زياد الرحباني
أخذت الأوضاع منذ مدة تتّجه نحو ذرىً عدّة لم نكن نتصوّر أن من الممكن الوصول إليها، مما ينذر بحصول انفجار ما. فقد عاد البطريرك صفير وأكد أنه لا ولن يدعم انتخاب رئيس بالنصف الزائد واحداً. ورغم ذلك عادت القوات اللبنانية وأصرّت على أنها لن تقبل بالفراغ وستلجأ إلى النصف الزائد واحداً اضطرارياً. وفي هذا ذروة جديدة من التصعيد. لا بل إن سمير جعجع، تحت ضغط عدم وفرة الأسباب الكافية للتصعيد، وجد سبيلاً للاعتراض لدى غير بيدرسون على تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل! وفي ذلك شعورٌ بالاتجاه نحو انفجار ما.
أما جنبلاط، الذي ضاق صدره بجو الساحة المحليّة التوافقي، وبعدما حذّر الرأي العام من اقتراب سيطرة «الفرس» على لبنان بما يهدّد الخليج العربي في وجوده... فقد توجّه إلى الولايات المتحدة طارحاً الصوت بشأن الابتلاع السوري وانهيار القرار 1559 الآن! ووجد أن هذا ليس كافياً، فعاد واتّهم حزب الله بمجموع الاغتيالات اللبنانية، في دفعٍ إلى ذروة جديدة أيضاً، حتى وصل أخيراً إلى مطالبة المجتمع الدولي بضرورة قبول رئيس بالنصف الزائد واحداً وإلاّ انتهت «ثورة الأرز» ولبنان. وفي ذلك أيضاً تصعيدٌ باتجاه انفجار. وما يؤكد هذا الشعور العام، انتقال الجنرال عون المفاجئ إلى باريس للقاء الشيخ سعد، هو الذي تغيّب عن لقاءات محليّة أُعلن عنها ولم تحصل، وإسراع دايفيد ولش للقاء الحريري قبل اجتماعه بعون، بينما سرت في أوساط 14 آذار، لأول مرة، أحاديث عن تخلّي بعض حلفاء عون عن ترشيحه هو بالذات. وفي هذا أيضاً تصعيدٌ باتجاه جديد، لا يمكن إلاّ أن ينذر بشيء ما قد يكون: الانفجار.
في كل الأحوال، أرجو ألاّ يكون هذا الانفجار، انفجار سيارةٍ فقط. فانفجار سيارة وحده الآن، غلط.