بقي «المناخ الإيجابي»، ولكن الحذر، بإمكان التوافق على رئيس للجمهورية يجنّب البلاد الكأس المرة طاغياً أمس، وينتظر أن يتعزّز مع عودة الحياة الى التحرك العربي، عبر زيارة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لبيروت غداً، فضلاً عن تحرك تعتزم جامعة الدول العربية القيام به قريباً. وفيما تواصلت وتيرة التحرك الفاتيكاني لتجنيب وقوع لبنان في فراغ دستوري، فزار السفير البابوي لويجي غاتي الوزير السابق سليمان فرنجية، أعلنت اللجنة المارونية الرباعية أنها توافقت على المواصفات التي يجب أن تتوافر في الرئيس العتيد، وشرعت في وضع تصور للمهمات التي تنتظره، وأصدرت اللجنة، اثر اجتماعها الثالث أمس، بياناً أكدت فيه «التزام القوى السياسية التي تمثلها الخيار الديموقراطي في كل العمل السياسي، وعدم اللجوء الى العنف لمعالجة كل الأمور، واعتماد مرجعية الدولة ومؤسساتها لحل أي إخلال بالقانون».وتوقعت مصادر مطلعة تحدثت إليها «الأخبار» تبلور نتائج اجتماعات اللجنة بحلول السبت المقبل، مع التوصل الى لائحة بأسماء المرشحين المقبولين من الأطراف المسيحية الأساسية، وترتيب اجتماع لهذه الأطراف مع البطريرك الماروني نصر الله صفير، على أن تلي ذلك «خطوة عملية متكاملة» مع حوار عين التينة.
إلا أن النائب وليد جنبلاط وقائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع بقيا يغرّدان خارج سرب التوافق، إذ رأى النائب وائل أبو فاعور أن «الاستحقاق الرئاسي، إما أن يؤخذ غلاباً، وإما أن لا يكون هناك استحقاق». أما جعجع فقال إن إمكانات التوافق «غير مرتفعة»، وأكد، بعد لقائه صفير، أنه سيتم انتخاب رئيس للجمهورية «قبل 24 تشرين الثاني». وقال إن اللجنة مستمرة، لكن «الصعوبات كبيرة». واستبعد أي لقاء قريب بينه وبين العماد ميشال عون، ورفض أي لقاء للأقطاب الموارنة.

لقاء بري ـــــ الحريري

وقالت مصادر مطلعة إن اللقاء الذي انعقد ليل الاثنين بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري تخلله تأكيد على التوافق بينهما على مقاربة الاستحقاق الرئاسي بمرشحين يحظون بقبول فريقي الموالاة والمعارضة. ونقلت المصادر عن بري ارتياحه إلى «ما يبديه الحريري من استعداد جدي للتوافق على إنجاز الاستحقاق الرئاسي». وأكدت أن الرجلين عرضا مجدداً أسماء «المرشحين التوافقيين»، وجددا التأكيد على عدم تحديد أي موقف قبل تصاعد الدخان الأبيض من بكركي.
وذكرت مصادر موثوق بها أن أسماء المرشحين الذين يتّصفون بصفة «التوافق» باتت معروفة وهم: الوزراء السابقون فارس بويز وجان عبيد وميشال إده وقائد الجيش العماد ميشال سليمان وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وأن البعض يقترح إضافة اسمي النائبين روبير غانم وبيار دكاش إلى هذه اللائحة. ولفتت إلى أن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لا يحبّذ ترشيح سليمان وإجراء تعديل دستوري خاص به، مرجحة أن يزور رئيس الحكومة القاهرة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

الصفدي

من جهته وزير النقل والأشغال العامة محمد الصفدي الذي التقاه الحريري مساء أمس، أكد في حوار أجرته معه قناة «الجزيرة» أن نواب «التكتل الطرابلسي» يرفضون «أسلوب القتل لمنع الموالاة من انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً». ولفت إلى أن التكتل قد يترك الحرية لنوابه بالمشاركة أو مقاطعة جلسة انتخاب رئيس بنصاب النصف زائداً واحداً في حال عدم الاتفاق على مرشح توافقي، مؤكداً أنه شخصياً لن يشارك في الانتخابات إلا على أساس نصاب الثلثين. وأكد أن مرشحه الأول هو التوافق، وأنه يرفض انتخاب رئيس يسهم في تقسيم اللبنانيين.

التحرك السعودي ـــــ المصري

في موازاة ذلك، كشفت مصادر عربية لـ«الأخبار» أن التحرك المشترك الذي تقوده مصر والسعودية بالتعاون مع الجامعة العربية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بلغ «مرحلة حساسة وفاصلة»، لافتة الى أن القاهرة والرياض تضعان خطة تشارك فيها دول عربية أخرى، بتمويل سعودي، لحماية النواب اللبنانيين وكبار المسؤولين في الحكومة وعدد من الشخصيات وتوفير مناخ أمني ملائم للانتخابات الرئاسية.
وعلمت «الأخبار» أن وفداً مصرياً يضم أبو الغيط ورئيس جهاز الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان سيتوجه مطلع الشهر المقبل إلى دمشق للبحث في موضوع الاستحقاق الرئاسي.