فداء عيتاني
يقدّم حسن نبعة إفادته أمام المحقّق من فرع المعلومات، مختصراً كلامه قدر الإمكان، ومبتعداً عن الإجابات المحددة والقطعيّة، بحجّة الذاكرة الضعيفة. ويختتم التحقيق في النهاية عبر تحويل الملفّ إلى المحكمة العسكرية، بعد أن يطلب النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا تنظيم محضر منفصل وعلى حدة بكل التُهم التي اعترف بها الموقوفون، ما عدا المشاركة أو التدخل باغتيال رفيق الحريري.كذلك يتمّ التعرّف إلى البنيةالتي تصل هذه المجموعة بتنظيم القاعدة بحسب اعترافات أحد الموقوفين




في ما يأتي متابعة لإفادة حسن نبعة أمام المحقّق من فرع المعلومات:


س: لقد عثرنا على مبالغ ماليّة ورسائل أخرى ومسحوق أبيض بكيس نايلون صغير وعدّة صباغ للشعر وفلاشات ميموري وجهاز كمبيوتر محمول ضمن هذه الحقيبة وأغراض أخرى، لمَن تعود الأشياء المذكورة، وأعطِنا تفسيراً عنها؟
ج: إن المبالغ المالية، وهي ما بين ألف وخمسمائة وألفي دولار أميركي، وحوالي مئة ألف ليرة سورية هو مبلغ موزّع بيننا نحن الثلاثة، أنا وفيصل والطبيب. أما الكمبيوتر الصغير المحمول فهو لجميل، وعدّة صباغ الشعر هي لتجربة الصباغ على الشيب في شعري، أما المسحوق الأبيض فهو حبر (سوري) سرّي قد اشتراه الطبيب من سوريا لسبب أجهله، وفلاشات الميموري هي توابع للكمبيوتر وبالتالي خاصة جميل (...).
س: متى كانت آخر مرّة شاهدت فيها خالد الطه؟
ج: لقد شاهدته لآخر مرّة منذ شهر ونصف في سوريا لدى جميل (...).
س: في أيّ من هذه المقابلات الثلاث علمت أن أبو عدس كان معلّم خالد الطه؟
ج: لم أعلم من خالد الطه مباشرة بأنه تتلمذ على يد أبو عدس، بل علمت ذلك من جميل لكون الأخير كان دائم الوجود مع جميل.
س: في أي ظرف ولأي سبب ذكر لك جميل موضوع أبو عدس؟
ج: في معرض الحديث عن رفاق خالد الطه وتزكيته لهؤلاء الشباب، ومنهم أبو عدس.
س: هل قام خالد الطه بتزكية أحمد أبو عدس ولمَن ومتى؟
ج: نعم لقد قام خالد الطه بتزكية أحمد أبو عدس لجميل وذلك بعد وصول خالد الطه بنحو خمسة أشهر تقريباً.
س: إذاً ما منع أحمد أبو عدس من الحضور كالآخرين من طالبي الجهاد إلى سوريا؟
ج: حسب قول جميل، إن أبو عدس كان يريد التفرغ للعمل بالدعوة في لبنان.
س: هل باستطاعتك تحديد معلم زمني أو توقيت يذكّر بموضوع التزكية والعلم بأن أبو عدس يريد التفرغ للعمل بالدعوة في لبنان؟
ج: ليس لديّ أي ذاكرة عن هذه الأحداث.
س: حسب إفادتك، لقد أرسلت جميل شخصياً للبنان للبحث عن شبان يريدون الجهاد في العراق، وقد حضر العديد منهم، وخاصة رفاق أحمد أبو عدس، ومنهم مَن هو موجود في مركزنا الآن. فلماذا استُثني أبو عدس، ولمَ هذه الصفة خصّته فقط بعدم الحضور إلى سوريا؟
ج: لم يكن أحمد أبو عدس يريد الحضور إلى سوريا.
س: إذاً لماذا قام خالد الطه بتزكية أحمد ابو عدس، إن كان أحمد المذكور مشروعاً فاشلاً بالنسبة لذهابه إلى الجهاد في العراق؟
