فداء عيتاني
يحاول المحقّق الإيقاع بمالك نبعة لجرّه إلى القول بأنّه تردّد إلى سوريا، ويظهر مالك نبعة خوفه من التحقيق، خصوصاً أنّه تعرّض لتجربة صعبة سابقاً. ويعلن نبعة في رسالة خطية عن عدم امتلاك المحقّقين أيّة معلومات جدية. إلى ذلك، يظهر التحقيق مع السعودي فيصل أكبر تفاصيل تسجيل أحمد أبو عدس لرسالته المتلفزة التي بثّتها قناة «الجزيرة» يوم اغتيال الرئيس الحريري، ودور خالد الطه في تلقين أبو عدس الرسالة، والتدريب الذي أخضع له أبو عدس قبل تسجيل الرسالة. كذلك يظهر التحقيق مَن حمل الأمر بتنفيذ العملية إلى المجموعة في سوريا



يعرض المحقّق على مالك نبعة رسالة بخط يده مأخوذة من شقة أقام فيها شقيقه حسن نبعة، فيقرّ مالك بأنّ الرسالة سطرها «لخالد الطه بعد خروجي من مركزكم وسلّمتها لشقيقي حسن ليعطيها إلى خالد الطه، علماً أن شقيقي حسن طلب مني كتابة رسالة لخالد لتوضيح ما حدث معي في التحقيق لديكم». ويشير مالك في الرسالة إلى أحمد أبو عدس وعلاقة خالد طه به، ومعلومات المحققين عنه. وهي مخصصة لإعلام طه «تفصيلياً بالأسئلة التي سألتموني إيّاها والأجوبة التي أدليت بها أمامكم».

متابعة التحقيق مع مالك نبعة
س: ورد في الرسالة نفسها ما يأتي: هم على حد علمي لا يعرفون شيئاً إلاّ اجتهادات وظنوناً. أخبرنا كيف عرفت واستنتجت أننا لا نعرف شيئاً إلا اجتهادات وظنوناً، وما هي الحقائق والوقائع التي استندت إليها لتقارنها بما نعرف، وبالتالي، لتستنتج أننا لا نعرف شيئاً. وما هو الذي تعرفه أنت وخالد، ونحن لا نعرفه، لا سيما أنّه يبدو أنّك تطمئنه بهذه العبارة؟
ج: لقد كتبت الرسالة إلى خالد الطه لحثّه على المجيء إليكم ويوضح ما يعرف عن أبو عدس. أمّا بشأن الظنون لديكم والاجتهادات، فأعني بها أنّني أخبرتكم بأنّ خالد هو مَن حاول تجنيدي للذهاب إلى العراق، علماً أن العكس هو صحيح.
س: إنّ ما ذكرته لنا وتقرّ به الآن من تحريف للوقائع هو كذب منك وليس ظنوناً واجتهادات منّا؛ ولمَ لم تقل الحقيقة، ثم إنك في الرسالة نفسها أوضحت الأمر جيّداً لخالد الطه وشرحت له أنّك كذبت علينا مجدّداً. نكرّر الطلب منك وإفادتنا بالأمور التي تعرفها أنت وخالد، ولم تفدنا بها ولم يتبيّن في أي كلمة أنك تحثه على المجيء إلينا؟
ج: لم أذكر في الرسالة أي شيء عن طلبي لخالد الطه أن يحضر إليكم، إنما طلبت من شقيقي حسن النبعة أن يطلب منه أن يحضر إليكم. كذلك اتصلت بجميل طالباً منه أن يبلغ خالد الطه بأن يحضر إليكم، علماً أنني لا أعرف أية معلومات لا تعرفونها.
س: لقد سألناك عن مكان وجود خالد الطه سابقاً. لمَ لم تفصح لنا عن مكان وجوده، خاصة أنّك تذكر الآن أنك اتصلت بجميل ليطلب من خالد الحضور؟
ج: خوفاً من أن تعلموا أنني أعرف جميل ومكان خالد الطه.
س: ما هي علاقة جميل بشقيقك حسن وبخالد الطه، وما علاقتك بكل منهم؟
ج: إن ما يجمع جميل بشقيقي حسن هو انتماؤهما لتنظيم القاعدة في بلاد الشام. وإن خالد، على ما أعتقد، قد بايع جميل لكوني أرسلته إليه وإنني منتسب للتنظيم نفسه، مثل مروان الذي كنت أرسل له الأسلحة، وذلك كله في سبيل الجهاد في العراق.
