المعارضة تستأنف درس «الخطوات المقابلة» ودمشق وطهران «تدعمان التوافق» وكوشنير يلتقي المعلّم في تركيا
لم يتحرك شيء في الملف السياسي الداخلي. والأمور عادت من جديد الى الخارج حيث تتكثف الاتصالات التي لا تشي بانفراجات حقيقية في القريب العاجل. لكن البارز ما كشفته مصادر قيادية في المعارضة لـ«الأخبار» من أن السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان أبلغ معنيين بأن الولايات المتحدة لن تدعم مرشحاً محدداً لكنها سوف تكون الى جانب حكومة الرئيس فؤاد السنيورة إذا لم تحصل الانتخابات. وقالت إنه وجه في لقاءاته الأخيرة أسئلة عن توجّه المعارضة إذا ما قرر فريق 14 آذار السير برئيس وفق نصاب النصف +1.
وحسب المصادر فإن فيلتمان لمّح الى خطوات كثيرة سوف تلجأ إليها الادارة الاميركية بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي ودول عربية بارزة لمنع إعطاء أي شرعية لأي مؤسسة أو إطار يلجأ إليه المعارضون إذا ما تعطلت الانتخابات الرئاسية. ونصح فيلتمان بعدم عرقلة انعقاد جلسة انتخابية لمجلس النواب، وقال إنه لا يمكن ان يبقى الرئيس إميل لحود لحظة واحدة في القصر الجمهوري بعد انتهاء ولايته.
وأشارت المصادر الى أن السفير الاميركي الذي التقى العماد ميشال عون قبل أيام سأله عن برنامجه إذا انتخب رئيساً للبلاد مركزاً كما جرت العادة على سلاح المقاومة، لكنه وجه إليه سؤالاً ثانياً عما قد يقوم به إذا انتخب فريق 14 آذار رئيساً بالنصف +1 فرد عون بأن هذه الخطوة تمثل انقلاباً وسوف تواجهها المعارضة بخطوات مقابلة من بينها تأليف حكومة ثانية ما لم يتم الآن التوافق على حكومة انتقالية. وهنا عاد فيلتمان وأكد دعم بلاده لحكومة السنيورة حصراً.
وفي انتظار تسلم البطريرك الماروني نصر الله صفير اليوم تقرير اللجنة الرباعية التي لم تحسم ملف الأسماء، فإن الرئيس نبيه بري سوف ينتظر أن يسمع من بكركي ما هو مفيد قبل أن يعاود اجتماعاته مع النائب سعد الحريري الذي ينتقل اليوم الى مصر للقاء الرئيس حسني مبارك. وبدأت أمس قيادات المعارضة بعقد سلسلة من الاجتماعات للتدارس في الاوضاع العامة والخطوات الواجب اتخاذها إذا سارت الامور باتجاه الطريق المسدود.

إيران وسوريا وفرنسا

في هذه الاثناء كان الملف اللبناني محور اتصالات ومناقشات بين إيران وسوريا وفرنسا. وقد جدّدت دمشق وطهران أمس دعمهما لانتخاب «رئيس توافقي في لبنان»، وشدّدتا على أنه ليس لديهما أيّ مرشح لهذا المنصب، فيما أعلنت باريس أن وزير الخارجية برنار كوشنير سيلتقي نظيره السوري وليد المعلم في إسطنبول الشهر المقبل، في خطوة تأتي غداة زيارة الموفد الفرنسي جان كلود كوسران أول من أمس إلى سوريا.
وقال المعلم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني منوشهر متكي في دمشق، «إن الدور السوري الإيراني متّفق على رئيس توافقي وعلى حل لبناني»، مشيراً إلى أنه ليس لدى «سوريا ولا إيران اسم لمرشح رئاسي». وأضاف «نريد أن تجري الانتخابات كفرصة لتوحيد اللبنانيين لأن أمن لبنان واستقراره هامّان لنا وللمنطقة».
وأكّد المعلم ما كانت قد أعلنته وزارة الخارجية الفرنسية عن لقائه نظيره الفرنسي. وقال إن «مباحثاته مع كوسران تناولت 3 ملفات هي لبنان والعلاقات الثنائية والتحضير للقاء كوشنير في اسطنبول». ورداً على سؤال عن احتمال لقائه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، قال «لم يطلب الجانب الأميركي ذلك اللقاء».
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أعلنت أمس أن كوشنير سيلتقي خلال مؤتمر الجوار العراقي في اسطنبول نظيره السوري. وسيكون هذا اللقاء أول لقاء فرنسي سوري على هذا المستوى منذ قرر الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وقف الاتصالات مع سوريا على مستوى عال إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط 2005.