ج: لقد قام خالد الطه بتزكية أبو عدس قبل أن يعرض عليه الفكرة.
س: متى، بحسب علمك، وصل الخبر إلى سوريا بأنّ أبو عدس لا يرغب في الحضور إلى هناك؟
ج: حسب علمي، إنّ الخبر وصل بعد آخر مرة حضر بها خالد الطه إلى لبنان وبقائه ليومين عاد بعدهما إلى سوريا. وبعدها بنحو شهر، علمت عن طريق جميل بأن أبو عدس لا يرغب في الحضور إلى العراق مارّاً بسوريا.
س: هل باستطاعتك تحديد هذه الفترة بشكل أدقّ؟
ج: لدى حضور خالد الطه من سوريا إلى لبنان وقت زفاف شقيقته.
س: معلوماتنا تفيد أن خالد الطه لم يحضر عرس شقيقته في لبنان، وقد اعتذر بواسطة رسالة. فماذا تقول، أم أنه حضر الزفاف وبقي في لبنان لخمسة أيام؟
ج: لا أستطيع تحديد الوقت.
س: وفقاً لحساباتك هذه، يكون أبو عدس قد ظهر على التلفزيون (وأنّكم) علمتم بأنّه لا يرغب في الذهاب إلى سوريا بعد ظهوره التلفزيوني في 14/2/2005؟
ج: لا أذكر ذلك بالتفصيل.
س: كيف تذكر لنا واقعة حضور خالد الطه إلى لبنان لحضور زفاف شقيقته، ولا تذكر أشياء أخرى عن الأشخاص أنفسهم؟
ج: لأني لم أهتم لموضوع أحمد أبو عدس أصلاً.
س: تفيد معلومات وتؤكّد بإفادة أحدهم أنك كنت مصرّاً على استحضار أحمد أبو عدس إليك في سوريا، فماذا تقول؟
ج: هذا الكلام غير صحيح.
س: أين كنت في أوائل عام 2005، وتحديداً في شهري 1 و2؟
ج: كنت في حلب في شهري 1 و2 عام 2005، وبقيت فيها.
س: كيف تثبت لنا ذلك؟
ج: يمكنكم التأكّد من سؤال بعض الموقوفين لديكم والذين عرضتم عليّ رسومهم الشمسيّة، ومنهم فرج ونضال.
س: ما سبب حضور الذين ذكرتهم إليك في حلب وتأكيدهم على وجودك فيها؟
ج: لأنهم من سكان حلب وهم يعملون معي في الجمعية التي ذكرتها لكم (جمعية دعم المقاومة العراقية).
س: ماذا عن اللبنانيّين أو المقيمين في لبنان، وهم موقوفون وقد شاهدت صورهم؟
ج: لم يحضر أيّ من اللبنانيّين أو المقيمين في لبنان خلال شهري 1 و2 عام 2005 إليّ في حلب.
س: أين كان كلٌّ من: طارق، أي فيصل، ونور، أي خالد الطه، وجميل في التاريخ الذي سألناك عنه؟
ج: لقد كان فيصل في حلب، أما جميل ونور، أي خالد، فكانا في حمص على امتداد شهري 1 و2 عام 2005.
س: كيف تأكّدت من ذلك؟
ج: إنني متأكد تمام التأكيد من أنّ طارق، أي فيصل، كان في حلب، لكونه كان معي هناك، وجميل كان في حمص حيث كنت أتّصل به على الجوّال يوميّاً.
س: ما رأيك بأنّك وطارق، أي فيصل وجميل، زرتما لبنان في فترة من الفترات خلال التاريخ المذكور؟
ج: هذا مستحيل لكوننا لم نحضر إلى لبنان.
س: ما دمتم تدخلون وتخرجون من وإلى لبنان وإلى بلدان أخرى بطريقة التهريب، فكيف تؤكد ما تدّعيه؟
ج: إنني أؤكّد ما أقوله لكوني أفيدكم بالحقيقة.
س: على امتداد صفحات هذا المحضر يتعذّر وجود إجابة واحدة منك صحيحة وقطعية ومقنعة بالرغم من كل الإفادات التي ضبطت في هذا المحضر وتدحض قولك، فكيف بك تخبر الحقيقة في الأسئلة المحورية الأخيرة في هذا التحقيق؟
