رئيـس المجلـس يأسـف لموقـف 14 آذار وكوشنيـر يعلـن عدم رفض فرنسـا لـ«رئيـس ينتخـب بالأكثريـة»
أسف الرئيس نبيه بري لموقف قوى 14 آذار من مبادرته، معلناً أنه لم ير فيه رداً على المبادرة لكنه تمسّك بما أعلنه في بعلبك حتى اليوم الاخير، واصفاً بيان فريق الحكم بأنه «برقية تعزية للشعب اللبناني». وعرض ما سمّاه المخاوف من انقسام حاد في البلاد إذا لم يتم التوافق على الرئيس المقبل في الفترة القريبة المقبلة. وشرح بري في حوار أجرته معه محطة «ال. بي. سي» ما قصده بـ«الشر المستطير»، وهو لجوء الأكثرية في الأيام العشرة الأخيرة من نهاية ولاية الرئيس إميل لحود، الى انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً، بما سيؤدي الى نوع من الانقسام. ومع طمأنته الى أن الجيش سيبقى موحداً «لأنه دفع ضريبة الدم»، حذر من أن قوى الأمن الداخلي ستنقسم، وكذلك الأمن العام، ولن يكون أمام المصرف المركزي إلا «ربما دفع الأجور، والدفع لحكومتين، والوزارات كل مين ايدو إلو»، مشيراً الى أن مجلس النواب سيقف على الحياد في حال قيام حكومتين. وكشف أن لحود يملك ستة خيارات إزاء هذه الخطوة، أعلن واحداً منها هو حكومة انتقالية برئاسة قائد الجيش، ويبقى خمسة لم يذكرها، ولكنه لم يستبعد بقاء لحود نفسه في سدة الرئاسة «لأنه قال إنه لن يبقى يوماً واحداً بعد انتهاء ولايته، ولم يقل إنه لن يبقى أياماً أو أكثر».
كوشنير
وقد شملت محادثات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، الرئيس بري والرئيس فؤاد السنيورة وأركان مؤتمر سان كلو والنائب سعد الحريري، وأبدى في ختامها تفاؤلاً مشوباً بالحذر بأن يتقدم الفرقاء اللبنانيون نحو الحوار من أجل انتخاب رئيس جديد، وقال: «شعرت بأن الأمور تتحرك نوعاً ما. الجميع وافق على نوع من الحوار وإذا قاموا بذلك فسينتج عنه ثلاثة او اربعة مرشحين، وإذا جرت الانتخابات وفق الدستور فسيكون ذلك جيداً». ووصف رد «قوى 14 آذار» على مبادرة رئيس مجلس بأنه رد «إيجابي» على اقتراح «إيجابي»، ما يعني تحقيق بعض التقدم من أجل الحوار. وقال: «قوى 14 آذار لم تعد تطالب بنسبة 51 في المئة وهم يسحبون اقتراحهم ويطلبون أن يسحب الجانب الآخر اقتراح الثلثين، وأنا أعتبر أن هذا نجاح للبنان وبداية حوار». وأضاف «مبادرة بري بالتخلي عن مطلب حكومة وحدة وطنية قبل الانتخابات مبادرة سياسية جيدة تبرهن على أنه رجل دولة، إنها مبادرة إيجابية كما هو رد قوى 14 آذار».
ورداً على سؤال عن موقف فرنسا وهل تعترف برئيس ينتخب بالاكثرية المطلقة إذا لم ينجح التوافق أجاب كوشنير: «نعم، لمَ لا. كثير من الرؤساء ينتخبون بغالبية بسيطة». وأضاف «مهما كانت طريقة الانتخاب إذا توافرت الإرادة الطيبة والاتفاق على ألا تخوضوا حروب الآخرين لا يهم كيف ينتخب الرئيس بالثلثين أو بالاكثرية لا فرق».
وقال «إيران أدّت دوراً إيجابياً في تطورات الانتخابات، وهو إيجابي أكثر مما يعتقد البعض». وأضاف:« فهموا أن الانتخابات يجب أن تجري وفق الدستور والمهلة الدستورية، سمعوا بعض ما قلته وقد تكلمت معهم بموافقة أصدقائي اللبنانيين».
وتقاطعت زيارة كوشنير الثالثة لبيروت مع حركة دبلوماسية واسعة للمساعدة على التوصل الى توافق على اختيار رئيس جمهورية جديد، وتزامنت زيارته مع وصول المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر سلطانوف امس الى لبنان قادماً من دمشق بعدما التقى الرئيس السوري بشار الأسد. كذلك تزامنت مع وجود مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون التنمية والتمويل الدولي اليزابيت ديبل التي قالت بعد لقائها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إن لبلادها «موقفاً معروفاً وواضحاً بضرورة إجراء الاستحقاق الرئاسي في وقته وفق الأصول الدستورية بعيداً عن أية تدخلات خارجية».
المعارضة
وكان نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم قد قال إن «ما سمعناه أمس من اجتماع جماعة 14 شباط لم يكن جواباً على مبادرة الرئيس بري، بل كان حديثاً عن موضوع آخر، ونعتبر أن الجواب على المبادرة لم يعط حتى الآن، وإن التهرب من مسؤولية مد اليد والمصافحة رداً على الايجابية التي قدمتها المعارضة من خلال مبادرة الرئيس بري لا يؤدي إلى الحل المناسب».
ومن جهته اعتبر رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون أن رفض الموالاة للمبادرات يشير إلى انتظارهم «حفلة» كـ12 تموز. ورأى «أن هذه الأجواء ليست صالحة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية» وقال «إن اللبنانيين عاجزون عن التفاهم من دون حصول السمسار الأجنبي على عمولته»، وأوضح أن هناك فارقاً بين حمل السلاح للدفاع عن الحقوق وحمل السلاح للعمالة للخارج، وقال :«نحن نحمل سلاحاً للدفاع عن وطننا، نحن لا نتسلح لأن خيارنا هو الجيش اللبناني».