رغم صمت واشنطن الرسمي عن الغارة الإسرائيلية على سوريا في السادس من أيلول الماضي، فإنها لم تألُ جهداً في إثبات ادعاءات استهدافها لمنشأة نووية قيد الإنشاء. ولهذه الغاية، بدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فحص صور لموقع الغارة، قيل إن مصدرها أميركي، في وقت ذكرت فيه صحيفة «واشنطن بوست» أن دمشق بدأت إزالة الأنقاض من الموقع «لتضليل التحقيق».وأفاد دبلوماسيّون في الأمم المتّحدة، لوكالة «أسوشييتد برس»، أنّ اختصاصيّين من وكالة الطاقة حصلوا على صورة من الأقمار الاصطناعيّة لموقع الغارة وأنهم يدرسون تضمّنها دلائل تشير إلى أنّ الهدف كان منشأة نوويّة.
وفيما لم يعلّق مسؤولون من هذه الوكالة على الموضوع، نفى دبلوماسي أن تكون الصور قد وصلت إلى الوكالة من الاستخبارات الأميركية، مشيراً إلى أن ما بحوزة المحققين «صور تجارية». ونقلت «أسوشييتد برس» عن دبلوماسيين في وكالة الطاقة قولهم إن «الفحص الأولي للصور لا يقدّم أدلة ملموسة على أن الهدف كان منشأة نووية»، لكنهما أضافا أن الصور لا تزال تخضع للتحقيق.
وفي السياق، شدّد دبلوماسي أوروبي معني بشؤون وكالة الطاقة على أنه لم يتم تزويدها «حتى الآن بأي دليل عن المنشأة النووية السورية، ولم تستطع الحصول على أي تفاصيل موثوق بها عن الضربة».
ورغم ذلك، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن مصادر أميركية وأجنبية قولها إنّ سوريا «تقوم حالياً بتفكيك ما بقي من المنشأة النووية التي استهدفتها الغارة الجوية الإسرائيلية بهدف تضليل أيّ عمليات تفتيش قد تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وادّعت المصادر أنّه «اعتماداً على الصور الملتقطة من الجو، فإن هذا الموقع الموجود في الصحراء شرق سوريا بالقرب من نهر الفرات يحمل علامة مميزة أو خصائص تدل على مفاعل نووي صغير لكن أساسي، شبيه لناحية بنائه بمفاعلات كوريا الشمالية»، مشيرةً إلى أنّ «المنشأة ليست تلك التي سمح السوريّون للصحافيين بالاطلاع عليها الأسبوع الماضي، وذلك من أجل دعم مزاعمهم بأن إسرائيل ضربت مبنى فارغاً».
وتساءل المدير التنفيذي لـ «اتحاد السيطرة على السلاح»، داريل كيمبال، عن السبب الذي يدعو إسرائيل والولايات المتحدة إلى الإحجام عن تقديم الأدلّة، سواء قبل الضربة أو بعدها، على سعي سوريا لامتلاك برامج نووية سرية.
إلى ذلك، بدأ رئيس مجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية، تشوي تاي بوك، أمس زيارة إلى دمشق تستمر 4 أيّام. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أنّ تاي بوك والوفد المرافق له سيبحثون مع «كبار المسؤولين السوريّين العلاقات الثنائية».
(أ ب، يو بي آي)