خمسة مرشّحين لبكركي من خارج الموالاة والمعارضة وعون يلتقي الحريري في باريس وجنبلاط يهاجم الجيش
الحراك السياسي القائم الآن على أكثر من صعيد لم يؤدّ غرضه لناحية التوصل إلى نتائج حاسمة بشأن ما بقي من وقت على انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد. وكان البارز أمس سفر النائب العماد ميشال عون إلى فرنسا لعقد اجتماع مع النائب سعد الحريري الذي زار القاهرة أمس، وأعلن وجود مخطط لاغتياله والرئيس فؤاد السنيورة، في الوقت الذي كان فيه النائب وليد جنبلاط يشنّ هجوماً مفاجئاً على قيادة الجيش والعماد ميشال سليمان، محذراً الجيش ان يكون على الحياد إذا ما انتخب فريق 14 آذار رئيساً منه وفق نصاب النصف +1.
لكن الجديد من جانب بكركي ما كشفته مصادر مقربة من البطريرك الماروني نصر الله صفير لـ «الاخبار» من انه في ضوء اخفاق اللجنة الرباعية، قرر صفير تشكيل لجنة جديدة تضم كلاً من العماد عون والمرشحين نسيب لحود وبطرس حرب، على ان تجتمع لاختيار مرشح من خارج فريقي الموالاة والمعارضة، تنتقيه من لائحة تضم خمسة أشخاص هم السفير السابق سيمون كرم، الوزير السابق دميانوس قطار، نقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي، رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه والنائب فريد الياس الخازن.
وكان صفير تسلم التقرير النهائي للجنة الرباعية، وأبدى أسفه لأن اللجنة لم تنجز مهمتها الخاصة بتقديم لائحة مرشحين يتمتعون بتغطية القيادات المسيحية. وقال: «منذ اليوم الأول كنت اتفقت مع القادة على أن مهمة هذه اللجنة ليس وضع المواصفات أو المبادئ، بل الوصول إلى لائحة مرشحين من كل الأطراف لا من فريق واحد. وهذا هو هدف اللجنة، ما قمتم به جيد ولكن الهدف الأساسي لم يتحقق». وقال إنه «سوف يفكر بدعوة القادة من جديد إلى اجتماعات بقصد البت بأمر الأسماء».
وتسلم صفير من اللجنة توصية تقول بضرورة أداء دور مركزي حتى يكون المسيحيون شركاء في اختيار الرئيس المقبل، وأن تُخلق آلية عمل للوصول إلى هذا الهدف. وعلم أن البطريرك الماروني أبلغ مساعديه بأنه سوف يدعو إلى تشكيل لجنة جديدة تضم ممثلين بمستوى أرفع من السابق وأن تُكلف رسمياً وتباشر بإعداد لائحة بأسماء مرشحين تعرض على بقية الأطراف اللبنانية.

جنبلاط

وتحدث جنبلاط في مقابلة مع قناة «الجزيرة» مساء أمس عن أنه لا يخجل من أن يقال عنه إنه في قلب المشروع الأميركي في المنطقة، داعياً إلى إسقاط النظام في سوريا. وكرر اتهامها بالوقوف وراء الاغتيالات، وأشار بكلام غير واضح إلى اتهامه حزب الله بأنه شريك في التفجيرات والاغتيالات وعاب على السيد حسن نصر الله اتهامه إسرائيل بالوقوف وراء الاغتيالات. وتحدث جنبلاط عن عمليات تسلح كبيرة تحصل في مناطق لبنانية عدة، من بينها مناطق الجبل. وطلب إلى الجيش التحرك لقمعها. وقال إنه يستغرب موقف الجيش من الوضع العام في البلاد. وأشار إلى أنه في حال انتخاب فريق 14 آذار رئيساً بالنصف زائداً واحداً، فإن الإدارة الأميركية أبلغته بأنها ستكون إلى جانبه. وطالب الجيش بأن لا يبقى على الحياد. وكشف أنه تلقى رسالة بهذا المعنى من خلال ضابط كبير، وطالب العماد سليمان شخصياً بمنع المعارضة من اقتحام السرايا الكبيرة أو أي مؤسسة رسمية. وقال إنه سبق أن أبلغه مباشرة معارضته تعديل الدستور أو الإتيان به رئيساً للجمهورية. وأمل جنبلاط أن «يتحرر العماد ميشال عون من وصاية حزب الله وسوريا عليه، وأن ينضم مجدداً إلى قوى 14 آذار»، مبدياً «تفاؤله باجتماع عون مع النائب سعد الحريري».
وعلم أن الجانب الفرنسي قام بدور في ترتيب اللقاء بين عون والحريري، وأن سبب عقده في فرنسا يعود إلى الجانب الأمني، حيث يصعب على الرجلين التحرك في لبنان بسهولة.

متكي إلى بيروت

في هذه الأثناء، جرى الحديث أمس عن مساعٍ تقوم بها فرنسا لترتيب لقاء بين القيادتين السعودية والسورية وإيجاد المناخ الذي فشلت الجامعة العربية في توفيره. ويركز الفرنسيون على أهمية إنضاج المناخ لعقد لقاء بين الوزيرين وليد المعلم وسعود الفيصل في تركيا حيث سيكون أول اجتماع بين المعلم ونظيره الفرنسي برنار كوشنير.
وقال مصدر لبناني مطّلع إن هناك اتصالات لترتيب لقاء أمني ـــــ سياسي يجمع مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان ورئيس المخابرات السعودية الأميركي مقرن بن عبد العزيز ورئيس المخابرات العسكرية السورية اللواء آصف شوكت وذلك قبل اجتماع دول جوار العراق المقرر في تركيا.
وحسب مصادر مطّلعة، فإن النقاش الفرنسي ـــــ السوري ظل في الإطار العام، والجانب الإيراني يدفع باتجاه تحقيق حوار قريب ومباشر وفعّال بين سوريا والسعودية، ما يسهل التوافق اللبناني على رئيس للجمهورية، وسوف يزور وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي بيروت غداً لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين ويلتقي قادة سياسيين بقصد الدفع باتجاه التوافق والتحذير من الفراغ.
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس أن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش سيلتقي المبعوث الفرنسي جان كلود كوسران ومسؤولين من مكتب الرئيس الفرنسي خلال زيارة قصيرة لباريس وذلك بقصد «زيادة التأييد الدولي القوي بالفعل لسيادة لبنان وتأكيد إصرارنا على أن يمضي انتخاب الرئيس اللبناني قدماً دون تهديد وتدخل أجنبي».