بدا واضحاً أمس أن الموقف الأميركي من سوريا لا يزال على حاله، رغم مشاركتها في مؤتمر «أنابوليس»، ورغم الإعلان الإسرائيلي عن ضوء أخضر أميركي لتل أبيب من أجل بدء مفاوضات مع دمشق (التفاصيل).فقد نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عن مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي تأكيده أن على «سوريا اتخاذ قرارات استراتيجية»، مشيراً إلى أن «الباب مفتوح لهم». وأوضح هادلي، خلال محاضرة في واشنطن، «أعتقد أن لدى سوريا خياراً أساسياً». وتساءل «هل سيقومون باتخاذ قرار استراتيجي يتعلق بوقف دعم الإرهاب وترك لبنان وشأنه ودعم الحكومة العراقية الجديدة بدل عرقلتها والتقليل من شأنها، واتخاذ قرار للسلام». وأضاف «إذا فعلوا ذلك، أعتقد أن هناك فرصاً لهم في مرتفعات الجولان، والباب مفتوح لهم».
كما نقلت الصحيفة نفسها عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قوله، رداً على سؤال حول دعوة دمشق إلى «أنابوليس»، إن «مجموعة من (الدول الأعضاء) في جامعة الدول العربية كانت تقول إنها لا تستطيع الحضور إلى المؤتمر إن لم توضع سوريا على جدول الأعمال. وهكذا وضعناها على الجدول. ماذا كلفنا ذلك؟ لا شيء».
وفي السياق نفسه، أبدى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أمس حذراً إزاء إمكان تحسين العلاقات مع سوريا. وقال إن «الوضع متناقض بالتأكيد».
وذكر ماكورماك أن سوريا أرسلت وفداً إلى مؤتمر أنابوليس ونعتقد أنه كان أمراً إيجابياً. وفي الإجمال، كانت تعليقاتهم إيجابية ومثّلت إضافة إلى المناقشات في أنابوليس».
وأضاف ماكورماك «لكن السوريين اقترحوا قبل شهر تنظيم مؤتمر معاكس لأنابوليس، ليجمعوا فيه كل المجموعات الرافضة للسلام مع إسرائيل، وكذلك جميع الذين يريديون استخدام التطرف العنيف للحد من أي تقدم على المسار الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني». وأشار إلى «أننا نأمل أن تُظهر تصرفاتهم في المستقبل بمزيد من الوضوح للمجموعة الدولية أنهم يريدون الاضطلاع بدور إيجابي في المنطقة. ولم نصل بعد إلى هذه النقطة».
من جهة ثانية، نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس عن مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية قولها إن الولايات المتحدة أعطت «ضوءاً أخضر» لتحويل مسيرة أنابوليس إلى مسيرة «سلام شامل» بين إسرائيل والدول العربية، بما في ذلك سوريا ولبنان، «على ألا تغطي القناة السورية على المفاوضات مع الفلسطينيين».