ج: لقد قلت لكم الحقيقة منذ بداية التحقيق وما زلت أقولها.
س: سؤال بسيط، هل كنت تنوي إخفاء الشيب في شعرك بصبغة من لون أشقر بحسب إفادتك؟
ج: نعم لقد كنت أنوي صباغ شعري بالأشقر ثم الأسود لاختيار لون يعجبني ويناسب شكلي.
س: ما هو دور فيصل بالجمعية؟
ج: لقد كان فيصل يجري اتصالات لاستقدام الشباب إلى العراق من الجزيرة العربية، وكان يعطي توجيهات أمنية للذاهبين إلى العراق.
س: هل كان يستعمل الأدوات لشرح ما يعلّمه في الدورة الأمنية وتفسيره وتطبيقه؟
ج: كلا لم يستعمل أية أدوات لشرح دروسه سوى الأوراق وكرّاس الدورة الأمنية الذي أصدره أبو زبيدة.
س: كيف تورّط فيصل أكبر إذاً بالانفجار الذي أصابه في بطنه وقتل اثنين وجرح آخرين؟
ج: لقد حصل الانفجار في السيارة المخصّصة لتهريب الشباب إلى العراق، علماً أنّ في هذه السيارة عبوة مجهّزة للاستعمال في حال تعرّض الشباب للمطاردة الأمنيّة، فيقومون بإلقائها على مطارديهم ليتمكّنوا من العبور. وقد حدث عطل في العبوة، حاول شخص أيضاً (...) إصلاح العطل فانفجرت العبوة في حلب.
س: خلال استماعك الآن سألناك «هل تعرف المدعو أبو عدس» فأجبتنا بأنك لا تعرفه وقد شاهدته فقط على التلفزيون. هل تعرف أو سمعت بأكثر من أبو عدس واحد، وهل الذي ظهر على التلفزيون هو الشخص نفسه الذي سألناك عنه لاحقاً وأجبت بأنه معروف من خالد الطه وأنه لم يرغب في الحضور إلى سوريا؟
ج: لا أعرف إن كان أحمد أبو عدس الذي ظهر على التلفزيون هو نفسه الذي تكلم عليه خالد وجميل وأجبتكم عن الأسئلة بخصوصه.
س: لماذا تتعمّد التهرّب من أي سؤال عن خالد الطه أو أحمد أبو عدس أكثر من أي إجابة أخرى في هذا التحقيق، فتلجأ إلى جواب كالأخير؟
ج: لا أتهرّب من أي سؤال، وإنني أدلي بإفادتي بكل صدق وبملء إرادتي.
س: لماذا عثرنا على كمبيوتر جميل في شقتك؟
ج: لقد أرسل جميل كمبيوتره الخاص معنا لخوفه من أن يقع في أيدي السلطات السورية ويعرى أن وجود الكمبيوتر معنا في لبنان هو وضع آمن.
س: ماذا يحوي هذا الكمبيوتر، علماً أننا نعلم مسبقاً الجواب بنفي معرفتك بمحتواه، خاصة أننا استخرجنا ما بداخله وتمكّن فريقنا الفني من فك الرسائل وحل الرموز فيه؟
ج: لا أستطيع إفادتكم لكون الكمبيوتر لجميل.
س: ماذا يحوي الفلاش ميموري الذي ضبط بحوزتك؟
ج: لقد كان هذا الفلاش مع الأمانة وهي لجميل، وقد استخرجته من الحقيبة لكوني يمكن أن أحتاج إليه إذا ما دخلت الإنترنت، ولا أعرف ماذا بداخله.
س: لدى توقيفك كم بطاقة تلي كارت كنت تحمل؟
ج: لقد كانت بحوزتي واحدة.
س: كيف تنكر تفتيشنا لك وعثورنا على أكثر من بطاقة تلي كارت بحوزتك؟
ج: أذكر أنه ضبط بحوزتي بطاقة تلي كارت واحدة فقط.
س: لماذا كنت تحمل غاز الأعصاب CS؟
ج: لقد كنت أحمل رشاش الغاز «سبراي» للدفاع عن نفسي في حال...

