واشنطن، القاهرة ــ الأخبار
باتت الإدارة الأميركية في سباق مع الزمن لتأمين الحد الأدنى من مقومات إنجاح مؤتمر السلام المقرّر في أنابوليس الثلاثاء المقبل، ولا سيما أن أي اختراق في المسار الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني لم يعد ممكناً، والوصول إلى الاجتماع الدولي ببيان مشترك بات الغاية المرتجاة وغير المؤكّدة في الوقت نفسه.
وللتعويض عن غياب الإنجازات، بات الهمّ الأميركي منصبّاً على الحضور العربي المكثّف، وبشكل خاص للدول التي لا تقيم علاقات مع إسرائيل. حضور سيتحدد حجمه ومستواه اليوم خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، التي ستشهد أيضاً قمة مصرية أردنية فلسطينية.
ولهذه الغاية كان اتصال الرئيس الأميركي جورج بوش أول من أمس بالملك السعودي عبد الله، الذي أكّدت مصادر أميركية أن بوش طلب منه إرسال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل إلى أنابوليس، مشيرة إلى أن «واشنطن ترى أن حضور الفيصل للاجتماع أمر ضروري لضمان مستوى محدد من الالتزام العربي حيال عملية السلام». إلا أن مسؤولاً عربياً في واشنطن استبعد حضور الفيصل، متوقعاً مشاركة سعودية بمستوى أدنى.
وللغاية نفسها، بدأ مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، طوني بلير، أمس زيارة إلى الرياض، حيث من المتوقع أن يلتقي الملك عبد الله اليوم. وقال دبلوماسي أوروبي مرافق لبلير: «كان في القاهرة مع (الرئيس المصري حسني) مبارك. يحاول تكوين صورة أفضل من وجهة نظر الرباعي في شأن من سيحضرون».
وعلى المسار السوري، جدّدت دمشق، على لسان وزير الإعلام محسن بلال، التمسّك بإدراج الجولان على جدول أعمال المؤتمر، وهو ما لم تستجب له واشنطن صراحة إلى الآن، رغم إشارة مساعد وزيرة الخاجية الأميركي ديفيد ولش إلى احتمال تطرّق المؤتمر إلى أمور على علاقة بالصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، بقوله إن «تركيز المؤتمر سينصب على الصراع الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني، إلا أنه ستكون هناك فرص لدول أخرى لإثارة قضايا ذات صلة».
في هذا الوقت، رأت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن نجاح اجتماع أنابوليس في الولايات المتحدة يكمن في قدرته على إطلاق المفاوضات حول إقامة دولة فلسطينية. وقالت، خلال لقاء مع صحافيين: «قبل أسبوعين من الآن، لم يكن أكيداً بعد أن أنابوليس سيكون مناسبة لإطلاق المفاوضات».
لكن رايس حذرت من أن الوثيقة المشتركة التي كان رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس يريدان أن يتم تبنيها خلال الاجتماع لن تكون إعلان مبادئ، كما كان مقرراً. وقالت إن الإسرائيليين والفلسطينيين «قرروا أن ينتقلوا مباشرة إلى المفاوضات بدلاً من العمل على إعلان مبادئ من شأنه إضعاف موقف المتفاوض».