تبدأ اليوم في الكونغرس الأميركي جلسات الاستماع إلى كل من قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال دايفيد بيترايوس، والسفير لدى بغداد ريان كروكر، اللذين قدّما إلى إدارة الرئيس جورج بوش تقريرهما النهائي عن مدى التقدّم الذي أحرزته القوات الأميركية والحكومة العراقية منذ كانون الثاني الماضي، وسط معلومات تفيد أنّ التقرير يتضمّن إشادة بالتطوّر على الصعيد الأمني، لكنّه يرى أنّ الجهود السياسية لحكومة نوري المالكي لا تزال «مخيّبة للآمال» (التفاصيل). وستكون شهادة بيترايوس وكروكر، اللذين سيجيبان عن أسئلة أعضاء ثلاث لجان برلمانية اليوم وغداً، المحطة الأولى من أسبوع حاسم لاستراتيجية بوش الذي يلحّ عليه الديموقراطيون للانسحاب من العراق. يشار إلى أن الكونغرس لن يسلّم تقرير بيترايوس كروكر قبل الـ15 من الشهر الجاري، وأن وزير الدفاع روبرت غيتس هو من سيتولّى، في وقت لاحق، مناقشته مع المشرّعين.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس أن بيترايوس لا يتّفق مع رئيسه المباشر، قائد العمليات العسكرية في الشرق الأوسط الأميرال وليام فالون، على استراتيجية زيادة القوات العسكرية في العراق. وأضافت إنّ فالون أوصى بخفض مستوى قوات الاحتلال في العراق بنسبة 75 في المئة مع حلول عام 2010.
وفي السياق، أوصى «معهد السلام الأميركي»، وهو مؤسسة للأبحاث مقرّها واشنطن، في تقرير جديد صدر أمس، بخفض مستويات القوات الأميركية إلى ما لا يزيد على نصف مستواها الحالي (الذي يُقَدَّر اليوم بـ 168000 جندي) خلال ثلاثة أعوام وبخروج جميع الوحدات في غضون خمسة أعوام.
وقال المعهد، الذي يتكوّن من أعضاء كثر شاركوا في صياغة تقرير «بيكر ـــــ هاميلتون»، «لن يشعر العراقيون وجيرانهم بالحاجة إلى الاضطلاع بالمزيد من المسؤوليات إلّا بعد أن يدركوا الاحتمالات الفعلية لانسحاب أميركي مع ضرورة إجراء مفاوضات متواصلة تقودها الأمم المتحدة بين قادة الفصائل العراقية على غرار محادثات السلام في البوسنة التي جرت في التسعينات من القرن الماضي وتُوِّجَت باتفاق دايتون».