إفادة هاني الشنطي

اسمي: هاني بن هاشم الشنطي، والدتي لطيفة العقاد تولّد 1980، لبناني، وكامل هويتي وعنواني مدوّنان في محضركم هذا.
س: هلّا ذكرت لنا معدّل اتصالات بلال زعرورة بك من الهاتف ***367/03 في الفترة الممتدة من أواخر عام 2004 إلى الشهر الثالث في عام 2005strong>ج: لقد كان يتّصل بلال زعرورة بي من الرقم ***367/03 بمعدل مرتين كل أسبوع، ولا أذكر أنه قد انقطع عن الاتصال بي في هذه الفترة وأصحّح لكم بأنني لا أذكر معدّل اتصالاته.
ـــــ تابع سؤال: بحيث لوائح الاتصال الخاصة برقمك الخلوي وبعد أن أكدت لنا بأن مَن يتصل بك من الرقم ***367/03 هو بلال زعرورة، تبيّن أن هناك نشاطاً بين الرقم ***367/03 ورقمك الخلوي ***163/03 منذ شهر 8 عام 2004 بمعدل مرتين في الأسبوع على الأقل، وتبيّن أيضاً بالتدقيق في اللائحة أن آخر اتصال بك من الرقم المذكور كان بتاريخ 15/1/2005 وانعدم الاتصال لتاريخ 17/2/2005، هل لديك أية تفاصيل وتفسيرات عن هذه الحركة المفاجئة في الاتصالات بينك وبين بلال زعرورة؟
ج: ليست لدي أية تفسيرات عن هذه الفترة.
س: نذكر لك أن تاريخ 15/1/2005 هو تاريخ حضور خالد الطه سرّاً إلى لبنان، وهو الذي سبق مغادرة خالد الطه عائداً إلى سوريا، ويصادف أنه التاريخ نفسه الذي اختفى فيه أحمد أبو عدس، وأن تاريخ 17/2/2005 هو ثالث يوم بعد ظهور أحمد أبو عدس على شاشات التلفزة وتبنّيه عملية الانفجار التي أودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري؛ كيف تفسّر ذلك وما هو مضمون الاتصال بينكما بتاريخ 17/2/2005؟
ج: أرى هذا التسلسل مصادفة وأن مضمون آخر اتصال بيني وبين بلال زعرورة هو موضوع عادي مثل طلب تحديد وقت لمقابلته.
س: هل ترى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري جريمة يمكن أو تحتمل أن يتم إخفاء الحقائق فيها أو إدلاء أية معلومات غير دقيقة وغير صحيحة؟
ج: لا أفهم السؤال.
س: هل ترى أن التحقيقات التي بوشر بها بعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتي ما زالت مستمرة حتى تاريخه وقد استُمعَ العديد من الأِشخاص لإنارة مسار التحقيقات، غير مُلزمة لأي شخص بالتعاون، أقله بالحضور إلى مركز أمني لاستماع إفادته؟
ج: لقد كنت أشك بنزاهة التحقيقات، إضافة إلى أنني كنت أخاف من أن يُكتشف أمري بنشاطي في الجهاد في العراق، إضافة إلى الأمر الذي أصدره لي جميل بعدم الذهاب إلى المراكز الأمنية لدى استدعائي بالحضور للأسباب نفسها التي ذكرتها.
س: ما هو النشاط الذي كنت تخاف أن يُكتشف بحال حضورك إلى أي مركز أمني؟ وهل قمت بأي عمل مخالف للقانون والأنظمة غير حيازتك للأسلحة؟
ج: لقد كنت خائفاً من اكتشاف أمر ارتباطي بجماعة تعمل مع العراق.
س: برأيك هل هذا هو جواب منطقي لما سُئلت؟
ج: نعم.
س: كيف تأكد لك عدم نزاهة التحقيقات، كما ذكرت للتو، وما هو ارتباطك أو تورطك أو مسؤوليتك عن الجريمة لتتابعها وتكون مطلعاً على تفاصيل التحقيقات؟ واستنتاجك بأنها غير نزيهة أنت المواطن اللبناني المنصرف إلى أعمال الجهاد في العراق؟
ج: لم أكن أتابع موضوع التحقيقات، وإنني أحتاج إلى وقت للإجابة عن هذا السؤال.
س: إن كان ما تدّعيه صحيحاً بأنك ناشط مع آخرين في الجهاد في العراق، فما هو الأمر الأعظم الذي تخاف من إفصاحه، ما دام موضوع الجهاد في العراق وحيازة الأسلحة أصبح موضوع تحقيقنا الآن؟
ج: لا يوجد أية أمور أكثر من ذلك لديّ للإفصاح عنها.