س: في الرسالة أيضاً عبارة: «هم عرفوا أنّك على علاقة بالرجل وظنّوا بك أنّك كنت تشتغل عليه ليخرج معك إلى هناك». فسّر لنا هذه العبارات وتكملتها؟
ج: أقول لخالد الطه في الرسالة إنني علمت منكم أنكم تعرفون أنّ خالد على علاقة بأحمد أبو عدس، وعنيت بعبارة «تشتغل عليه» أنّه يعمل لأخذه إلى العراق.
س: هل هناك معرفة بين خالد الطه وأحمد أبو عدس برأيك؟
ج: لا أعرف.
س: لماذا تعتمد في الرسالة تفصيلاً وبالتدقيق وصف ما أخبرته بإفادتك لدينا، حتى أنك لم تنس تفاصيل صغيرة، علماً أنها أمور ليست صادقة مثلما أقررت الآن؟
ج: لكي تتطابق إفادتانا إذا حضر أمامكم، ولكي لا أظهر أنني كذبت عليكم.
س: هل يحتمل موضوع تحقيق باغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري كذبك في البداية ثمّ تلقين شخص إفادته المهمة جداً لإنارة التحقيق كي يكذب أيضاً في إفادته بسير هذا التحقيق؟ وكم من شخص آخر أُقنع بطلبك ليكذب؟
ج: أؤكد لكم أنني فقط طلبت من خالد الإدلاء بالإفادة غير الصحيحة.
س: من الطبيعي أن يكون شقيقك حسن قد علم بما أفدتنا به لكونه حامل الرسالة، وأيضاً جميل لكونك حادثته بهذا الأمر. فهذا لا يساعد أبداً على إنارة التحقيق؛ لمَ سعيت إلى تضليلنا وما زلت تسعى؟
ج: لقد أخبرتكم بأنني طلبت من شقيقي حسن ومن جميل أن يطلبا من خالد الطه الحضور للإدلاء بإفادته.
س: لقد نجحت أنت بطلبك من شقيقك حسن وجميل أن يطلبوا من خالد الطه الحضور لمركزنا للإدلاء بإفادته، فانتهى الأمر بعمل جميل وشقيقك حسن على إرسال خالد الطه إلى مخيم عين الحلوة للاختباء هناك، للتأكيد على عدم حضوره إلى أي مركز أمني. وكيف بذلك تكون تسعى وتدأب لإحضاره إلى هنا؟
ج: أكرر لكم بأنني أرسلت الرسالة واتصلت بجميل لإقناع خالد بالحضور إليكم.
س: ماذا تمتهن وبماذا ترتزق؟
ج: إنني أعمل بتصحيح الكتب حيث أقوم بتصحيح النسخ للكتب لغوياً قبل طبعها وأرتزق منها، وذلك منذ ست سنوات.
س: هذا الشيء واضح من تمكّنك من اللغة العربية؛ حيث قرأنا رسالتك لخالد المكتوبة بخط يدك ونعرضها أمامك لاستخراج الأخطاء منها. كيف تبرر هذا وأفدنا عن مصير ارتزاقك الفعلي؟
ج: إنني أصحح الكتب منذ عام 2000.
س: لدى استماعنا لك بموجب محضرنا السابق رقم 1170/302 تاريخ 15/12/2005، صرّحت لنا بأنك لم تستعمل سوى هاتف خلويّ واحد رقمه 70106*** (تتحفّظ «الأخبار» على نشر كامل أرقام الهواتف الواردة) وأكدت أنك لا تعرف من أين استحصلت على هذا الرقم والهاتف، وهذا مما دلّ على أنك تحاول أن تخفي عنّا مصدر هواتفك الخلوية، رغم أن لدينا معلومات تفيد بأنك كنت تبدّل أرقامك الخلوية باستمرار. ويؤكد ذلك ما جاء في رسالتك إلى خالد الطه، تحديداً في الصفحة الثانية، قائلاً له: إنك أعلمتنا بأنه كان يتصل بك على هاتف المحل فقط، مما يدل على وجود هاتف آخر معك كان يتصل به خالد الطه ليتحادث معك. ننصحك بقول الحقيقة كما هي؟
ج: لقد اشتريت الرقم 70106*** من الشياح أو من المريجة، حسب ما أذكر، وذلك منذ نحو أربعة أشهر، بمبلغ لا أذكره أيضاً، وكنت أتصل بجميل يومياً إلى سوريا بواسطة الـ«تلي كارت» من هواتف عمومية. كان جميل يدفع لي ثمن هذه البطاقات منذ نحو سنة ونصف السنة. وأصحح بأنني لم أتصل به يومياً، بل بمعدّل مرّتين أو ثلاث أو أربع مرات كل أسبوع، وكان لديّ رقم هاتف آخر لا أذكره. وقد أخبرت خالد في الرسالة أن يتصل بي على المحل لكي لا تعلموا أنني أتصل بجميل، وإنني أصحح أنني على اتصال مع جميل منذ أكثر من سنتين.
