هل تشهد مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله تطورات مهمة هذه الفترة؟السؤال مردّه إلى القرار الصادر أمس في برلين والقاضي بالإفراج المبكر عن موقوفين أحدهما إيراني والآخر لبناني كانت محاكم ألمانية قد أدانتهما بقتل معارضين أكراد. وكانا من ضمن لائحة الأسماء التي يجري التداول بها في ظل أي مفاوضات تدور حول تبادل الأسرى وخصوصاً التي يتولّى الجانب الألماني الوساطة فيها.
وكان الناطق باسم المدعي العام الألماني الاتحادي فرانك فالينتا قد أعلن أمس، أن السجينين المتهمين في تنفيذ جريمة ملهى «ميكونوس» في برلين عام 1992وقتل أربعة معارضين أكراد، وهما كاظم دارابي (إيراني) وعباس رحيّل (لبناني)، سوف يطلق سراحهما في شهر كانون أول المقبل، ويجري إبعادهما خارج الأراضي الألمانية. وبرّر الناطق باسم المدعي العام الاتحادي أن عملية الإفراج المبكر عن السجينين تعدّ «شرعية» بعدما أمضيا 15 عاماً في السجن.
ومع أن «حزب الله» يرفض التعليق على مثل هذه الأنباء وكذلك تفعل إيران والسلطات الإلمانية، فإن وسائل إعلامية ألمانية ربطت قرار الإفراج بصفقة «تبادل أسرى ومساجين»، كما كانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قد كتبت في عددها الصادر أمس، أنّ رئيس الحكومة ايهود أولمرت اتّصل بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ليطلب منها عدم إطلاق دارابي. وأشارت الصحيفة إلى أنّ ميركل رفضت الطلب، وعبّرت لأولمرت عن احترامها لمقتضيات القانون الألماني والمؤسّسات القضائية وقراراتها.
يذكر أن جريمة ملهى «ميكونوس» اليوناني التي وقعت في 17 كانون أول عام 1992 في العاصمة الألمانية، أسفرت عن مقتل أربعة قادة من المعارضين الإيرانيين الأكراد، وجرى الحكم على منفذيها بالسجن المؤبد، كما يذكر أن إجراءات التحقيق في هذه الجريمة دامت حوالى أربع سنوات واتخذت طابعاً سياسياً، نتج منه تضمين الحكم الصادر في شهر نيسان (أبريل) عام 1997، أول صفة يطلقها القاضي الألماني الناظر في الدعوى وهي صفة «دولة الإرهاب» على النظام الإيراني..
وفور صدور خبر الإفراج عن دارابي ورحيل، وجهت «رابطة اللاجئين الإيرانيين» انتقادات وطالبت بتعويض أهالي الضحايا، كما رأى بعض المحامين الألمان أن قرار الادعاء «خطوة تشجيع للإرهاب»، وقال أحد محامي الضحايا، إن «المتهمين بتنفيذ الجريمة، سوف يتم استقبالهم بالورود والتصفيق كبطلين لحظة وصولهما إلى بلديهما».