موقفان لافتان ميزا الحركة السياسية أمس بشأن الاستحقاق الرئاسي. أولهما صرّح به البطريرك الماروني نصر الله صفير بأن «الدستور واضح والنصاب يجب أن يكون ثلثي عدد النواب، وأن القول بأن الانتخاب يصح حتى ولو لم يتوافر الثلثان، يناقض الدستور». أما الثاني فيتصل بموقف الاتحاد الاوروبي حيث كشف مسؤول رفيع فيه عن تباين مع الموقف الاميركي لجهة دعم طرف واحد، ورفض لفكرة انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً.وقال المسؤول أوروبي لـ«الأخبار» أمس، إنّ الموقف الرسمي للاتحاد هو «مع تسوية تضمّ فريقي 8 آذار و14 آذار ولا تقتصر على الثاني، وهذه تسوية لا يمكن تفسيرها ولا فهمها إلا بدعم خيار اعتماد غالبية الثلثين».
وأقر المسؤول نفسه بأنّ هذا الموقف «مختلف بوضوح عن الموقف الاميركي الذي يدفع باتجاه إجراء الانتخابات بغالبية بسيطة أي النصف زائداً واحداً». وعن تعريفه لمعنى هذه «التسوية»، قال المسؤول نفسه إنها «تضمّ بالضرورة فريقي 8 و14 آذار». وأشار الى أنّ الموقف الأوروبي الرسمي ينص على أنّه «إذا انجرّ فريق 14 آذار تحت الضغط الأميركي الى انتخاب رئيس بالنصف +1 وعطّل التسوية وقطع الخيط مع فريق المعارضة، فلن يوافق الاتحاد على ذلك، لأنه سيأخذ لبنان الى حرب أهلية وتقسيم البلد مع سلطتين سياسيتين».
ورأى المصدر نفسه أنّه «إذا كانت هناك نية لدى الاتحاد الأوروبي لترجمة موقفه الكلامي الى فعل، فعليه عدم الاعتراف بالرئيس الذي سيُنتخَب بالغالبية البسيطة لأنه إذا اعترف بالرئيس يكون قد غذّى التدخّل الأميركي في الشؤون اللبنانية ولأنّ هذا التدخّل سيأخذ البلاد باتجاه الانقسام الى سلطتين».

صفير

من جانبه حسم البطريرك صفير مسألة تأويل موقفه من نصاب جلسة انتخاب الرئيس. وقال «إن الدستور واضح والنصاب يجب أن يكون ثلثي عدد النواب، وإذا اجتمع المجلس وتأمن النصاب أي الثلثان، ففي إمكانهم أن يباشروا بالانتخاب، وإذا لم يجمع المنتخب الثلثين فإنه ينتخب بالنصف زائداً واحداً»، واعتبر «أن القول بأن الانتخاب يصح حتى ولو لم يتوافر الثلثان، يناقض الدستور». وكرر صفير رفضه لمقاطعة الجلسة، مضيفاً: «يقولون ان المقاطعة هي من التكتيك، ربما يكون ذلك ولكن في النهاية يجب أن يتغلب الحس الوطني والشعور الوطني على كل ما عداه من مشاعر إنسانية. ورأى «أن الوضع الحالي متأزم، وإذا استمر الفريقان كل على موقفه فسنصل الى نتيجة كارثية».

بري والحريري

ورحب بري بموقف صفير واصفاً ما قاله بأنه الأهم. وأعلن تمسّكه بما أعلنه في مبادرته، موضحاً أن فريقاً مساعداً له بدأ بإعداد ترجمة الى اللغات الأوروبية لنصوص الدستور اللبناني ومسألة النصاب الخاص بجلسة انتخاب الرئيس، وانه سيتم التواصل مع الجميع قريباً حول هذه النقطة. وأعرب عن أمله بتجدّد الحركة الإيجابية رغم أنه أقل تفاؤلاً بإمكان حصول تقدم من الآن وحتى موعد الخامس والعشرين من الشهر الجاري. وقال إن المهم أن نعمل بسرعة ولا أمانع أي صيغ تحقق الهدف. ولكن علينا أن نسرع لأن ما يجري من حولنا خطير. وقال بري إنه بصدد التواصل مع البطريرك الماروني نافياً علمه بوجود فكرة لتوليه وصفير والنائب سعد الحريري لجنة تتولى أمر الملف الرئاسي.
وفي السياق نفسه قال الحريري في إفطار امس: «اليوم، نسمع جميعاً طبول الحرب تقرع في المنطقة، وعلينا أن نعرف أن أكبر هدية يمكن أن نقدمها للعدو الإسرائيلي، هي أن ننقسم، أو نحدث الفراغ في الرئاسة، أو يصبح عندنا رئيسان أو حكومتان لا سمح الله.عندها، ستتمكن إسرائيل من ضرب لبنان وضرب المقاومة وضرب أبطالنا في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وسائر الأجهزة الأمنية، وضرب البنى التحتية، وقتل المدنيين الأبرياء».

العريضة والدبوسية

ومن جهة ثانية أعطى الرئيس السوري بشار الأسد أمس توجيهات بإعادة فتح معبري العريضة والدبوسية الحدوديين في الشمال بعدما كانا قد أغلقا في20 أيار الماضي إثر اندلاع القتال في مخيم نهر البارد. ونقلت وكالة «سانا» عن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قوله لوفد من الشمال برئاسة النائب السابق وجيه البعريني إن «الرئيس الأسد أعطى توجيهاته اليوم بافتتاح معبري العريضة والدبوسية تلبية لمناشدة أبناء شمال لبنان». وأكد أن «الرئيس الأسد طلب رفع كل القيود عن حركة العبور في المعبرين وأن سوريا كانت وستبقى الى جانب لبنان بجميع أطيافه وانتماءاته».