س: ما هي طبيعة المهمات التي كلفك بها جميل وغيره؟
ج: لقد طلب مني جميل في بادئ الأمر تجنيد الشباب من أجل الذهاب إلى العراق للجهاد. ثم طلب مني تسلم الأسلحة والحقائب التي لا أعرف محتواها وتسليمها إلى الملقب مروان، لكونها سترسل إلى المجاهدين في العراق.
س: ذكرت لنا أن مهمتك تجنيد الشباب وإرسالهم إلى العراق، وكذلك الأسلحة التي ترسل إلى هناك. هل في استطاعتك تسمية أي شاب انطلق للجهاد في العراق، أو إخبارنا عن أي بندقية أرسلت إلى هناك؟
ج: لقد أرسلت خالد الطه إلى جميل وشقيقي حسن حيث علمت من خالد أنه بايع جميل وأصبح جاهزاً للجهاد. وبسؤالي له عن السبب الذي منعه من الانتقال للعراق، أفادني بأنه يعمل في الجهاد. أما عن الأسلحة، فقد علمت أن جميل تمكن من تهريب بعض الأسلحة عن طريق البقاع إلى سوريا ومنها إلى العراق، وذلك في شهر نيسان عام 2005.
س: تؤكّد معلوماتنا وإفادة الموقوف هاني الشنطي الملقّب مروان بأنّه بدأ بتسلّم الأسلحة وتخزينها في شهر حزيران من عام 2005. لمَن نشطت قبل هذه الفترة بتسليم الأسلحة؟
ج: لقد سبق تسليمي لمروان الأسلحة ثلاث مرات تسلمت فيها حقائب أيضاً لم أعرف محتواها، وقد احتفظت بها في منزلي في محلة طريق المطار، وسلمتها لاحقاً إلى الملقب بسام، علماً أنني تسلمتها من الملقب عصام. وعصام هذا عمره نحو 30 سنة، لهجته غير لبنانية، معتدل الطول والقامة، أسمر البشرة، ذقنه خفيفة. لا أعلم أية معلومات إضافية عنه، ولم أعد أراه منذ تلك الفترة.
س: لماذا اعتمدت وسيطاً، وهو قاصر وشقيق زوجتك، لتسليم الأسلحة إلى هاني الشنطي، متخذاً إجراءات تحفّظ سرية؟ علماً أن هاني ينتمي للتنظيم نفسه الذي تتّبعه أنت ويرأسه شقيقك حسن الملقب شيخ راشد. بالإضافة إلى تبريرك نقل الأسلحة بأنها مرسلة إلى العراق، لمَ هذه السرية؟
ج: حتى لا يعرفني مروان، علماً أن تعليمات جميل هي السرية في العلاقات بين أفراد التنظيم. ويستحسن ألا يعرف الأعضاء بعضهم بعضاً.
س: هل قمت بالمبايعة؟ في الحالة الإيجابية لمَن ومتى وكيف؟
ج: كلا لم أقم بالمبايعة.
س: لماذا تختص بهذه الميزة من دون رفاقك بعدم المبايعة؟
ج: إنني لا أعتقد بمسألة المبايعة.
س: كيف أقنعت على الأقل خالد الطه بمبايعة جميل في تنظيم شقيقك المبايع لعدة مرات والذي لا تنتهج منهجه؟
ج: لا أؤمن بالمبايعة لكون شروطها لم تتحقق، وهي عدم وجود خليفة للمسلمين عامة.
س: إذاً لماذا يبايع حسن النبعة وجميل عن طريقك؟
ج: لقد علمت لاحقاً من خالد الطه أنه قام بالمبايعة بعد حضوره من سوريا.
س: هل سبق لك أن زرت سوريا؟ في الحالة الإيجابية، أفدنا متى ومع مَن ولماذا وكيف بقيت هناك وكم من الوقت؟
ج: نعم لقد زرت سوريا مرّتين. لا أذكر متى، لكن قبل عام 2000. وقد ذهبت برفقة شقيقي أحمد نبعة الملقب أبو دجانة، وذلك إلى دمشق للتسوق ولمعالجتي الطبية في مستشفى في حي دوما، وأعتقد أننا في المرتين بقينا هناك ليومين ومكثنا في فندق لا أذكر اسمه.
