براميــرتس أبلـغ الجميّـــل أنّ تحقيقـــاته حـــول اغتيـال نجله لا تطابق تحقيقات فرع المعلومات
كشفت التحقيقات الجارية مع عناصر تنظيم فتح ــــ الإسلام الذين أوقفتهم مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، أنّ هذه المجموعة هي جزء حقيقيّ من تنظيم القاعدة الدولي، وليست مجموعة هواة أصرّ الفريق الأمني الرسميّ على القول إنها تابعة للمخابرات السورية.
وحسب مصادر مطلعة، فإنّ الموقوف أبو سليم طه، وهو القيادي الأبرز في التنظيم والمعتقل الآن لدى الجيش، أدلى بمجموعة من الاعترافات والمعلومات التي كشفت الآتي:
أوّلاً: إنّ المجموعات التي تشكّل التنظيم هي بمعظمها من العناصر الإسلامية التي سبق أن كانت على صلة قوية بتنظيم القاعدة، وإن قادة فيها سبق أن تواصلوا خلال الفترة المنصرمة مع قيادة التنظيم في العراق. وثمّة رسائل مبايعة موجهة الى أمير القاعدة في العراق أبو أيوب المصري، وهو الذي خلف أبو مصعب الزرقاوي في قيادة هذه المجموعات التي كان شقيق الزرقاوي أحد البارزين فيها.
ثانياً: إنّ المدعوّ أبو يوسف الجزراوي، وهو سعودي، يعدّ العمود الفقري الذي استند إليه التنظيم في الحصول على تمويل وتجهيز لوجستي متنوّع، وهو الذي يرتبط مباشرة بتنظيم القاعدة في الخارج. وقد سبق له أن فرّ من مخيم نهر البارد برفقة شهاب القدور «أبو هريرة»، وهو من الذين كانوا يوفّرون الصلة القوية بالمقاتلين الذين يتنقّلون بين لبنان وسوريا والأردن والعراق. ولم يجرِ التأكّد مما إذا كان أحد العناصر البارزة في هذا التنظيم هو من عائلة أسامة بن لادن.
ثالثاً: إنّ صهر شاكر العبسي الذي قتله رجال حرس الحدود السوريّون على الحدود مع العراق، كان يحمل معه رسالة المبايعة للمصري، إضافة الى وثائق أخرى تثبت علاقة التنظيم بالقاعدة.
رابعاً: جرى التأكيد على تواصل كان قائماً مع ضباط سوريين من الذين كانوا يسهّلون عمليات الانتقال بين سوريا ولبنان والعراق، بالإضافة الى صلات لبنانية في المدن والمخيمات. وأشار طه إلى أنّه، بعد بدء قوى المعارضة اعتصامها وسط بيروت، جاء أبو هريرة طارحاً مبدأ «الدفاع عن أهل السنّة»، وجرى ترتيب لقاءات بينه وبين رجال دين وناشطين محليّين، بينهم كوادر في تيّار «المستقبل».
أمّا بشأن الأعمال الإرهابية، فقد احتوت الاعترافات على الآتي:
أوّلاً: المسؤولية عن جريمة عين علق الإرهابية في 13/2/2007 حيث استشهد ثلاثة مواطنين وجرح عشرون. وقُدِّم التبرير على أنّه حادث في سياق خطّة لخربطة الأوضاع في لبنان كلّه، وإنّ اختيار المناطق المسيحية يهدف الى إثارة البلبلة فيها، وخلق فتنة، مع الإشارة إلى أنّه ليس مصادفة أن يُتهم عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي بتنفيذ الهجوم.
ثانياً: المسؤوليّة عن وضع المتفجّرات في كلّ من الأشرفية في 20/5/2007 وفردان في اليوم التالي، وعاليه في 23/5/2007. وان من نفذ هذه الهجمات مجموعات لا تزال مجهولة الإقامة، وهي في مجملها ردّ على المعارك في نهر البارد.
ثالثاً: لم تتوصّل التحقيقات بعد إلى تحديد علاقة هذه المجموعات بعملية التفجير التي استهدفت القوات الدولية في الجنوب. وتبيّن أن الذين اعتقلوا في الجنوب واتّهموا بتفجير القاسمية في 14 حزيران الماضي ليسوا من أفراد التنظيم مباشرة، بل أعضاء في خلايا كانت على صلة به، وهي التي أوقفها فرع المعلومات في إقليم الخروب في 16 أيلول الماضي. وهي المجموعات نفسها التي تقف خلف إطلاق صواريخ كاتيوشا على فلسطين المحتلة في وقت سابق.
كذلك فإنّ التحقيقات التي تلت انفجاراً في عين الحلوة أظهرت من خلال فحص الدولاب الذي أُخذ من محل القيادي في تنظيم جند الشام شحادة جوهر في الأوّل من تشرين الأوّل 2006، أنّه يحتوي على مواد متفجّرة مطابقة للمواد التي استُخدمت في الهجوم على الوحدة الإسبانية في سهل الخيام، وهي مواد منزوعة من ألغام أرضية مضادة للدروع.

اغتيال الجميّل

من جهة ثانية، نفى طه أيّ علاقة للتنظيم بجريمة اغتيال النائب بيار الجميّل، علماً بأنّ التحقيقات التي تجريها أكثر من جهة رسميّة لم تتوصّل بعد إلى نتائج حاسمة. وعلمت «الأخبار» أنّ رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي البلجيكي سيرج براميرتس استقبل الرئيس أمين الجميّل وأبلغه أنّ التحقيقات التي أجرتها اللجنة في جريمة اغتيال النائب بيار الجميل لم تظهر بعد حتى الآن ما يعتبر «فتحاً مبيناً» في أي من الجرائم المرتكبة.
كذلك أنجز قسم الأدلّة الجنائية التابع للجنة التحقيق الدولية الفحوص الخاصة بسيارة الهوندا CRV التي استُقدمت من سوريا، وسبق أن استخدمت في جريمة اغتيال الوزير بيار الجميل. وتبيّن أنه لا علاقة لبعض قتلى قادة فتح ـــــ الإسلام بالجريمة، وهو ما رفع من نسبة الشكوك في صدقية بعض المعلومات التي وفّرها أحد الأجهزة الأمنية اللبنانية عن موقوفي فتح ـــــ الإسلام، والتي أشارت إلى مقتل مخطّطي ومرتكبي إحدى الجرائم الكبرى خلال المعارك مع الجيش اللبناني في نهر البارد.