strong>بـوش يدعـم السنيـورة وأقطاب «14 آذار» يــردّون علـى نصـر اللّـه وبـرّي قلــق بعـد طـول تفـاؤل
حسم العماد ميشال عون الموقف من الجدال حول الملف الرئاسي، معرباً عن اعتقاده بأن الأجواء لا توحي بمناخ توافقي، وداعياً الرئيس إميل لحود الى تأليف حكومة إنقاذ انتقالية تتولى الإشراف على انتخابات نيابية ورئاسية. وحذر عون فريق السلطة من أن انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً أو بقاء حكومة الرئيس فؤاد السنيورة سوف تواجهه المعارضة من خلال الشرعية الشعبية.
وفيما بدا متناغماً مع خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أكد الرئيس لحود الذي دعاه عون ونصر الله الى خطوة إنقاذية، أنه لن يسلم الرئاسة الى حكومة غير شرعية أو الى رئيس ينتخب خلافاً للدستور. وأعلن أنه لن يترك الامور «حتى اللحظة الاخيرة عرضة للابتزاز والانهيار وسوف أمارس مسؤولياتي في مواجهة هذا الوضع».

بوش داعم لـ14 آذار

في هذه الأثناء أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الاميركي جورج بوش اتصل بالرئيس السنيورة وأكد له «دعمه لإجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان من دون تدخلات سورية». وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض إن بوش أكد للسنيورة دعمه لقوى 14 آذار بالقول «يتعيّن عليهم أن يكونوا قادرين على انتخاب حكومة بمعزل عن أي تدخل خارجي ولا سيما من جانب سوريا. وأعاد التأكيد على موقفنا بأن الانتخابات يتعيّن أن تجرى في موعدها ووفقاً لدستور لبنان». ونقلت عن بوش قوله أيضاً إنه «يتطلع الى العمل قريباً مع رئيس ينفذ التزامات لبنان الدولية».

كوشنير

ومساء أمس وصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى بيروت، وتردّد أنه سيحاول أن يحصر اجتماعاته بالرئيسين نبيه بري والسنيورة والنائب سعد الحريري والبطريرك الماروني نصر الله صفير، علماً بأنه راجت معلومات امس عن نيّته عقد اجتماعات مع قيادات شاركت في لقاء سان كلو الحواري، وقد يعقد اجتماعاً هو الأول من نوعه مع الوزير السابق سليمان فرنجية.
وكان صفير قد بعث أمس بالمطرانين رولان أبو جودة وبولس مطر وقابلا العماد عون والدكتور سمير جعجع لمناقشة فكرة الاجتماع التشاوري بين القيادات المارونية بشأن الاستحقاق الرئاسي. وفهم من مصادر مطلعة أن صفير أكد في الرسائل أنه متمسك بموقفه الرافض لتسمية مرشحين، وأنه يفضّل أن تتوافق القيادات المارونية في ما بينها على موقف من هذا الملف، وهو الأمر الذي عارضه الدكتور جعجع لناحية رفضه التخلي عن مرشحي 14 آذار نسيب لحود وبطرس حرب، فيما أكد العماد عون أن المطلوب إيجاد آلية ومعايير لاختيار المرشحين محمّلاً الآخرين مسؤولية رمي الكرة في ملعب بكركي. وقال عون: لا أحد يمكنه أن يمارس الضغط على بكركي لإلزامها بتقديم لائحة مرشحين.
وأكد المطران سمير مظلوم عدم إمكان جمع القيادات المارونية في بكركي، لكنه لم يستبعد أن تكون هناك لقاءات ثنائية بين هذه القيادات والبطريرك صفير، وأنه سيقدم لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير شرحاًَ لهذه الآلية التي تجنّبه شخصياً التقدم بأسماء المرشحين للرئاسة.

