نيويورك ـ نزار عبود
وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تصريحات ناظر القرار الدولي 1559 تيري رود لارسن الاخيرة عن الانتخابات الرئاسية اللبنانية بأنها «تعبّر عن مواقف شخصية، ولا تمثل وجهة نظر الأمم المتحدة». وحذّر من «مضاعفات خطيرة على أمن المنطقة بأسرها» إذا لم يتوافق اللبنانيون على رئيس للجمهورية.
في غضون ذلك، رأى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن الموقف في لبنان يتطور «في اتجاه إيجابي»، فيما أشارت مصادر الرئيس نبيه بري الى أن الأمور «غير ميؤوس منها وتسير في الاتجاه الصحيح».
وكان بان يتحدث إلى الصحافة أمس لمناسبة بدء أعمال الدورة الـ62 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مركزاً على قضايا محورية على رأسها تغيّر المناخ والنزاعات الدولية الكبرى مثل دارفور والملف النووي الإيراني والنزاع في الشرق الأوسط. وقد أعرب عن قلقه «الشديد» من «ضعف التقدم في العملية السياسية في لبنان، وخصوصاً في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية»، آملاً أن ينتخب اللبنانيون رئيساً «حسب الإجراءات الدستورية المتبعة لديهم». وقال: «تحدثت أخيراً إلى الرئيسين بري و(فؤاد) السنيورة وحثثْتهما على تسوية الخلافات وعلى انتخاب رئيس وفق الدستور»، مبدياً قلقه من «عدم استطاعة اللبنانيين الاتفاق على الرئيس الجديد لما لذلك من مضاعفات خطيرة على السلم الداخلي وعلى أمن المنطقة بأسرها». وأوضح: «هناك خوف، بسبب عدم قدرتهم على انتخاب رئيس جديد، من أن ينشأ سيناريو تنشأ بموجبه حكومتان ورئيسان، وهذا سيكون غير مقبول وسيثير الخوف بالنسبة للاستقرار والأمن، لا للبنان وحده، بل للمنطقة بأسرها».
وسئل عما إذا كان أعرب عن تأييده لمبادرة بري بعبارات صريحة عندما تحدث إليه هاتفياً، فأجاب بحذر: «لم أستعمل أي تعبير مثل أؤيّد أو أدعم، بل شجعته على مواصلة دوره رئيساً للبرلمان لكي يخرج بإجراءات مقبولة من الجانبين بما ينسجم مع دستورهم لاختيار رئيس جديد».
وسألت «الأخبار» بان عن رأيه في موقف لارسن من الانتخابات الرئاسية وما تلاه من ردود فعل مندّدة، فنفى أن يكون لديه علم تفصيلي بما قاله لارسن، لكنه أكد علمه بردود الفعل. وقال: «تلقيت بعض عبارات القلق من قادة لبنانيين إزاء ملاحظاته. لم أقابله بعد ولم أسأله عما قاله بالتحديد. لكن مهما يكن ما قاله، لا ينبغي أن ينظر إليه كموقف رسمي من الأمم المتحدة. ربما كان هذا هو موقفه الشخصي».
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم الأمين العام ميشال مونتاس لـ«الأخبار» أنها عقدت «اجتماعاً طويلاً» مع لارسن مساء الاثنين لاستيضاح حقيقة تصريحاته. فأبلغها أنه «قرأ نص الدستور لا أكثر ولا أقل. ولم يفسّر الدستور أو يخرج عن نصه».

موسى

من جهة أخرى، رأى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الموقف في لبنان يتطور «في اتجاه إيجابي» في ضوء مبادرة بري. وقال في مؤتمر صحافي مع مبعوث الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل إثر محادثاتهما في القاهرة أمس إنه كان لهذه المبادرة «صدى طيب مثلما كان رد الغالبية (النيابية في لبنان) عليها»، لافتاً الى أن هذا الرد «لم يغلق الباب، وهذا التطور ترك الباب مفتوحاً أمام قادة لبنان الآن للتحرك نحو معالجة الاستحقاق الرئاسي».
وأضاف إن هذا «يتطلب رعاية ومتابعة من الجامعة العربية والدول العربية التي تشعر بقلق تجاه الموقف في لبنان، وكذلك إزاء العلاقةالسورية ـــــ اللبنانية وما يتصل بذلك من تطورات في الموقف العربي بشموليته».
الى ذلك قالت مصادر بري إنه «لا يرى الصورة سوداء، والأمور تسير في اتجاه إيجابي»، مستنداً الى عوامل عدة أبرزها حسم البطريرك الماروني نصر الله صفير بوضوح موقفه من نصاب الثلثين أول من أمس، ومواقف النائب سعد الحريري الأخيرة المؤكدة على التوافق والإجماع في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، «ما يلغي ضمناً التشبث بنصاب النصف زائداً واحداً»، اضافة الى المواقف التي أعلنها أمس كل من بان وموسى. وأكدت المصادر أن رئيس المجلس يعوّل على ما سيصدر عن بيان المطارنة الموارنة اليوم من تأكيد على نصاب الثلثين وإعلانهم دعم مبادرته، وأنه مستمرّ في تحرّكه تحت عنوان التوافق، ويعدّ بعناية للقاء البطريرك الماروني الذي قد يستقبل الحريري اليوم، من أجل الوصول الى مرحلة البحث في أسماء المرشحين. ولفتت المصادر الى تحركات لوسطاء وموفدين بين بكركي وعين التينة وقريطم، أبرزهم النائب ميشال المر.