س: هل خضعت لأيّ دورات عسكرية أو أمنية؟
ج: كلا لم أخضع لأي دورة عسكرية أو أمنية.
س: لماذا لم تحضر لدى إبلاغنا لك بالحضور في مرّات سابقة؟
ج: لم أحضر لدى إبلاغي بالحضور إلى مركزكم لكوني كنت خائفاً من أن تسألوني عن خالد الطه وانتقاله إلى العراق، ولكوني استدعيت لمركز أمني في الجيش عام 2001 وحُقق معي ولم تكن تجربة جيدة لي، فاعتقدت أن الأمر سيحدث نفسه سيحدث معكم.
س: ما هو الذي تخاف منه إن أفدتنا بذلك التاريخ أن خالد الطه ذهب إلى العراق؟
ج: كنت أعتقد أن الذهاب إلى العراق للجهاد والقتال هو جرم، لكنني أُفهمت أن هذا الأمر ليس جرماً.
س: وهل تأكد لك، في أي فترة، أن خالد الطه ذهب إلى العراق، وهل ذهبت أنت شخصياً إلى العراق؟
ج: لقد علمت أن خالد الطه لم ينتقل للعراق، لكونه أخبرني في لقاءاتي معه في لبنان أنه يعمل بالجهاد من سوريا ولبنان، وإنني شخصياً لم أذهب في أي مرة للعراق.
س: لماذا استدعيت عام 2001 إلى مركز أمني وبماذا حُقق معك؟
ج: حُقق معي بتهمة إحراق سيارة لقاضٍ لبناني، وقد أثبتّ براءتي في اليوم نفسه حيث خرجت في ذات اليوم وقد بقيت فقط نحو عشر ساعات.
س: هل تذكرت الآن أرقام الهواتف التي استعملتها في فترات سابقة؟
ج: كلا لم أتذكرها.
س: ذكرت لنا في إفادتك أنك لم تبايع، فكيف تؤتمن على نقل السلاح والصواريخ والقنابل والشرائح الكهربائية والأجهزة اللاسلكية والذخائر وتوابعها، وهي المضبوطة، وحقائب مماثلة لم تضبط، أفدتنا أنت عنها، من أشخاص إلى أشخاص ضمن تنظيم أنت الوحيد الذي لم تبايع فيه، كما يتضح لنا من خلال إفادتك؟
ج: إن شقيقي حسن يثق بي. لذا نصح جميل بالوثوق بي. وبهذه الثقة كُلّفت بنقل الأسلحة وتوابعها على فترات زمنية ذكرتها لكم.
س: كم مرة قابلت خالد الطه منذ أوائل عام 2005؟ وأين ولماذا؟
ج: لم أقابل خالد الطه منذ بداية عام 2005.
س: هل سبق لك أن شاهدت أو كلّمت بمفردك أو برفقة آخرين المدعو أحمد أبو عدس؟
ج: كلا لم أتحدث مع أحمد أبو عدس، لكن أذكر أنني شاهدته في مسجد الجامعة العربية، وذلك عام 2001. ولدى مشاهدتي له على الفيلم، تذكرت أنني قد شاهدته لعدة مرات في المسجد.
س: هل أنت من متخرجي الجامعة العربية أو حتى تابعت أي دروس فيها أو أقمت في المنطقة المحيطة بها أو عملت في محيطها؟
ج: كلا إنني من سكان المدينة الرياضية ولم أعمل بمحيط الجامعة العربية.
س: لماذا تذكرت أحمد أبو عدس رغم أن مشاهدتك له حصلت منذ سنوات، ولم تذكر أرقام هواتفك منذ فترة أقصر. علماً أن معلوماتنا تؤكد أن أحمد أبو عدس في تلك الفترة لم يكن ملتزماً، وكانت له حياة متناقضة جداً مع مفهوم الدين؟
ج: إنني أؤكد لكم أن أحمد أبو عدس كان يصلّي في الصفوف الأولى في مسجد الحوري ـــــ الجامعة العربية، أيام الجمعة خلال عام 2001. لكنني لا أستطيع تذكّر أرقام هواتفي.
س: تؤكد معلوماتنا أنّ أحمد أبو عدس، لدى التزامه الديني عام 2002، بدأ بالصلاة والتردّد إلى مسجد الإمام علي، وهو بعيد عن مسجد الحوري. فكيف تفسّر ذلك؟
ج: أؤكّد لكم أنني كنت أشاهده في مسجد الحوري في عام 2001.
