تستعد غزة اليوم، على ما يبدو، لموجة جديدة من الاقتتال الداخلي، بعدما عبأت حركتا «حماس» و«فتح» أنصارهما، تحمل عنوان «الصلوات السياسية وعودة الفلتان»، في ظل إمعان إسرائيلي بالاعتداءات التي ذهب ضحيتها أمس عشرة شهداء. فقد سقط ستة شهداء في غارة إسرائيلية استهدفت سيارتين كانوا بداخلهما، وهم في طريقهم لتنفيذ عملية فدائية لأسر جندي إسرائيلي، فيما استشهد أربعة آخرون خلال توغل لعشرات الآليات الإسرائيلية في منطقة القرارة قرب خان يونس (جنوب القطاع).
ورغم الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة، لا تزال بوادر المواجهة تلوح في الأفق بين «حماس» و«فتح» في قطاع غزة، بعد تجديد الدعوة إلى صلاة الجمعة في الساحات العامة للأسبوع الثالث على التوالي.
وفي مقابل الدعوات «الفتحاوية» والاستعدادات للصلوات السياسية، أعلنت «حماس» النفير العام في صفوف أعضائها لمواجهة «الفلتان». وقال القيادي في «حماس»، خليل الحية، في كلمة له أمام عشرات الآلاف من أنصار وأعضاء الحركة، «انفروا خفافاً وثقالاً لتحموا نساءكم وبيوتكم من عبث العابثين وأقزام الفلتان الأمني». واعتبر أن النفير العام والخاص يأتي «حماية للمقدسات الخاصة والعامة والوقوف في وجه الفساد، والرذيلة التي يحاولون إعادتها إلى قطاع غزة».
وشارك عشرات الآلاف من أعضاء «حماس» وأنصارها مساء أمس في مسيرات وتظاهرات في جميع مدن قطاع غزة، تنديداً بـ«محاولات عودة الفلتان والفوضى»..