strong>الثلاثاء حضور من دون نصاب وبعدها لقاءات لبري مع صفير والحريري واستئناف لحوار دون آمال كبيرة
يتجه لبنان غداً صوب مرحلة جديدة من التأزّم السياسي في ضوء فشل المساعي الاتفاق على رئيس جديد، ولن يتوافر نصاب الثلثين، ما يفرض على الرئيس نبيه بري تأجيل جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية الى موعد لاحق قالت مصادره إنه في السادس عشر من الشهر المقبل.
وبينما تحدث الرئيس أمين الجميل عن توافقه مع بري وقادة 14 آذار على تحويل جلسة الثلاثاء الى مناسبة لمشاورات بين رئيس المجلس ونواب من الأكثرية، بدأ النائب سعد الحريري الإعداد لزيارة له الى الولايات المتحدة الاميركية مطلع الشهر المقبل حيث يتوقع أن يستقبله الرئيس جورج بوش وكبار المسؤولين هناك. وتردد أن النائب وليد جنبلاط قد يرافق الحريري أو يلحق به، فيما ذكرت مصادر دبلوماسية عربية أن السعودية دعت حلفاءها في لبنان الى التروّي وتأجيل القرارات الى ما بعد عيد الفطر.

صفير

في هذه الأثناء جدد البطريرك الماروني نصر الله صفير تأكيده على وجوب توفير نصاب الثلثين لعقد جلسة انتخاب لرئيس الجمهورية. وقال صفير لـ«الأخبار» إن عدم إشارة النداء الاخير للمطارنة الى موضوع النصاب لا يعني موقفاً. وأضاف: «هل هناك لزوم للتكرار؟ أوضحنا أن الدستور ينص على الثلثين لدى اجتماع مجلس النواب، وأنه لا يلتئم إلاّ بالثلثين، ويصار إلى الانتخاب: فإمّا أن يفوز المنتخب بالثلثين وينتهي الأمر، أو لا يفوز بالثلثين، وإذذاك يمكن انتخاب الرئيس بالنصف زائداً واحداً. ويجب أن يبقى الثلثان حاضرين في المجلس أثناء الانتخاب. هناك ربما من القانونيين مَن يقول إن هذا الأمر ليس واجباً محتوماً».
ونفى صفير أن يكون النداء قصد الطائفة الشيعية عندما أشار الى أنه «إذا كانت كل طائفة كبيرة تحاول أن تهيمن على من سواها بما تقتني من سلاح وتحصل عليه من مال، من أنى جاء، وتبسط سيطرتها بالقوة والتخويف على أبناء وطنها، فلا نرى لهذا المرض من دواء». وأوضح أنه «ليس المقصود طائفة معيّنة بل كل الطوائف. ثمّة أطراف في كل الطوائف يسعون إلى بناء كيان يُظَن أنه مستقلّ عن سائر الطوائف، وهذا خطأ. إن الطوائف اللبنانية مجتمعة تكاد ألاّ تتمكن من بناء وطن، فكيف بها إذا تقسّمت؟».

جلسة الثلاثاء

وعلى صعيد التحضيرات لجلسة الغد، أفيد أمس أن الجيش اللبناني باشر وضع إجراءات أمنية تجعل منطقة المجلس منطقة أمنية تحت سيطرته تماماً، وهو سيتولى حماية النواب خلال انتقالهم الى المجلس، بينما يترك أمر المبنى ومحيطه المباشر الى شرطة المجلس، فيما جرت اتصالات مع قوى المعارضة لمنع أي تماسّ بين المعتصمين وسط بيروت والوفود النيابية، علماً بأن المعارضة تدارست أمس سبل تفعيل الاعتصام وزيادة عدد المشاركين فيه خلال الأيام القليلة المقبلة.
أما على الصعيد السياسي فإن الرئيس بري أبلغ «الأخبار» أن معلوماته حتى مساء امس كانت تفيد بأن الأمور سوف تسير على ما يرام متوقعاً عدم اكتمال النصاب، بينما دعا آخرون الى انتظار الموقف الذي سيعلنه قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي يعقد اليوم مؤتمراً صحافياً.
وسوف يكون بري في مكتبه في المجلس صباح الثلاثاء وسوف يستقبل النواب الوافدين، وينتظر حتى اكتمال نصاب الثلثين ليعلن فتح الجلسة أو تأجيلها الى وقت لاحق. وعلم أن بري سيبادر الى جولة واسعة من المشاورات يبدأها بلقاءين يعقدهما مع صفير والنائب سعد الحريري الذي يتوقع أن يبادر الى زيارته في مكتبه في المجلس غداً.
وكان اللقاء الذي عقده بري مع الرئيس أمين الجميّل قد شكل إعادة وصل سريعة لما انقطع في أعقاب جريمة اغتيال النائب أنطوان غانم. وتم التفاهم على إيجاد مناخ إيجابي يوم غد في المجلس، وأن يستقبل رئيس المجلس أركاناً في قوى 14 آذار بينهم مرشحون للرئاسة، وتبريد الأجواء بما يسمح باستئناف الحوار في الفترة الفاصلة عن موعد الجلسة الانتخابية الثانية.
وتفاهم بري والجميّل على أن يقوم كل منهما بالاتصالات لدى الفريقين لترطيب الأجواء. وأجرى الجميّل اتصالات مع الحريري وجعجع وجنبلاط وتبادلوا حركة الموفدين والرسائل كما فعل بري الذي تلقّى اتصالات من العماد ميشال عون وميشال المر وتبادل الرسائل مع السيد حسن نصر الله وقادة المعارضة التي التقى بعضاً من أركانها وأجرى اجتماعات داخلية للتشاور في الخطوات التي يجب اتخاذها بالشكل الذي تم التوافق عليه من دون مفاجآت.

الحريري

وبينما أعلن الوزير محمد فنيش أن نواب الحزب لن يحضروا جلسة الثلاثاء، قال الحريري في مأدبة إفطار امس في قريطم «إننا ذاهبون الى الجلسة بروح الحوار والتوافق، لفتح باب الحل ولكي يعود المجلس النيابي الى دوره في حماية لبنان والطائف، ومكاناً طبيعياً للنقاش والحوار والتوافق من أجل مصلحة لبنان وإحباط مخططات العدو الاسرائيلي ونظام بشار الأسد الارهابي، وهما حليفان موضوعيان في التآمر على لبنان وعلى عروبة لبنان».