لم تتقدم الاتصالات بين بكركي والقادة المسيحيين بشأن إنتاج صيغة تواصل حول موقف مشترك من الاستحقاق الرئاسي، برغم أن مبادرة البطريرك الماروني نصر الله صفير سوف تتلقى المزيد من الدعم من جهات خارجية، وسوف يُعبَّر عن ذلك في الاتصالات المقررة لوزراء الخارجية الأوروبيين الذين يزورون لبنان غداً وبعد غد. وقالت مصادر مطّلعة على التحرك الأوروبي إن زيارة وزراء الترويكا الأوروبية للبنان تهدف إلى دعم مبادرتي الرئيس نبيه بري والبطريرك صفير لأن لدى الاتحاد الأوروبي مصلحة حيوية في حصول توافق لبناني على رئيس جمهورية جديد، إذ من شأن ذلك أن يجنّب لبنان انعكاسات أي تطورات إقليمية دراماتيكية يمكن أن تحصل.
وكشفت هذه المصادر أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير سيصل إلى بيروت مساء غد، أما نظيراه الإيطالي والإسباني فسيصلان صباح بعد غد السبت. وقالت إن الوزراء الثلاثة سيعقدون لقاءات مشتركة مع كل من بري والرئيس فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري والبطريرك صفير وأركان مؤتمر سان كلو، كما سيكون لكل منهم برنامج لقاءات خارج برنامج لقاءاتهم المشترك.
وكان كوشنير قد تحادث أمس في الملف اللبناني مع نظيره السوري وليد المعلم. وقالت وكالة «سانا» السورية الرسمية إن كوشنير «عرض مهمة الوفد الوزاري الأوروبي» الذي سيزور لبنان الجمعة والسبت و«عزمه على حث الأطراف اللبنانيين على التوافق في ما بينهم لانتخاب رئيس توافقي للجمهورية يوحّد اللبنانيين».
وأكد المعلم «دعم سوريا لكل الجهود الهادفة إلى تحقيق الوفاق بين اللبنانيين والحرص على أمن لبنان واستقراره». كما أبدى «استعداد سوريا للحوار مع فرنسا من أجل تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها والمساهمة في إيجاد حلول سياسية للمسائل القائمة في المنطقة بما يضمن الأمن والاستقرار فيها».

لحود يرفض تأليف حكومة ثانية

وكرر رئيس الجمهورية العماد إميل لحود أمام زواره أمس أنه لم يفقد الأمل من توصّل فريقي الموالاة والمعارضة إلى اتفاق على مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية. وقال إنه لفت المسؤولين في الأمم المتحدة لدى مشاركته في اجتماعات جمعيتها العمومية الشهر الماضي، إلى ما يمكن أن يتعرّض له لبنان من مخاطر إذا تعذّر انتخاب رئيس جديد جرّاء تعنّت فريق الموالاة وإصراره على الإتيان برئيس من صفوفه.
ونقل زوار لحود لـ«الأخبار» عنه قوله إنه إذا لم يحصل التوافق المطلوب فإنه لن يسلّم صلاحيات الرئاسة إلى حكومة الرئيس السنيورة، مشيراً إلى أن الأخير يسعى للوصول إلى هذا الأمر «ولكنني إذا لمست أن التوافق لن يحصل خلال الأسابيع الباقية من ولايتي فسأتخذ الإجراء الذي يحمي البلاد ويجنّبها الفوضى والحرب الأهلية».
وكشف مرجع سياسي أن لحود لم يستجب لطلب بعض الجهات في الآونة الأخيرة تأليف حكومة لاقتناعه بأنها لم تعد الإجراء المناسب لمواجهة احتمال عدم انتخاب رئيس جديد، وأبلغ طالبي هذه الحكومة أنه أعدّ الإجراء اللازم والفاعل، لكنه لن يفصح عنه إلا عند اتخاذه. ولفت إلى أن تأليف الحكومة كان يمكن أن يكون فعالاً لو تم قبل بضعة أشهر، أما اليوم وفي ظل ما يخطط له فريق الأكثرية للاستيلاء على السلطة فإن المطلوب هو إعادة البلاد إلى جادة التوافق.

الحكومة وتبادل الأسرى

وبعدما انتقد قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع تغييب الحكومة عن عملية التبادل الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، والكلام عن استياء الرئيس السنيورة من عدم وضعه في أجواء ما يحصل، كشف الوزير حسن السبع أنه كان في الأجواء. وقال أمس «أنا وُضعت في الجو قبل 48 ساعة من العملية، حاولت أن أضع الرئيس السنيورة في الأجواء لكنه كان خارج البلاد. طلب «حزب الله» مقابلتي والإخوة في الحزب لا يريدون التسريب للإعلام، خوفاً من تأثيرها على عملية التبادل بين الحزب والعدو». وأضاف «نرحّب بأي عملية لتبادل الأسرى لأن الأسير يخدم وطنه، والحزب يسعى إلى فكّ أسره ونحن مع هذه العملية».

الملف الأمني

من جهة ثانية، كشفت محطة الـ«OTV» امس تفاصيل عن الشبكة التي أوقفها الجيش اللبناني والتي تقوم بأعمال إرهابية في بيروت والجنوب. وأشارت الـ«otv» الى أن الشبكة الإرهابية التي أعلم الجيش اللبناني قوات الطوارئ الدولية بإلقاء القبض عليها في 15/10/2007، مؤلفة من 6 فلسطينيين من مخيم البرج الشمالي، وهم جميعاً موقوفون، وأحيلوا إلى القضاء العسكري حيث يتابع القاضي رشيد مزهر تحقيقاته معهم. وتبيّن أنه كانت لديها محاولة فاشلة لزرع عبوتين لاستهداف الوحدة الإيطالية العاملة لكن عطلاً تقنياً حال دون الانفجار.
وأثبتت التحقيقات أن لا علاقة بين محاولة التفجير الأخيرة والتفجير الذي استهدف الوحدة الإسبانية قرب الخيام في 24/6/2007، كما أظهرت التحقيقات أن الرأس المنفّذ للعملية فلسطيني من البرج الشمالي واسمه ن. مرعي، وقد ألقي القبض عليه ليتبيّن لاحقاً أن الرأس المخطّط هو س. ز. إبراهيم. ونتيجة عملية أمنية معقّدة، ألقي القبض على إبراهيم من قلب مخيم البرج الشمالي.
وفي خلاصة ما توصّلت إليه التحقيقات حتى اللحظة، أن الشبكة مرتبطة بتنظيم «فتح الإسلام»، وسهلت كشف هوية الشبكة المسؤولة عن التفجيرات التي تتالت عقب اندلاع معارك نهر البارد في مناطق سد البوشرية وفردان والأشرفية وعاليه، حيث تبيّن أن المسؤول فلسطيني معروف باسم عبد شحرور، علماً بأن التحقيقات لم تتوصل بعد إلى معرفة هل هذا الاسم هو لقبه أم اسمه الحقيقي. ولكن الثابت أن شحرور هو من قادة تنظيم «فتح الإسلام» وهو مقيم في مخيم عين الحلوة تحت حماية «جند الشام» وفق الـ«OTV».