س: كيف كنت تتأكّد قبل اتّصالك بجميل إلى سوريا، إذ كان في لبنان باستمرار خلال كل شهر من الثلاث سنوات الأخيرة؟
ج: لقد كان يعلمني جميل لدى اتصالاتي به بحضوره إلى لبنان.
س: هل باستطاعتك إفادتنا عن التواريخ التي تعرفها والتي حضر فيها جميل إلى لبنان؟
ج: لقد شاهدت جميل في لبنان نحو أربع مرات أو أكثر، ولا أستطيع تحديد كم مرة ولا متى.
س: هل تعرف بأسباب زيارات جميل إلى لبنان، وأماكن إقامته فيه ومعارفه هنا، بصفتك الموثوق به كما ذكرت لنا؟
ج: لا يخبرني جميل بسبب زياراته ولا أعلم أين كان يبقى ولا أي شيء عن نشاطاته.
س: هل تأكدت من وصول الرسالة التي كتبتها لخالد الطه والتي أرسلتها له مع شقيقك حسن، لكوننا عثرنا عليها في الشقة في بناية الشاطئ الذهبي؟
ج: كلا لا أعلم إن كان خالد قد تلقّى الرسالة أم لا.
س: هل يمكن أن يكون شقيقك حسن قد نسي توصيل الرسالة؟
ج: لا أعلم إن كان نسيها معه.
س: كيف تفسّر وجود الرسالة مع شقيقك، بالرغم من أنه شاهد خالد الطه وعمل على إرساله إلى المخيم، لا سيما أنها رسالة مهمة؟
ج: لا أعرف السبب.
س: لدى عرض رسمك الشمسي على أحد الموقوفين في هذا المحضر، تعرّف إلى صورتك وأعلمنا بأنه شاهدك في الفترة الأخيرة في سوريا لدى شقيقك، هل تذكر سبب الزيارة ومتى؟
ج: إن هذا الكلام غير صحيح، فلم أذهب إلى سوريا سوى مرتين قبل عام 2000.
لقد أدليت بإفادتي هذه بملء إرادتي وبكل صدق ولم أتعرّض لأي ضغط وهذه إفادتي.
تُليت عليه إفادته فصدّقها ووقعها معنا.
إفادة السعودي فيصل أكبر
اسمي فيصل ابن أسعد هاشم حسين أكبر. والدتي شيخة حسين علي الحسين، تولّد الشرقية رأس تنورة في 10/3/1397 هـ. وكامل هويتي وعنواني مدوّنان في محضركم هذا.
س: أخبرنا بأدق التفاصيل ولا تنسَ ذكر أي منها عن الأوقات التي جمعتك بالمدعو أحمد أبو عدس، وعن مشاهداتك في تلك الفترة خلال تحضيرك له كسائر أفراد الجماعة الذين تلقّوا منك وتابعوا لديك «الدورة الأمنية»، وعن مرافقتك له وعن أي شخص آخر كان برفقتكم أو التقيتم به، بالإضافة إلى أية تعليمات أو أوامر أو مهمات كُلّف بها أحمد أبو عدس ضمن عمل الجماعة الجهادية، مثله مثل الآخرين الذين استمعنا إلى بعضهم وأفدنا بأنهم قد تلقوا أوامر لتنفيذها بمهمات للقيام بها، خاصة أن بعض المكلفين، آثرتم وبتعليمات محددة، أن يلجأوا إلى المخيم في عين الحلوة للاختباء، وبترتيبات أمنية خاصة مثل خالد الطه الملقب «نور».
نطلب منك إفادتنا بكل هذه التفاصيل برويّة وصدق، علماً أننا تمكّنّا من خلال أبحاثنا وتحرياتنا على امتداد شهور من إعداد دراسة تتضمن رسوماً شمسية لأشخاص، ومقاطعة اتصالات هاتفية وحركتها الجغرافية، وخلاصات نتائج تحقيقات سابقة، بالإضافة إلى توقيف أشخاص موجودين الآن في نظارات مركزنا نعرضها أمامك للاستفسار؛ نطلب منك الإجابة عن هذه الأسئلة؟
ج: لدى وصول أحمد أبو عدس إلى المضافة في حي ركن الدين، كما ذكرت لكم في إفادتي، وبعد أن تناولنا العشاء في الشقة المضافة، أنا وأحمد أبو عدس وخالد الطه وشاكر، خرجت للنوم في شقتي وعدت في الصباح نحو السابعة، حيث وجدت شاكر وأحمد أبو عدس وخالد طه. بدأت بتلقين أحمد أبو عدس دروس الدورة الأمنية، واستمر ذلك بعد الظهر. بعدها انتهى اليوم الأول للدورة. تناولنا الطعام وجلسنا نتحدثوكان خالد قد غادر إلى حمص لمقابلة جميل. استمرت الحال هكذا لثلاثة أيام أخرى، وكنت قد انتقلت للسكن في هذه المضافة، أي أصبحت أنام هناك مع شاكر وأحمد أبو عدس.