إفادة عامر الحلاق

اسمي عامر بن عبد الله حلاق، والدتي وفاء حبلي تولّد 12/8/1980 في صيدا وسكانها، عازب، لا أعمل، فلسطيني.
(...) لم أعد أشاهد خالد الطه في لبنان منذ شهر 11 عام 2004، وكنت أعتقد أنه موجود في تركيا حسب ما أعلمني هو، وكنت أعرفه بلقب سيف الله وبدر في حينها، وهو مَن أرسلني أنا وسليم حليمة إلى مسجد ساقية الجنزير، حيث تعرفنا إلى زياد رمضان في ذلك الحين، ولم أشاهد بلال زعرورة الملقب طلال أو جلال منذ أكثر من سنة.
بعد أن اختفى أحمد أبو عدس في شهر 1 عام 2005، حضر إليّ هاني الشنطي قبل شهر شباط 2005، وسألني عن زياد رمضان وعما إذا كان يعلم أية تفاصيل عن اختفاء أحمد أبو عدس، خاصة أن أهل الأخير يعتقدون أن أبو تراب ـــــ أي أحمد ـــــ موجود في العراق، وأنه يجب عليّ سؤال زياد عما يعرفه عن هذا الأمر. فوعدته خيراً واختفى زياد ولم أتمكن من سؤاله. وفي 14/2/2005، شاهدنا على التلفاز أبا تراب يعلن عن العملية. سألت هاني عن هذا الأمر، فلم ألقَ منه جواباً. وفي شهر نيسان 2005، وأثناء وجودي في الجامعة، قابلت هاني الشنطي. وبالحديث أخبرني بأن أبا تراب رجل مهم وقد خسرناه، وأن الجماعة في سوريا ـــــ أي راشد ـــــ كان ينوي ضم أبو تراب إلى التنظيم بعد أن سمع من خالد الطه عن أبو تراب.
لم أكن سابقاً على علم بأن خالد الطه هو من ضمن الجماعة التي نعمل فيها، إنما، ولدى وجودي في سوريا، سألت جميل عن خالد الطه فأنكر معرفته به. لكنني واجهت جميل بأن موضوع بحث الطائرة الصغيرة كان قد طلبه مني راشد. وفي فترة سابقة، كان خالد قد طلبه مني أيضاً بعد زيارته للبنان من تركيا كما كان يدعي وبالتفاصيل نفسها، عندها ضحك جميل وهز برأسه معلناً أن خالد أيضاً من ضمن الجماعة نفسها.
كان خالد الطه يذكر أحمد ابو عدس، وفي بعض الأحيان الشيخ أبو تراب في الجلسات التي كانت تجمعني بخالد وبهاني الشنطي وبلال زعرورة، وذلك قبل عام 2005. وكان خالد على معرفة وعلاقة بأحمد أبو عدس، كما يخبرنا خالد، وقد شاهدتهما معاً في مسجد الجامعة العربية يتحادثان بعد الصلاة، وكان الشنطي موجوداً حيث سألته عن الشخص الموجود مع خالد الطه فأعلمني بأنه أبو تراب أحمد أبو عدس. فعلمت أن هذا الشخص هو الذي كان يذكره خالد الطه.
بعد استدعاء زياد الطه، شقيق خالد الطه، للتحقيق معه، علم هاني الشنطي بذلك وقام بمراجعة الجماعة في سوريا، فطُلب منه الاختفاء وعدم الحضور بناءً على التبليغ.
س: هل شاهدت أو علمت بقدوم خالد الطه إلى لبنان بتاريخ 15/1/2005؟
ج: كلا لم أعلم بحضوره بذلك التاريخ، ولم أشاهده.
س: هل شاهدت خالد الطه في أي مكان، خاصة في سوريا بعد هذا التاريخ؟
ج: نعم، لقد قابلني خالد الطه في سوريا لمدة نصف ساعة. وقد أحضره جميل بغية تهدئتي لكوني كنت أريد فسخ البيعة لإقناعي بالتريث من خالد الطه لكونه صديقي من الجامعة.
س: ما هي الأمور الأخرى التي لم تذكرها لنا من الأسئلة التي وجهت إليك في مسار هذا التحقيق؟
ج: نعم، لقد قمت بسؤال جميل عن أية معلومات لديه عن أحمد أبو عدس، فأنكر معرفة أي منها، وذلك في الرحلة التي أوصلت فيها الفلاش ميموري إلى جميل. وقد سألت خالد الطه لدى مقابلتي له أثناء محاولتي فسخ البيعة عن أحمد أبو عدس وعما إذا كان فعلاً قد قام بتنفيذ العملية كما ادعى، كون خالد صديقه، فنفى خالد الطه أن يكون أبو عدس الفاعل وأعلمني أن مَن قام بالعملية هي جهة مخابراتية.
(ملاحظة من المحقّق) نظراً للتناقض الحاصل بإفادتي عامر حلاق وحسن النبعة حول مبايعة الأول للأخير في سوريا وإنكار الأخير، رأينا لزوماً إجراء مقابلة بينهما، حيث أكد عامر حلاق بعد المقابلة بينهما على أنه قد بايعه في سوريا بالتاريخ الذي ذكره لنا، أما حسن النبعة فصرح بأنه شاهد عامر حلاق في حلب منذ أكثر من سبعة أشهر، وأضاف أنه لا يذكر ما إذا كان عامر الحلاق قد بايعه أم لا وإشعاراً بهذه المقابلة وقع كل منهما على هذه الملاحظة معنا.