ردود فعل على نصر الله

الى ذلك تفاعلت أمس ردود الفعل على المواقف التي أطلقها السيد نصر الله، فيما أجرى النائب الحريري أكثر من مكالمة هاتفية بالرئيس بري تناولت مضمون الخطاب وأصداءه. وكان هذا الموضوع مدار اجتماع بري بالسفير السعودي عبد العزيز خوجة، إلا أن رئيس المجلس أبلغ «الأخبار» أن حواره مع الحريري لم يتأثر بمواقف نصر الله وردود الفعل عليه، وقال إن الايام القليلة الفاصلة عن جلسة 21 تشرين الثاني فرصة ذهبية كي يصار الى الاتفاق على رئيس توافقي. وأمل أن ينجح والحريري في مساعدة بكركي في إخراج الاستحقاق الرئاسي كي يكون «عيدية» ذكرى الاستقلال في اليوم التالي لموعد الجلسة العامة للانتخاب.
وإذ وجد بري في بعض كلام نصر الله مبرّراً لقوله في ضوء ما يعلنه الفريق الآخر من تشنج وتصعيد في المواقف وتهديد بانتخاب رئيس للجمهورية بنصاب النصف زائداً واحداً، قال إن مواقف نصر الله لا تستهدف الحوار بدليل أنه أكد تمسّكه بالتوافق ولم يقل برفضه، ولكنه حذر من نتائج الفراغ الدستوري وعدم التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية. وقال بري إنه يعوّل على تمسّك نصر الله بالتوافق. وإذ انتقد الحريري مناشدة نصر الله الرئيس إميل لحود اتخاذ خطوة إجرائية للحؤول دون فراغ دستوري، كان رأي بري أن هذا الموقف يلاقي سعي قوى 14 آذار إلى مخالفة الدستور بنصاب النصف زائداً واحداً. وقال رئيس المجلس لرئيس تيار المستقبل: كما أحمل حلفاءك، عليك أن تحمل حلفائي.
من جانبها شنّت قيادات فريق 14 آذار ما عدا النائب الحريري شخصياً، هجوماً عنيفاً على الأمين العام لحزب الله محمّلة إياه مسؤولية التصعيد الذي يهدّد مساعي التسوية. واحتج هؤلاء على وصف نصر الله لقسم منهم باللصوص والقتلة، ورأى بعضهم أن نصر الله يطعن الرئيس بري ويقدم الدعم لسوريا بالتحدث نيابة عنها.
وعقد اقطاب فريق السلطة اجتماعاً استثنائياً مساء امس في قريطم حيث تداولوا بالاستحقاق الرئاسي، وقال بيان بعد الاجتماع «توقف المجتمعون عند المواقف المتشنجة والتهديدات المعلنة التي تعمل على تعطيل المبادرات الشقيقة و الصديقة، وتطويق مساعي بكركي والعودة بعقارب الساعة الى الوراء، واتفقوا في ضوء ذلك على تكثيف المشاورات اليومية في ما بينهم، وصولاً الى إجراء الاستحقاق الرئاسي في المهلة الدستورية، ودائماً بما يتوافق مع الإرادة الوطنية الجامعة التي عبَّر عنها اللبنانيون في الرابع عشر من آذار».

عون والرئاسة

وكان العماد عون قد أعلن في مقابلة مع تلفزيون «المنار» ليل امس أنه «بقي أمامنا تأليف حكومة انتقالية إنقاذية لتحافظ على وحدة البلد ومؤسساته. ويمكن أن يكون هو الحل في الأيام المقبلة، وتكون مهمة هذه الحكومة إجراء انتخابات مبكرة، والأكثرية التي تنتجها تنتخب الرئيس والأقلية تؤمن الحضور».
وقال «إن سياسة الولايات المتحدة في هذه الفترة تهدد وجودنا، ولا يمكن أن ندعم سياسة من يهدّد هذا الوجود»، وأكد أن تكتل التغيير والإصلاح «سيبقى متماسكاً بعد التهديد والإجراءات الاميركية، كما كان قبلها»، مردفاً: «الضغوط الأميركية لا يمكن أن تهزني أو أن تدفعني لأغيّر في قناعاتي».
وكرّر أنه مع السلّة الكاملة للحل ومع رئيس ضامن لهذا الحل وقال: «إمّا رئيس توافقي وإما سنخرج من الواقع الذي نحن فيه عبر الشرعية الشعبية»، داعياً الى الاعتراض، ومعتبراً «أن الفوضى يصنعها مَن يسلب حقوق الآخرين». ونفى وجود تفكير باقتحام السرايا الحكومية، وقال: «لا أضمن عدم حصول فوضى» لافتاً إلى أن فترة السماح للحكومة انتهت. وشدّد على أن الجيش «يحمي المواطنين والوطن ولا يحمي نظاماً جائراً لا يلتزم بالدستور». وأكد أن الموالاة لن تلجأ إلى انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً، قائلاً «نحن الذين سنرد عليهم»، ومشيراً الى أنه يمكن الرئيس لحود «تأليف حكومة ثانية للحفاظ على وحدة البلاد».