انتهت الدورة بعد أربعة أيام حيث حضر خالد الطه قادماً من حمص، وقد أحضر معه لباساً أسود وستارة عليها الكتابة التي ظهرت لاحقاً خلف أحمد أبو عدس في فيلم الفيديو، معلناً عملية اغتيال الحريري وتبنيها. كذلك أحضر كاميرا فيديو من نوع سوني، واختلى خالد الطه بأحمد أبو عدس، وأعتقد أنه كان يجهّزه من أجل تصوير الفيلم نفسياً، وتلقينه ما سيقول. ثم جلس معنا خالد الطه وأعلمنا بأنه قد صدر الأمر بتنفيذ عملية اغتيال، وعلينا تصوير الفيلم بذلك.
بدأنا بدرس ترتيب الغرفة لتصوير الشريط. اخترنا غرفة مناسبة، وهي الغرفة التي أعطي فيها الدروس، ثم أكلنا وتحدثنا نحن الأربعة، ومن ثم خلدنا إلى النوم.
في اليوم التالي، أي بتاريخ 24/1/2005، استيقظنا متأخرين. أكلنا، ثم دخلت أنا وخالد وشاكر إلى غرفة الدرس، بينما دخل أحمد أبو عدس إلى غرفة أخرى، وأعتقد أنه كان يكتب أجزاء من البيان. كنا قد نقلنا طاولة خشبية إلى غرفة الدرس وغطيناها بشرشف أسود، وقمنا بوضعها على الحائط بواسطة مسامير سوداء صغيرة من الجهتين اليمنى واليسرى في الجزء الأعلى منها، ثم وضعنا كرسي بلاستيك (لون بني) خلف الطاولة، حيث أصبحت الغرفة جاهزة للتصوير. أقفلنا باب الغرفة بعد خروجنا منها، ودخلنا غرفة أخرى، بينما تسلم خالد الطه الملابس والعمامة البيضاء وورقة تحتوي على أجزاء من البيان، وقد أحضرها من جميل.
لاحقاً ارتدى أحمد أبو عدس الملابس السوداء والعمامة، ودخلنا إلى الغرفة حيث جلس خلف الطاولة وعملنا على أداء تجربة وقمنا بتصويرها، فلم يكن التصوير جيداً في أول مرة، ثم أعدنا التجربة لمرة ثانية في اليوم التالي. وأثناء تصوير الفيلم سعل أحمد أبو عدس، فتقرّر أن لا يُعتمد هذا الفيلم. أوقفنا التصوير لهذا اليوم، وبقينا نحن الأربعة في هذه المضافة، لم نخرج منها ولم يدخل إليها أحد. وكان خالد يلقّن أحمد أبو عدس تعليمات بشأن التصوير. ثم في النهار الثالث، قمنا بالتصوير، وكان شاكر يحمل الكاميرا، وأنا وخالد واقفان بجانبه، أنا في الجهة اليمنى وخالد في الجهة اليسرى.

من القرار الاتّهامي بحقّ مجموعة الـ13

«تبيّن أنّه خلال أواسط عام 2000، وعلى أثر ملاحقة الأجهزة الأمنية اللبنانية المدّعى عليه حسن محمد نبعة للاشتباه في اشتراكه في أحداث الضنية، فرّ هذا الأخير الى سوريا حيث أقام وتابع دراساته الدينية. وخلال ذلك، تعرّف إلى مجموعة من تنظيم القاعدة الذي انتمى إليه، وعلى رأسها المدعو جميل، وهو سوري الجنسية من سكان مدينة حمص، ضليع من القضايا الإلكترونية المرتبطة بعمليات التفجير، وقد تولّى مهمّة مدّ هذه المجموعة بالمال والسلاح والحصول على بطاقات هوية من جنسيات مختلفة وإجازات سوق مزوّرة، جميعها عن طريق مكتب تزوير مختص في سوريا. كذلك تعرّف الى المدعى عليه فيصل أكبر، من التابعية السورية، وهو طالب دين في إحدى جامعات بلده الذي غادره عام 1999 في سبيل الجهاد في أفغانستان إلى جانب طالبان. وقد خضع للعديد من الدورات العسكرية بعد أن بايع اسامة بن لادن. ثمّ انتقل لاحقاً إلى العراق حيث بايع أبو مصعب الزرقاوي وانضم الى مجموعته، وأنه بناء على أوامر هذا الأخير دخل الى سوريا وشرع بإعداد الخلايا للقتال في العراق، بعد أن تولّى أمر تدريب هذه المجموعة. وقد زوده المدعو جميل بجواز سفر سعودي باسم فهد محمد حسن الخادم اليماني وإجازة سوق وبطاقة هوية سوريّتين باسم عبدالغني وليد فارس، وبطاقة خاصة باللاجئين الفلسطينيين في لبنان باسم حسن ناصر عيسى، وجميع هذه المستندات تحمل رسمه الشمسي.