إفادة فيصل أكبر

اسمي: فيصل بن أسعد بن هاشم حسين أكبر، والدتي شيخة، تولّد 1977، سعودي الجنسية.
(...) كان الاتصال مع الجماعة في لبنان بواسطة خالد الطه الذي يتواصل مع جميل في سوريا بأوامر راشد. وكان خالد الطه يتنقّل بين لبنان وسوريا إلى أن حدث في لبنان الانفجار في شباط 2005، حيث بقي خالد الطه وبلال زعرورة في مكان أجهله في حمص، ولم يعد بيني وبينهم أي اتصال. وكان راشد وجميل يقابلانهما، إلى أن ظهر اسم خالد الطه في التقرير (الدولي حول جريمة الاغتيال)، فصدر الأمر بشكل قاطع بأن لا تحصل أية اتصالات مع خالد الطه وبلال زعرورة (...).
س: هلاّ أفدتنا عن المرحلة الأخيرة، والتي شهدتها أنت بانتقال خالد وبلال من سوريا إلى لبنان وإرسالهما إلى المخيم؟
ج: الحقيقة، وأثناء وجودنا في سوريا، وباشتداد الحملات الأمنية واكتشاف السوريين لمخازن أسلحة ومتفجرات خاصتنا في سوريا، واكتشافهم للمضافات والشقق خاصتنا، بدأ، وكما ذكرت لكم، راشد بالتفكير بالخطط اللازمة للانتقال إلى لبنان، وقد عمد هو شخصياً إلى اختيار الأشخاص الذين سيحضرون إلى لبنان، فأمرني أنا بملازمته وأرسل بداية الطبيب، ومن ثم فرج وسلطان الملقب أيضاً مراد، ثم دخل نضال بهوية مزورة، ومن ثم دخلت أنا وراشد. بعدنا دخل خالد الطه وبلال زعرورة وبعدهما أبو الرؤى وأحمد، وبعدهم جوهر وزين. وقد تم ذلك على دفعات ضمن أربعة أو خمسة أيام، وكنت أتابع حركة تنقلاتهم من سوريا مروراً بالبقاع وصولاً إلى بيروت لتوزيعهم على الشقق، وذلك بحسب أوامر راشد، التي أتلقاها منه بعد إعلامه بنتائج متابعتي للانتقال. وكنت أتبع أوامر راشد بكل دقة.
وعن إيداع خالد الطه وبلال زعرورة المخيم، لا علم لي عن سبب إرسالهم إلى هناك، وعن عزلهم في شقة عين الرمانة من دون الاختلاط إلا بهاني الشنطي، وذلك لكون الأخير على معرفة بهما، وشدد عليّ راشد بالإيعاز لخالد وهاني الشنطي بأن لا يتكلّما أبداً بموضوع أحمد أبو عدس، وقد نقلت هذا الأمر لخالد الطه.
س: لماذا لم يقم راشد بالإيعاز مباشرة إلى خالد الطه أو غيره بأوامر خاصة كهذه؟
ج: لم يكن راشد يريد أن يعرف أفراد المجموعة أنه موجود في لبنان ويستحيل أيضاً إعلامهم ذلك هاتفياً لكونها أوامر خاصة.
س: برأيك ما هي المعلومات عن أحمد أبو عدس التي أوعز راشد بواسطتك الطلب لإخفائهما من الذين ذكرتهم؟
ج: إن راشد أميري وأتبع أوامره دون تردد، وإنني ملزم بعدم (مساءلته) مناقشته، والحقيقة أنني لا أعلم ما هي المعلومات.
س: ما دام موقعك في المجموعة هو في مرتبة وسطى ما بين الأمير راشد وكل من خالد الطه وهاني الشنطي، فهل يعقل أن تنحصر المعلومات المنوي إخفاؤها بين الثلاثة المذكورين، من دون أن يكون لديك أي علم بها، خاصة أنك كلفت من راشد بإعلامهما بعدم البوح بأي شيء عن أحمد أبو عدس، وبالتالي فإن راشد يكون قد شاركك بسر رغم الإجراءات الأمنية التي يتبعها في مثل هذه المواقف، فماذا تعرف عن أحمد أبو عدس؟ ننصحك بقول الحقيقة.
ج: لا أعرف أي شيء عن أحمد أبو عدس.
(...) إن جماعتنا بانتمائها الحالي وبأميرنا راشد حسن النبعة وتسميتها القاعدة في بلاد الشام هي كالعمل الجهادي في السعودية باسم القاعدة في بلاد الحرمين، وفي العراق باسم القاعدة في بلاد الرافدين، وهي في نهاية التسلسل الهيكلي تتبع لتنظيم القاعدة الأم، وتضم كل قاعدة في كل بلد مجموعات جهادية تعلن ولاءها ومبايعتها للجماعة الأكبر، مثل عصبة الأنصار التي تنضم لتنظيمنا، قاعدة الجهاد في بلاد الشام.
إفادة طارق الناصر

