القدس المحتلة ــ أحمد شاكرغزة ــ رائد لافي
ستة شهداء فلسطينيين سقطوا أمس بنيران قوات الاحتلال، في جريمة جديدة كانت أبلغ تعبير عن «تطمينات» رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى «عدم حدوث كارثة إنسانية» في قطاع غزة.
ولم يخرج لقاء أولمرت ـــــ عباس أمس إلا باتفاق قديم ـــــ جديد على «تسريع العمل لإنجاز وثيقة مشتركة ذات قيمة». إلا أن أي إشارات فعلية عن الوثيقة لم تخرج بعد اللقاء، الذي أشارت مصادر إلى أن الخلاف حول تطبيق المرحلة الأولى من «خريطة الطريق» سيطر عليه.
وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات، بعد اللقاء الذي شارك فيه رئيسا وفدي التفاوض أحمد قريع ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، إن عباس «ناقش مع أولمرت قضايا تتعلّق بملف المفاوضات بين الطرفين وضرورة الإسراع في التوصل إلى وثيقة قبل انعقاد مؤتمر أنابوليس». وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» إن عباس وأولمرت ناقشا الخلافات بين الجانبين حول إطار محادثات السلام، وإن رئيس الوزراء الإسرائيلي شدّد على أن أي اتفاقات مستقبلية ينبغي أن تنفذ وفقاً للمراحل التي حددتها خريطة الطريق «وأن أي تقدم نحو إقامة دولة فلسطينية يجب أن يستوفي الشرط الأول للخطة، الأمر الذي يتطلب من الأجهزة الأمنية الفلسطينية القيام بعمليات مستمرة وفعالة لمكافحة الإرهاب في المناطق الفلسطينية».
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الوفد الفلسطيني قولها إن «السلطة الفلسطينية قد نفّذت المرحلة الأولى من خريطة الطريق عن طريق إعادة تنظيم الحكومة وقيادتها». وأضافت أن «إسرائيل فشلت في الوفاء بالتزاماتها خلال المرحلة الأولى، وخصوصاً لجهة عدم إزالة المواقع الاستيطانية والحواجز في الضفة الغربية».
واحتلّ الوضع في قطاع غزة حيزاً من المحادثات. وقال عريقات إن «عباس طالب بضرورة عدم قطع المساعدات عن قطاع غزة ووقف الاغتيالات والاعتقالات»، معتبراً أنها «عوائق تقف في طريق التوصّل إلى أي حل قبل مؤتمر الخريف».
وفي السياق، قالت مصادر إسرائيلية إن «أولمرت وعد عباس بالنظر في قضية قطع المعونات عن قطاع غزة»، مشيرة إلى أن «أولمرت أكد لعباس أن إسرائيل لن تتسبب في كارثة إنسانية في القطاع».
«وعد أولمرت» ترجم في القطاع باغتيال ستة فلسطينيين. ونعت «كتائب القسام» يوسف عودة ولايدة (21 عاماً) ومحمود حسونة (25 عاماً) ومحمد شلبية (24 عاماً)، مشيرة إلى إصابة مقاومين آخرين أثناء تصديهم لقوات الاحتلال التي توغلت شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
كذلك أعلنت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي» عن استشهاد ثلاثة من مقاوميها في جنوب القطاع، عرف منهم ياسر عصفور (22 عاماً). وفيما أعلنت المقاومة عن قتل جندي، أقرّت إسرائيل بإصابة اثنين من جنودها فقط.