وتبين لاحقاً أن المدّعى عليه حسن نبعة قد بويع أميراً لهذه المجموعة، وأعطي لقب الشيخ راشد، وزوّده جميل ببطاقة هوية سورية باسم سعد سامر السباعي، وأخرى لبنانية باسم محمد سعيد منيمنة الذي قتل في العراق، وبطاقة خاصة باللاجئين الفلسطينيين باسم رمزي خليل حسين، تحمل جميعها رسمه الشمسي.
وتبين أنه خلال عام 2004، وبهدف إنشاء خلايا لتنظيم القاعدة في لبنان تكون مرتبطة بخلية دمشق، حضر المدعو جميل إلى مدينة بيروت. وبطلب من المدعى عليه حسن نبعة، قابل شقيقه المدعى عليه مالك نبعة فأطلعه على مكانة شقيقه وموقعه في تنظيم القاعدة ومحل إقامته، وطلب منه تجنيد بعض الشباب للعمل لمصلحة التنظيم. فوافقه نبعة على طلبه، وجنّد لهذه الغاية بدايةً المدعى عليه خالد مدحت طه من التابعية الفلسطينية، وهو صديق له. فتوجّه هذا الثاني فعلاً إلى سوريا حيث بايع أمير التنظيم فيها حسن نبعة ليخضع بعدها لدورة تدريب أمنية. وبعودته إلى لبنان، اتصل بصديقه المدعى عليه هاني الشنطي ـــــ من أصل أردني، مجنّس لبنانياً منذ عام 1995، وهو طالب جامعي (هندسة كومبيوتر) يحمل الفكر السلفي ـــــ وجنّده لمصلحة تنظيم القاعدة. وبالفعل توجه بدوره الى سوريا حيث تعرف إلى المدعى عليه حسن نبعة وبايعه وخضع كغيره لدورة تدريب أمنية تعرّف خلالها إلى المدعو جميل الذي زوّده ببيان قيد إفرادي لبناني باسم محمد علي الصفدي وبطاقة هوية فلسطينية باسم غسان خليل تحمل رسمه الشمسي، وأنيطت به بداية مهمة تسلم البريد السري الإلكتروني القادم من العراق ودول أخرى وتحويله إلى بريد أميره، معتمداً رموزاً وألقاباً معينة. كذلك قام بتزكية بعض الشباب بهدف انضمامهم إلى تنظيم القاعدة، وهم المدعى عليهم: عامر عبد الله حلاق، سليم محمد حليمة (مهندسان ميكانيكيان)، بلال يوسف زعرورة من التابعية الفلسطينية، وقد بايعوا في سوريا المدعى عليه نبعة وعادوا إلى لبنان في انتظار تلقّي أوامره وتنفيذها. وقد زود المدعى عليه حلاق ببطاقة هوية مزورة باسم مروان.
كذلك تبيّن أن المدعى عليه اللبناني فؤاد أحمد المصري قد انضم إلى تنظيم القاعدة والتحق بالمجموعة عن طريق صديقه المدعى عليه مالك نبعة، وتوجه إلى سوريا حيث بايع أمير هذا التنظيم والتقى الملقب جميل الذي طلب منه تزويده ببعض القطع الإلكترونية وأجهزة الاتصال اللاسلكي وكاميرات مراقبة للعمل عليها. فوافقه على أن يتقاضى راتباً شهرياً قدره خمسمائة دولار أميركي. وتم الاتفاق بينهما على التواصل بواسطة البريد الإلكتروني. وتوالت بعدها وتعددت لقاءاتهما الشخصية في سوريا وفي لبنان، مما دفع المدعى عليه فؤاد المصري إلى تجهيز محل لبيع الأجهزة الخلوية. كذلك قام بشراء مئات الأجهزة من شركة «باور غروب» في مار الياس بعد توقيع اسم وهمي على الفاتورة، وذلك لمصلحة جميل، وقد قام بعدة عمليات شراء راوحت بين عشرة آلاف وخمسين ألف دولار أميركي. وقد كان شقيقه المدعى عليه غسان المصري يقوم بنقل هذه الأجهزة دون معرفته بحقيقة أمرها. كذلك أقدم بناء على طلب جميل، على شراء عدة قطع إلكترونية من عدة محال في بيروت.



