في انتظار تحديد موعد للقاء جديد بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري، ظلت الأنظار متجهة صوب بكركي بعدما برزت في اليومين الماضيين مؤشرات على عدم رغبة فريق 14 آذار في تسهيل مبادرة البطريرك الماروني نصر الله صفير بخلاف فريق المعارضة حيث أعلن العماد ميشال عون أنه مستعد للتخلي عن ترشّحه لأي مرشح توافقي يُنتخب على أساس نصاب الثلثين ويمنع تهميش المسيحيين في إدارة الدولة. من جهة ثانية، لفت قطب بارز في فريق 14 آذار الانتباه الى وجود حركة تركية إزاء الملف الرئاسي اللبناني، ودعا الى انتظار زيارة وزير الخارجية التركي علي باباجان الخميس الى بيروت، بعد أن تكون أنقرة قد استبقلت الرئيس السوري بشار الأسد اليوم. وقال القطب إن الوزير التركي ربما حمل معه بعض الأفكار المتصلة بالشأن اللبناني.
كذلك سيزور بيروت في اليوم التالي وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وإسبانيا برنار كوشنير وماسيمو داليما وميغل أنخل موراتينوس الذين ينتظر أن يحملوا أفكاراً تستهدف المساعدة على تحقيق توافق لبناني ـ لبناني على إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وفي بكركي استأنف المطران سمير مظلوم اتصالاته بشأن تأليف اللجنة الرباعية، وهو التقى أمس مسؤول العلاقات السياسية في «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وبحث معه في موضوع تسمية ممثلي المعارضة المارونية، فيما أبلغ القطب الاكثري «الأخبار» أن موارنة السلطة سمّوا ممثلين رافضاً الكشف عن اسميهما.
وأكد المصدر أن صفير قلق وحذر من مواقف الأطراف إزاء مبادرته الهادفة إلى «مرشح توافقي»، وأن ما يزيد قلقه وحذره هو طريقة تعامل الأطراف المسيحية مع مبادرته، ونقل عن صفير أنه إذا فشلت مساعيه فلن يعارض تسوية من النوع الذي يفرض حكماً انتقالياً من خلال رئيس انتقالي لعامين.
وإلى ذلك قال مصدر مطلع على الموقف الفرنسي لـ«الأخبار» إن وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وإسبانيا الذين سيزورون بيروت الجمعة المقبل، يزورونها بتشجيع فاتيكاني من أجل الدفع في اتجاه حصول انتخابات رئاسية لبنانية ومنع لبنان من الوقوع في فراغ دستوري في موقع رئاسة الجمهورية مما يؤثر على دور المسيحيين في الحياة السياسية اللبنانية، مع ما قد ينعكس من سلبيات على وجودهم في حال دخول لبنان في حال من الفوضى وعدم الاستقرار نتيجة عدم انتخاب رئيس جديد.
وأضاف المصدر أن الوزراء الثلاثة الذين يمثلون الدول الأوروبية الكاثوليكية الثلاث، سينقلون إلى بيروت قلق بلادهم المشاركة في قوة «اليونيفيل» الدولية العاملة في الجنوب، على مستقبل هذه القوة في حال عدم انتخاب رئيس لبناني جديد وانقسام المؤسسات واحتمال دخول البلاد في فوضى من شأنها أن تؤثر على دور «اليونيفيل».
وفي غضون ذلك وصل النائب وليد جنبلاط الى نيويورك وقال في تصريحات أدلى بها «لا ضرورة لاختيار قضاة للمحكمة الدولية من العالم العربي أو الإسلامي، فالقاضي هو قاض، والمهم أن يتحدى إرهاب المجرمين الذين يفتكون بلبنان والساسة فيه والمفكرين والقادة والأبرياء»، ولفت الى أن الاستحقاق الرئاسي يتطلب رئيساً يحترم القرارات الدولية منذ 1559 لغاية 1701».