يستمع المحقق إلى إفادة طارق رجاء الناصر، وهو طبيب متخصص في جراحة الأعصاب، مرتين، للتأكد مما أفاد به عن علاقته بخالد حرب، قريب رئيس حزب الاتحاد الناصري عمر حرب. ويختم الناصر إفادته بالتالي:
في شهر 8 عام 2005 على ما أذكر، عرض عليّ راشد فكرة شراء مستشفى واستثماره في مدينة حلب، لاستقبال الجرحى والمصابين، وذلك قبل الحملات الأمنية. وطلب مني العمل على البحث عن مستشفى، فبدأت البحث ووجدت مستشفى مناسباً ومبنى ذا أربعة طوابق يدعى مستشفى الحكمة في حلب في منطقة الشهباء. اتفقت مع صاحب المستشفى، الدكتور صبحي خياط، على أن نشتري المستشفى بملغ مليون وثلاثمئة ألف دولار أميركي. وبعد أن عاينت المستشفى ومعداته، أعلمت راشد بأنه مناسب. وعلى هذا الأساس، حضر راشد إلى منطقة حلب الجديدة وقابلني في الشارع الرئيسي قرب نصب الكرة الأرضية بجانب الجسر، وسلّمني كيسين من النايلون من الحجم الكبير بداخلهما مبلغ مليون وثلاثمئة ألف دولار أميركي، وكانت من فئة المئة دولار وهي جديدة، وكان بمفرده، وقد حضر سيراً حيث لم أشاهد مع مَن حضر أو بماذا حضر. وأخبرني بأنه بعد الانتهاء من شراء المستشفى وإتمام العقد، أن أتصل به وأعلمه بأنّ الأمر قد تمّ، على أن أشتري المستشفى باسمي أنا.
(...) وأودعت المبلغ لدى منزل أهلي في حلب الجديدة قرب المكتب العقاري الأول، وقد أودعتهم في خزنة والدي، ولم يعلم بالأمر سوى والدي حيث اتصلت بالدكتور صبحي خياط لأعلمه بأن المبلغ جاهز ونقداً، لكنه غيّر رأيه وقد أخبرني بأن زوجته الأجنبية ـــــ بلغارية أو ألمانية على ما أعتقد ـــــ رفضت موضوع بيع المستشفى لكونها تريد إبقاءها لأولادها الذين يدرسون الطب في ألمانيا؛ أعلمت راشد هاتفياً بأن الأمر لم يتم حيث طلب مني الاحتفاظ بالمبلغ كأمانة. احتفظت به لحوالى شهر ونصف. وبناءً على طلب راشد، سلّمته مجدّداً مبلغ مليون ومئة ألف دولار أميركي، وبقي لديّ مئتا ألف دولار أميركي، استبقاها راشد كأمانة لديّ.
أخذ المبلغ وانصرف، وكان ذلك في حلب الجديدة. بعدها، بدأ راشد يسحب مبالغ مني من المئتي ألف دولار على دفعات، مثل عشرين ألف دولار أو ثلاثين ألف دولار، إلى أن أخذ آخر أربعين ألف دولار أميركي في أول شهر 12 عام 2005 سلّمتها في حمص لجميل، وذلك بحضوري أثناء مقابلتي ومعاينتي الثانية لفيصل أكبر.
حسب ما علمت، أن أربعة أشخاص حضروا من سوريا توزعوا على شقتين في بيروت أجهل مكانهما؛ كما أنني لا أعرف مكان وجود العوائل التي أحضرتها أنا وأبو أحمد من سوريا إلى لبنان ولا أعرف أين استقروا.
لقد رافقت طارق بسيارتي «البي. أم» مرّتين إلى عين المريسة في بيروت، وأقصد فيصل أكبر، قرب تمثال عبد الناصر. ولم أعلم ماذا فعل هناك، وذلك قبل الميلاد في 24/12/2005، وبالتحديد كنت قد ذهبت إلى هناك بناءً على طلب راشد لكي أحضره إلى شقة الشاطئ الذهبي.
أما راشد، فقد أوصلته مرّتين إلى محلّة عين المريسة لمقابلة شخص هناك، أعتقد أنه الموقوف لديكم، والذي شاهدت صورته وعلمت أنه شقيق راشد. وفي مرّة أخرى، أوصلت راشد وفيصل إلى عين المريسة، وذلك بعد الميلاد، حيث انصرف راشد لرؤية شاب طويل، بينما أخذني فيصل للسير باتجاه معاكس عن راشد ورفيقه، ولا أعلم ما هو سبب وتفاصيل اللقاء.



