي حيث مُنعت من المرور فصرخت في وجه الأمن «لا ترفعوا أيديكم في وجه امرأة، أنتم مسلمون، وما تفعلونه ليس من الإسلام». عندئذ قطعوا الطريق بوضع آلية عسكرية.
ورغم محاصرتها، احتشد المئات من مناصري بوتو حول منزلها، حيث توجّهت إليهم قائلة «أوقفنا المفاوضات مع مشرّف بعد فرضه حالة الطوارئ»، مجددةً مطالبة الجنرال برمي زيه العسكري الأسبوع المقبل مع انتهاء ولايته الدستورية.
وهتفت الحشود «ارحل مشرف»، فأجابتهم بوتو «تحلّوا بالشجاعة، هذه المعركة هي ضد الديكتاتورية وسيربحها الشعب».
وقد حاول المتظاهرون عبثاً إزالة الأسلاك الشائكة التي وضعتها القوى الأمنية حول منزل بوتو، فتصدّت الشرطة لهم وأوقفت أكثر من 30 شخصاً منهم.
ورغم عدم تمكّن بوتو من الوصول إلى مكان انطلاق المسيرة، احتشد مناصروها في روالبندي، حيث تصدّت لهم القوى الأمنية وقمعتهم، مستخدمةً الغاز المسيّل للدموع قبل أن تعتقل أكثر من 100 متظاهر. ولم تقتصر الاحتجاجات على روالبندي، بل امتدت إلى بيشاور وكراتشي.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، جافد إقبال شيما، إنّ السلطات عمدت إلى إيقاف المسيرة حرصاً على أمن المتظاهرين «لأن الانتحاريين وصلوا إلى روالبندي وإسلام آباد». كذلك حذّر رئيس بلدية روالبندي، سعود عزيز، من وجود 7 إلى 8 انتحاريين في المنطقة، موضحاً أن تقارير وردت إلى السلطات بهذا الشأن.
وفي السياق، قال حزب «الشعب» الباكستاني، الذي تتزعمه بوتو، إن «عدد الموقوفين وصل في الأيام الثلاثة الأخيرة إلى 5000 شخص»، بينما نفت الحكومة هذه الادّعاءات، مشيرة إلى أنّ عددهم لم يتجاوز الـ1100.
وطلب البيت الأبيض من مشرف أن يُفرج عن قادة المعارضة وباقي الموقوفين. وقال المتّحدث باسم مجلس الأمن القومي غوردن جوندرو «يجب السماح لبوتو وأعضاء أحزاب سياسية آخرين بحرية الحركة وينبغي الإفراج عن جميع المحتجين»، مضيفاً «من المهم بالنسبة إلى مستقبل باكستان أن تعمل قوى سياسية معتدلة معاً لإعادتها إلى المسار نحو الديموقراطية»، داعياً إلى رفع مبكر لحال الطوارئ.
ولم تهدأ حال باكستان، أمس، عند هذا الحد، إذ وقع تفجير انتحاري في منزل وزير الشؤون السياسية، عامر موكام، في بيشاور، إلا أنه نجا، فيما قُتل 4 أشخاص.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)