رام الله ــ أحمد شاكر
بات من شبه المؤكّد أن اللقاء الأخير بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، في رام الله الأربعاء الماضي، كان عاصفاً، ولا سيما أن الوزيرة الأميركية ألغت من بعده المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان مقرّراً.
وكشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، لـ«الأخبار» أمس، أن عباس هدّد رايس بالاستقالة من منصبه «إذا لم تضغط الإدارة الأميركية على إسرائيل من أجل تقديم تنازلات للسلطة للسير قدماً في عملية السلام».
وأشار المسؤول، الذي اشترط ألا يذكر اسمه، إلى أن «عباس بدا غير متحمس لفكرة الذهاب إلى مؤتمر دولي للسلام لا يجد فيه اهتماماً أميركياً كبيراً». وأضاف أن أبو مازن أبلغ رايس أنه «غير مستعد لفداء شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت»، الذي يتذرّع بانخفاض شعبيته لعدم تقديم تنازلات.
وأوضح المسؤول أن الوزيرة الأميركية «تفاجأت» بصراحة عباس، وأنها «طمأنته» إلى أن أولمرت «سيقدم تنازلات للفلسطينيين، وسيعود الحق الفلسطيني إلى أصحابه، لكن الأمر يحتاج إلى صبر ووقت لا إلى سرعة». وأضاف أن «عباس هدّد بالخروج في خطاب واضح وعلني إلى الشعب الفلسطيني والعالم، يحمّل فيه الإدارة الأميركية مسؤولية ما يحدث، من دون أن تحرِّك ساكناً»، محذّراً من «غياب منهجه المعتدل ومن حوله».
كما حذّر عباس، بحسب المسؤول نفسه، من «انتفاضة جديدة على إسرائيل، من المستحيل خداع القائمين عليها بتخديرات وقتية كخريطة الطريق والدعم المالي للسلطة والوعود الاقتصادية البراقة»، مجدداً التنبيه إلى تغلغل تنظيم «القاعدة» في قطاع غزة، «وهو ما سيقلب حياة الإسرائيليين، وسيجعلهم يندمون على الوقت الذي مضى، والذي ضيّعوه من دون الاستفادة منه».
وأشار المسؤول، الذي يحضر لقاءات عباس بالمسؤولين الأميركيين دوماً، إلى أن «عباس لم يتحدّث بهذه اللهجة سابقاً، ما دعا رايس أكثر من مرة إلى محاولة إضفاء نوع من الابتسامة على اللقاء، ولكن كان يعكِّرها دوماً سؤال الرئيس عباس عن التنازلات للفلسطينيين وما سيجنيه الفلسطينيون من مؤتمر السلام».
وبينما كان عباس يتحدث عن «القاعدة»، أعادت رايس تذكيره بأنه هو المسؤول عن جلب «حماس» إلى الحكم، وأنه «هو الذي قام باستعداء الكل من أجل العملية الديموقراطية التي كان من المتوقع فوز حماس فيها بسهولة نتيجة أخطاء وفساد قادة فتح والأجهزة الأمنية».