القاهرة ــ الأخبار
خلافاً للتوقعات، مرّ اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس بسلاسة، لم تعكرها أجواء الخلاف التي تظلّل المنظومة العربية، بل سيطر عليه هاجس المحاولات الإسرائيلية لتفريغ المؤتمر الدولي للسلام من مضمونه، وهو ما ظهر جلياً في البيان الختامي الذي شدّد على مشاركة لبنان وسوريا في المؤتمر المتوقع في تشرين الثاني المقبل، على قاعدة أن «عملية السلام عملية شاملة لا تتجزأ» (التفاصيل).
وطغى هذا الهاجس على الخلافات حول الأزمة اللبنانية والعراق، ولا سيما أن التطورات الجديدة المتعلقة بهذين الملفين أوجدت حالاً من الهدنة غير المعلنة بانتظار تبلور توجههما في الفترة المقبلة. ولم يخرج البيان الختامي عن اللازمة التقليدية التي تشدد على «السلام خيار استراتيجي». كما جدّد الترحيب بالنقاط الإيجابية في دعوة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى المؤتمر الدولي. لكنه سعى جاهداً إلى المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى خفض سقف التوقعات من هذا المؤتمر، بالمطالبة بحضور الأطراف كافة المعنية بالعملية السلمية، مسميّاً لبنان وسوريا وفلسطين، «بهدف إطلاق المفاوضات المباشرة على جميع المسارات». وفي السياق، كشف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن «وجود مؤشرات» على دعوة سوريا ولبنان إلى المؤتمر الدولي، بينها أن الدولتين ستشاركان في اجتماعات لجنة تفعيل المبادرة العربية مع اللجنة الرباعية الدولية في نيويورك. وحذّر من «اتجاه إلى تفريغ الاجتماع الدولي من مضمونه وخفض سقف التوقعات منه»، داعياً الدول العربية إلى أن «تتصدى بكل صراحة وقوة لهذا الاتجاه تجنباً لتدهور آخر في الوضع الإقليمي».
وفي السياق، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر دبلوماسي عربي، شارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب، قوله إن المناقشات أظهرت أن ما يتردد عن خلاف سعودي ـــــ سوري لم يؤثّر على الموقف السعودي من التمسك بمشاركة دمشق في المؤتمر الدولي للسلام. وأشار إلى أن الجانب العربي شدّد على «ضرورة ألا يناقش المؤتمر ما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقط، بل يجب طرح النقاش حول جميع المسارات».
وقال المصدر إن «الوزراء العرب شدّدوا خلال المناقشات على ضرورة شمولية الحل في المؤتمر ووفقاً لجدول زمني لا يتجاوز العام وبمشاركة جميع الأطراف العربية المعنية بالعملية السلمية في المنطقة». وأشار إلى أن «الوزراء أبدوا استعدادهم لمناقشة كل التفاصيل المتعلقة بالمؤتمر الدولي للسلام بروح إيجابية مع واشنطن، وخصوصاً في ما يتعلق بالقضايا الشائكة مثل القدس واللاجئين»، موضحاً «أنهم حريصون على معرفة المواعيد المقترحة لمناقشة هذه القضايا في حال تأجيلها».