في محطّة مار مخايل التاريخية للسكك الحديدية، الاسبوع الماضي، كان المعرض والمؤتمر الدولي للألعاب والتطبيقات الإلكترونية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.الحدث الذي نظمته الشركة الدولية للمعارض (IFP Group) رعته وزارة الاتصالات وشركة ألفا بإدارة أوراسكوم للاتّصالات، وشارك فيه أكثر من 400 مندوب من كبريات الشركات المحلّية والدولية الرائدة في مجال الألعاب والتطبيقات الإلكترونية والجوّالة، وأكثر من 50 متحدّثاً من المستثمرين ومديري وأَصحاب الشركات الدولية المتخصصة في صناعة الالعاب الالكترونية.

أهمّية استثنائية

يكتسب مؤتمر MENA Games 2015 أهمّية استثنائية مقارنةً بأحداث مشابهة في المنطقة بالنظر إلى مشاركة الاتّحاد الدولي لمطوّري الألعاب ومجموعة كبيرة من نخبة المستثمرين ومديري وأَصحاب الشركات الدولية الرائدة في المجال الرقمي من دول مختلفة، أهمّها أميركا، وألمانيا، والسويد، وبريطانيا، وكندا، والصين، وتركيا.

أمل حرب أن تساهم مثل
هذه الاتّفاقيات في نقل لبنان من بلد مستهلك للتكنولوجيا الى بلد رائد في صناعتها

وتمثل مشاركة هذه المجموعة من المستثمرين، فرصة فريدة لرواد الأعمال اللبنانيين والإقليميين الموهوبين ذوي الأفكار اللامعة لتقديم أفكارهم في مراحلها الأولى، كما سيتيح للشركات الناشئة التي ما زالت في بداياتها الفرصة لنيل الدعم الذي يمكّنها من الانتقال إلى مستوى محترف، في ظل مشاركة أسماء قادرة على حمل أعمالهم إلى العالمية، وأكثر من اتّحاد إقليمي للمطوّرين من الإمارات العربية المتّحدة، والبحرين، والمغرب، وتونس، ومصر. وقد تناولت جلسات المؤتمر عناوين تطوير الألعاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والاستثمار في الألعاب الجوّالة في المنطقة، كما تضمن المؤتمر جلسات وورش عمل جمعت مطوّري ومنتجي وناشري المحتوى والألعاب والتطبيقات، ومطوّري المنصّات والشبكات، وشركات الخدمات المالية الجوّالة، وشركات الإعلانات الجوّالة، ومزوّدي الخدمات الإلكترونية المختلفة.
وزير الاتصالات بطرس حرب أكد أنّ لبنان بدأ يتلمّس طريقه في هذا المجال من خلال "إبرام اتفاق بين وزارة الاتصالات والبنك الدولي لتمويل مشروع "النظام البيئي للانترنت النقال" -"Mobile Internet Ecosystem Project"، بقيمة 12,8 مليون دولار، الذي من شأنه تعزيز الابتكار وروح المبادرة لدى الشباب اللبناني ذوي المهارات العالية، والمساعدة على عكس الاتجاه المتصاعد للبطالة، وخصوصا بين الشباب، ومساعدتهم على تطوير المشاريع الناشئة، وتعزيز مهاراتهم لتلبية المعايير العالمية لصناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات."
وأمل حرب أن تساهم مثل هذه الاتّفاقيات في "نقل لبنان من بلد مستهلك للتكنولوجيا الى بلد رائد في صناعتها، عبر تطوير منظومة متكاملة لصناعة البرمجيات والتطبيقات، وجعل بيروت، ومدن لبنانية أخرى، مراكز استقطاب لرجال الأعمال في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وخلق شركات جديدة وفرص عمل، وانتقال شركات التكنولوجيا العالمية إليها، لكونها بيئة حاضنة ومهيأة لتطوير هذه الصناعات".
رئيس مجلس إدارة الشركة الدولية للمعارض ألبير عون، أكد أنّ "عقد هذا المؤتمر يأتي ترجمة لإيمان الشركة بأنّ الشباب اللبناني والعربي أثبت أن لديه القدرة والأفكار الجديدة ليكون في المراتب الأولى في العالم في هذا المجال، وشركاؤنا الدوليين في المؤتمر يؤمنون بالطاقة الكامنة في لبنان على صعيد الإبداع والتطور محلياً وعالمياً." يجمع المشاركون في المؤتمر على أن تبادل المعلومات والمعطيات ما بين المبرمجين المختصين بالألعاب الإلكترونية في المنطقة العربية، هو الطريقة الأنجع لزيادة الإنتاج والوصول الى شريحة واسعة من المستخدمين. فمن جهة، يمكن للمعطيات المتعلقة بمستخدمي الألعاب الإلكترونية أن تسهم في معرفة اتجاهات المستخدمين ورغباتهم، وخصوصاً تجاه لعبة معينة أو نمط من الألعاب، إضافة الى عدد التنزيلات وطريقة الدفع المفضلة. ويقول جوزيف الشوملي المدير التنفيذي لشركة “بلاي عربي”، وهي شركة نشر ألعاب عربية مقرها الأردن، إن المطورين العرب قادرون على إنتاج ألعاب بمستوى وتنفيذ عالميين. ويقدم الشوملي مثالاً على أهمية التعاون بين شركات صناعة الألعاب التجربة الناجحة لشركته مع شركة “ألعاب هاكو” السعودية من خلال إطلاق لعبة “كورة مرمر” قبل أشهر، والتي حازت شهرة واسعة وعدداً كبيراً من التنزيلات على متجري “آب ستور” لنظام “آي أو إس” و“غوغل بلاي” لنظام “أندرويد”. ويضيف الشوملي إن مشكلة العديد من الشركات الناشئة في العالم العربي أن مؤسسيها اعتبروا أن التنافس الشديد والتكتم والسرية هي القاعدة التي تحكم علاقتهم مع بقية الشركات، في حين تبيّن لنا جميعاً أن السوق واسع جداً وبإمكان الجميع أن يأخذوا حصتهم منه.
لا يتفق حامد عبد الله المدير التنفيذي لشركة لوبما للألعاب، مع الشوملي في قضية تبادل قاعدة البيانات بين الشركات. برأيه أن الشركات الصغيرة والناشئة تعتبر أن قاعدة بياناتها وسرية هذه البيانات هما جزء من عملية صعودها في السوق وتحقيق الأرباح، وهذا ما يؤدي الى تعطيل الشراكة بين مطوري الألعاب في العالم العربي على نطاق واسع.
بدوره، يقول حسام حمو، المدير التنفيذي لشركة طماطم للألعاب، إن القاعدة الأهم للناجح هي فهم المطورين العرب لثقافة شعوب المنطقة، والبحث عن شركاء محليين في كل بلد.