لم تتحرك قوى الأكثرية نحو مبادرة الرئيس نبيه بري. وبرغم أن أنباء المعارك في نهر البارد طغت على غيرها من الاهتمامات امس، لم تشر المداولات الداخلية الى أن قوى فريق الحكم قد قررت كيفية التعامل مع مبادرة المعارضة، برغم أن الرئيس فؤاد السنيورة كرّر الدعوة الى الحوار والتوافق. لكن الكلام عن الملف الرئاسي كان بارزاً هذه المرة من الخارج، في ضوء معلومات عن أن فرنسا أبلغت الولايات المتحدة أنها تريد مساعدتها لإنجاز الاستحقاق في ظل مناخ توافقي وأن الفاتيكان دخل على الخط، وسوف يكون للبطريرك الماروني نصر الله صفير المسافر قريباً الى روما دوره على هذا الصعيد.
وفي دمشق أعلن الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله امس السيناتور الديموقراطي دينيس كوسينيتش دعم كل ما يتوافق عليه اللبنانيون ودعم الحل العادل والشامل والدائم للصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، الذي ينهي كل مشاكل المنطقة.
أما في طهران فقد رفض وزيرا الخارجية السوري والإيراني أي حل خارجي يتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة في لبنان، وشددا بالتالي على ضرورة إجراء الانتخابات في إطار احترام الدستور. وقال الوزير الإيراني منوشهر متكي إن «الوضع في لبنان لا يتطلب حلاً يفرضه الخارج، ومن الضروري التوصل الى توافق بين اللبنانيين على مصلحتهم الوطنية».
وأوضح الوزير السوري وليد المعلم «نحن متفقون على أن الحل في لبنان يجب أن يكون لبنانياً»، مشيراً الى المبادرة الأخيرة التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال المعلم الذي يقوم بزيارة الى طهران «نأمل أن يجتمع اللبنانيون ويختاروا رئيساً في إطار احترام دستورهم».
من جانبها أعلنت السعودية أنها لن تتوانى عن الاستمرار في دورها في لبنان حتى بعد التهديدات التي تلقاها السفير السعودي في لبنان الدكتور عبد العزيز الخوجة. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي نزار عبيد مدني في تصريح له الليلة الماضية عقب ترؤسه وفد المملكة في اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في جدة «إن المملكة لن تتواني عن الاستمرار في دورها في لبنان، والهدف الأساسي تحقيق الاستقرار وإعادة الأوضاع والازدهار وهذه رسالة لن تتوقف المملكة عن أدائها».