أقفل الأسبوع المنصرم الذي شهد حركة دبلوماسية مكثّفة، عربية وغربية، على تطورين لافتين، أولهما الاتصال بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري مساء السبت، وثانيهما الزيارة اللافتة في توقيتها للسفير البابوي في لبنان لويجي غاتي الى عين التينة أمس.وقالت مصادر مطلعة إن بري والحريري اتفقا في الاتصال الذي بادر الأخير بإجرائه تهنئة بحلول شهر رمضان، على الاستمرار في التواصل، وإن السفير السعودي عبد العزيز خوجة يجهد لتدوير الزوايا وتوسيع مساحة التلاقي بين الاطراف، ويفيد مطلعون على حركته بأنه يعمل على ترتيب لقاء قريب بين الرجلين، سيتحدد في ضوء الاتصال المقبل بينهما، وبعد تحضير جيد لكي يخرج اللقاء بنتائج إيجابية.
أما في ما يتعلّق بزيارة السفير البابوي، فاللافت أنها أول نشاط علني لغاتي الذي لم يزر، منذ وصوله الى لبنان قبل أسابيع، أية شخصية سياسية. وقالت أوساط اطلعت على أجواء اللقاء إن السفير البابوي نقل الى رئيس المجلس نتائج اللقاءات المكثّفة التي عقدها المسؤولون اللبنانيون والدوليون المعنيون بالشأن اللبناني في عاصمة الكثلكة الأسبوع الماضي، وأنه أبلغه دعم الفاتيكان لمبادرته، وشجّعه على الاستمرار فيها.
وتقول أوساط بري إنه لا يزال يأمل تعديل موقف الموالاة وتصحيحه من خلال خطوط الاتصال التي لم تنقطع بينه وبين كثيرين من اطراف هذا الفريق، ومتسلحاً بقوة الدفع العربية والاقليمية والدولية التي تتسع رقعتها يوماً بعد يوم. وقد لوحظ في اليومين الماضيين أن بعض أقطاب الموالاة، وخصوصاً النائب الحريري، لم يلتزم بيان بكفيا الذي أغرق الموضوع الرئاسي بالمسائل الوطنية والسياسية المتنازع عليها، وإنما حصر الاهتمام في المرحلة الراهنة بالاستحقاق الرئاسي ودعوة المعارضة إلى مباشرة الحوار في هذا الموضوع.
وأفادت مصادر مطلعة على حركة الاتصالات الجارية بين بري وأطراف في الموالاة أن الكلام الحقيقي للفريق «الاكثري» لم يُقل بعد، وقد يمرّ بعض الوقت قبل قوله، لأن داخل فريق السلطة من لا يزال يراهن على متغيرات ما في المنطقة. وفي انتظار ذلك، يأمل برّي أن يتمكن من كسر الجمود الحالي، وتقول أوساطه إنه سيتابع حركته الداخلية، وهو يعتزم زيارة بكركي التي تتهيأ لإصدار بيانها الثامن المنتظر أن يحمل نكهة فاتيكانية ويكون حاسماً لجهة القطع في عدة مسائل حساسة، أولاها التأكيد على نصاب الثلثين، وثانيتها ولوج باب التوافق على الرئيس المقبل. ويعلّق بري أهمية كبيرة على اللقاء مع البطريرك الماروني نصر الله صفير، الذي يجري العمل على إعداده بعناية ليكون فاتحة حركة مكوكية جادة لاختيار اسم من بين مجموعة أسماء تنطبق عليها مقاييس الحيادية والمواصفات الاخرى التي يطرحها صفير لمرشحي الرئاسة الأولى.

موقف إيران

الى ذلك وفي موقف إيراني جديد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن وزير الخارجية منوشهر متكي إثر لقائه نظيره البلجيكي كارل دوغوش في طهران أن «التطورات في لبنان أخذت تدخل مرحلة هامة». وأشار إلى أن «فرنسا أجرت مشاورات مستمرة مع إيران» في هذا الإطار. وشدد على أن دبلوماسية إيران «مبنية على دعم إجماع اللبنانيين وتوافقهم وتشجيع جميع الأطراف على الحلول التوافقية والبحث عن المجالات المناسبة» للحل.