حيفا ــ فراس خطيب
حفلت الساحة السياسية والإعلامية في إسرائيل، أمس، بموجة من التصريحات والتسريبات عن «خطّين سريّين» إسرائيليين منفصلين للتفاوض مع سوريا، الأول يقوده رئيس الحكومة إيهود أولمرت ويستهدف «فك ارتباط» دمشق مع طهران، والثاني يتزعمه وزير الدفاع إيهود باراك ويستهدف المبادرة العربية للسلام على قاعدة الدعوة إلى مبادرة إسرائيلية تضم سوريا، بدل الانجرار إلى مبادرات «غير مريحة».
وادّعت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن أولمرت أجرى «اتصالات سريّة» مع الرئيس السوري بشار الأسد عبر وساطة تركية، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة طلب من السوريين «قطع العلاقات مع إيران ووقف دعم الإرهاب». ونقلت عن جهات سياسية إسرائيلية قولها إن أولمرت ينوي «التفاوض مع سوريا بموازاة التفاوض مع الفلسطينيين، وليس بدلاً منه».
إلا أن لباراك مشروعاً مختلفاً يدعو في أساسه إلى استبدال التفاوض مع الفلسطينيين بفتح القناة السورية، على أساس أن «الثمن مع السوريين معروف والنتائج مهمة»، بينما «الاتصالات مع الفلسطينيين، منذ 15 عاماً، تتم مع الطاقم نفسه، ومطالبهم من إسرائيل تتغير بحسب مصالحهم». ويدعو باراك إلى صياغة مبادرة إسرائيلية للسلام تتضمن المسار السوري، بدلاً من الانجرار «وراء خطوات ومبادرات ليست مريحة لها، مثل المبادرة العربية».
وذكرت «يديعوت» أيضاً أن وزير الدفاع عيّن القائد السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء في الاحتياط أوري ساغي، «منسقاًَ لمشروع التفاوض مع سوريا»، من دون علم أولمرت، وهو ما يشكل مادة خلاف جديدة بين الرجلين.
وفي حديثه، أمس، إلى الإذاعة الإسرائيلية، قال باراك إن مشاركة الجانب السوري في اجتماع أنابوليس «يمكن أن تكون أمراً إيجابياً ومنشوداً». وأضاف «إذا جرت كل هذه الأمور في شكل جيد فيمكن أن تؤدي في اللحظة المناسبة إلى البدء بمفاوضات مع السوريين».
وفي السياق نفسه، رأى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أفي ديختر أن «بالإمكان بدء عملية مفاوضات سلام مع سوريا، لكن الأمر منوط بالولايات المتحدة». وقال إن «سوريا هي الدولة الأكثر واقعية التي بالإمكان التوصل إلى مفاوضات سلام معها».