أربع محطات مهمة سيشهدها هذا الأسبوع سيكون لها ما بعدها بشأن الملف الرئاسي. أولاها الموقف المنتظر صدوره عن فريق 14 آذار من مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، والثانية زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لبيروت الخميس المقبل التي ستسبق بساعات المحطة الثالثة المتمثّلة بالمواقف المنتظرة من الرئيس بري مساءً. والرابعة تخصّ الحصيلة التي سوف يعود بها البطريرك الماروني نصر الله صفير من الفاتيكان.وقالت مصادر قريبة من بري إنه سيكون له كلام كبير في الإطلالة التلفزيونية إذا جاء موقف الموالاة مقفلاً الطريق على «مبادرة الفرصة الأخيرة وذهب إلى خياره غير عابئ بالمضاعفات والأثمان التي سيدفعها اللبنانيون من جرّاء ربطه بالمشاريع والإرادات الخارجية، مستسهلاً الوقوع في الهاوية بدل السعي إلى التراجع عن اللعب على حافتها».
وقال مصدر مطّلع على التحرك الفرنسي لـ«الأخبار» إن زيارة كوشنير لبيروت الخميس المقبل ستكون سريعة ويلتقي خلالها الرئيسين بري وفؤاد السنيورة. وتحدّث المصدر عن ضغوط أوروبية وفرنسية لتجنيب لبنان الفوضى إذا لم يتمّ انتخاب رئيس جديد في الموعد الدستوري، وأشار إلى أن الجانب الفرنسي تلقّى نصائح من جهات عدة بأن يرفع وتيرة مشاوراته مع الجانب الأميركي الذي يبدو أنه لن يقول كلمته النهائية في الاستحقاق الرئاسي اللبناني قريباً. وتحدّث المصدر عن احتمال انتقال كوشنير الى روما لاحقاً لكي يلتقي هناك عدداً من المسؤولين الى جانب البطريرك الماروني.
وأشار المصدر نفسه إلى أن النائب الحريري كان من بين الشخصيات العربية والدولية التي زارت الفاتيكان، وأن اللقاء الذي عُقد بينه وبين الموفد الفرنسي جان كلود كوسران دام 4 ساعات، وأن الأخير لمس منه موقفاً مرناً إزاء مبادرة بري.
ورجّح المصدر أن يعاود كوشنير طرح عقد لقاء على مستوى قادة الصف الأول في الموالاة والمعارضة خلال محادثاته مع بري والسنيورة، إذ إنه يرى أن اللقاءات التي عُقدت في الفاتيكان هي أشبه بالمؤتمر الإقليمي الدولي الذي كان يسعى الى عقده، حيث استقبل المسؤولون الفاتيكانيون أو تشاوروا مع الأطراف الإقليميين والدوليين الأساسيين المؤثرين في الأزمة اللبنانية بدءاً بنائب الرئيس السوري فاروق الشرع (الذي التقى رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي أيضاً) مروراً بوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والموفد الفرنسي كوسران والبطريرك الماروني نصر الله صفير (الذي حمل الى روما المواصفات التي يرى وجوب توافرها في الرئيس العتيد)، والحريري، وصولاً إلى مشاورات جارية بين الفاتيكان والإدارة الأميركية عبر مساعد وزيرة الخارجية ديفيد ولش.
وفي غضون ذلك، قال أحد أركان 14 آذار لـ«الأخبار» إن المواقف لا تزال على حالها، لكنّ الأجواء تبعث على التفاؤل بإمكان التوصل الى تسوية، فصحيح أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وأن عامل الوقت بدأ يضغط على الجميع لاستعجال التوصل إلى التسوية المنشودة. وأشار إلى «أن ما يمكن أن يسهّل الأمور هو أن لا يهدد أي فريق الفريق الآخر». وأكّد «أن الحل لا يمكن ألّا يكون بتفاهم بين الطرفين مباشرة، وأن الأطراف الخارجيين سيكونون في موقع الدعم والنصح».