ملاحظات المحقق

ملاحظة: نظراً لما ورد في إفادة فيصل أكبر، اتصلت هاتفياً بحضرة النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا وأطلعناه على ما ورد في إفادة فيصل أكبر حول ما أدلى بمعلومات عن مقابلته لأحمد أبو عدس في دمشق في شهر كانون الثاني من عام 2005. فأشار حضرته باستبقاء كل المستمَعين في نظارات مركزنا كل بمفرده، والعمل على استكمال الإجراءات والتوقيفات للأشخاص الذين لا يزالون طليقين والاستماع إليهم والتأكد من مضمون الإفادات ومخابرته بكل جديد.
***

ملاحظة: لورود المعلومة التالية من أن خالد الطه قد مكث في شقّة عين الرمانة لدى المستمع هاني الشنطي وعدم ذكر الأخير لهذا الأمر بالرغم من سؤاله عنه، استخرجنا من نظارة المركز هاني الشنطي وباشرنا بالاستماع إليه.
***

ملاحظة: عملاً بإشارة حضرة النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، كلّفنا دورية لاستحضار المدعو مالك نبعة ومراقبة منزله. وبذات الوقت، اتصلنا برقم هاتف شقيقه خضر لإبلاغه بوجوب إبلاغ شقيقه مالك للحضور إلى مركزنا، فأفادنا بأنه غير موجود في المنزل. في هذا الوقت، خرج مالك من المنزل المراقب، فأوقفته الدورية وأحضرته للمركز. تلونا عليه حقوقه المنصوص عليها وباشرنا بالاستماع إليه.
***

ملاحظة: عملاً بإشارة النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا انتقلنا إلى محلة حارة حريك شارع بعجور معمل المصري للبلاسيك حيث مكان عمل المدعو علي شرف الدين، والذي عمل على نقل الأسلحة من مالك نبعة إلى هاني الشنطي. وبعد دخولنا وإعلان صفتنا الرسمية والغاية من حضورنا والسؤال عن علي المذكور، تلكّأ الموجودون بالدلالة على مكانه. أجرينا تفتيش المعمل بحثاً عنه حيث تمكّنّا من العثور عليه مختبئاً داخل طاولة مكتب في مستودع المكتب في زاوية مظلمة. أعلنّا عليه صفتنا الرسمية والغاية من حضورنا وفتّشناه فلم نعثر معه على ممنوع. استحضرناه إلى مركزنا.



حسن نبعة

يعيش حسن نبعة المتهم الرئيسي في قضية مجموعة الـ13 هاجس أمنه الشخصي، وهو يتوقّع الموت في أية لحظة الآن في سجنه في رومية. له بذلك دلالة ما جرى لسمير شحادة الذي كان يتابع ملفه، كما له دلالة أكبر هي مقتل إسماعيل الخطيب، الذي قضى تحت التعذيب في البقاع، دون أن يثير مقتله كبير حركة رسمية أو حمية لجان تحقيق. وإضافة إلى وضع نبعة في زنزانة تضمّ محكومين من جيش العملاء اللحديّين، فهو يعيش وضعاً صحياً متدهوراً، حيث يستمرّ بالإضراب عن الطعام مع رفاقه المساجين الذين تعرضوا لمفاعيل «غزوة رومية» من مجموعات الفهود، بطلب من فرع المعلومات. وعلمت «الأخبار» أنّ ضغط دم السجين نبعة وصل إلى ستّة، في ظل استمرار رفض مدير المبنى الذي يقبع فيه نقله إلى المستشفى.
الجدير بالذكر أنّ وفاة نبعة، بأيّ شكل من الأشكال، تمثّل، في حال حدوثها، خسارة للمزيد من مناجم المعلومات في ملفّات عديدة مثل مقتل الحريري ونشاط القاعدة في لبنان، تماماً كما مثّل مقتل شهاب قدّور (أبو هريرة) بشكل غامض تشويهاً لملف فتح الإسلام، وترك ثغراً في مجرى التحقيق وأسهم في تضليل الرأي العام.


[غداً الثلاثاء: متابعة اعترافات فيصل أكبر عن مراحل تنفيذ جريمة اغتيال رفيق الحريري]