«محضر على حدة»

يثير طلب النائب العام التمييزي الاستغراب، فهو يطلب من رئيس فرع المعلومات وسام الحسن هاتفياً تنظيم محضر على حدة، بكل المخالفات والجرائم التي اعترفت مجموعة الـ13 بها تفصيلاً في المحضر الذي نشرت «الأخبار» أقساماً منه. يطلب محضراً على حدة، لا يتضمّن عملية اغتيال رفيق الحريري، وإنما يتضمن كل المخالفات والجرائم الأخرى، وهو ما سيحال الموقوفون بناءً عليه إلى المحكمة العسكرية. والتالي هو بعض من ملاحظات المحقق الواردة في ختام المحضر.
***

ملاحظة: أطلع المقدم رئيس الفرع هاتفياً حضرة النائب العام التمييزي على تفاصيل هذا المحضر، فأشار حضرته بتنظيم محضر على حدة واستماع الموقوفين حول ضبط الأسلحة والذخائر والوثائق المزورة ودخول البلاد خلسة والمضبوطات الأخرى، ومراجعة النيابة العامة العسكرية للعمل بإشارتها واستكمال الإجراءات من أبحاث وتحريات وجمع معلومات ومراجعته بكل مستجدّ.
***

ملاحظة: أطلعنا هاتفياً حضرة النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا على مضمون هذا التحقيق، فأشار حضرته بمراجعة جانب النيابة العامة العسكرية والتقيّد بإشارتها.
***

ملاحظة: أطلعنا هاتفياً حضرة مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد على مضمون هذا التحقيق، فأشار بتوقيف كل من حسن النبعة وفيصل أكبر وطارق الناصر وعامر حلاق وهاني الشنطي وخضر النبعة، وإبقائهم موقوفين في نظارة شعبة المعلومات لصالح النيابة العامة العسكرية، وحجز السيارة وإيداعها في مرأب حجز وختم المحضر في حالته الحاضرة وإيداعه إيّاه مع الموقوفين، وإيداعه كافة المحاضر المذكورة، سيجري الإيجاب.



الشقق السرّية

يحاول المحقّق استدراج حسن نبعة للاعتراف بأنّه يتم اسئجار الشقق في لبنان لاستخدامها في عمليّات سرّية، فيأتي الاستجواب كالآتي:
س: لماذا يتم استئجار شقق في لبنان من قبلكم؟
ج: أنا أعرف فقط أنني استأجرت شقة الرملة البيضاء للسكن فيها مع الطبيب وفيصل. أما الشقق الأخرى التي استؤجرت، فكانت بناءً على أوامر فيصل وجميل، وذلك لإيواء الشبّان المرسلين من قبله من سوريا إلى لبنان.
س: أصبحت حركة الانتقال الآن عكسية من سوريا إلى لبنان، على غير المعهود، وخاصة أنّ الشقق متباعدة وفي أنحاء متفرقة من العاصمة والضواحي، وتُستأجر بأسماء مزوّرة ولغايات وأغراض مشبوهة لعثورنا فيها على أسلحة ومستندات مزوّرة وأغراض أخرى مشبوهة. فسّر لنا جمعية دعم مجاهدي العراق في الظروف التي ذكرتها للتوّ، لماذا الفصل بين الشباب والتباعد بين الشقق؟
ج: لقد حضرت إلى لبنان لتسوية وضعي القانوني. ولذلك جلست معزولاً عن باقي الشباب فلا أراهم ولا أقوم بزيارتهم. أما تعدد الشقق فهو لتبديل الشقق القديمة بشقق جديدة أفضل منها.
س: لاحظنا التباين والفرق الواحد في مستوى الشقق، فالشقة التي تسكنها أنت وفيصل والطبيب على مستوى عالٍ بغير مستويات الشقق الأخرى المتواضعة جداً، ولا تحوي أيّ أثاث سوى الممنوعات. أضف إلى أن وضعك القانوني قد سُوّي من تلقاء نفسه بصدور العفو عن مطلوبي أحداث الضنية، فما هي حجتك الآن ولا يعني لك التباين شيئاً؟
ج: لقد اختار الطبيب شقة الرملة البيضاء، ولم أنظر للتباين لأني لم أرَ شقق الشباب الأخرى. أما بالنسبة لموضوع العفو، فقد علمت به ولكنّي أجهل تفاصيل التصرّف بموجبه. (...)




[غداً: لماذا نشرت «الأخبار» محاضر التحقيق، والخلاصات التي يمكن الوصول إليها]