القاهرة ــ خالد محمود رمضان
قالت مصادر مصرية مطّلعة أمس إن الرئيس المصري حسني مبارك تداول مع عدة شخصيات عربية في سبل توفير الحماية للنواب اللبنانيين تمهيداً للاستحقاق الرئاسي المرتقب. وأضافت إن مبارك عرض مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي اتصل به أمس، ومع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، أفكاراً مماثلة، واقترح عقد لقاء بين رؤساء أجهزة الأمن المعنية في الدول الثلاث لبلورة خطة قد تنضم إليها لاحقاً بعض الأطراف الغربية الصديقة للبنان مثل فرنسا وإيطاليا لتوفير الضمانات الأمنية التي تكفل للنواب أداء عملهم في هدوء وأمان.
وأوضحت المصادر أن الفكرة المصرية كانت تقوم أساساً على تدريب وحدة لبنانية خاصة مشتركة من قوات الشرطة والجيش، يساعدها خبراء أمنيون عرب. ولفتت الى أن هذه الفكرة «لا تزال قائمة»، وأن جريمة اغتيال النائب أنطوان غانم «قد تعيدها مجدداً إلى دائرة الضوء».
من جهته، دعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس الدول العربية الى أن «تأخذ زمام المبادرة»، لتأمين الحماية لنواب «الأكثرية». وقال في مقابلة مع قناة «العربية» إن «هناك من يقوم بقتل النواب للتأثير على العملية الانتخابية الرئاسية» في لبنان.
ورداً على سؤال عمّا اذا كانت المملكة تؤيد تدخلاً دولياً لحماية النواب اللبنانيين قال الفيصل: «أعتقد أن على الدول العربية أن تأخذ زمام المبادرة في هذا الموضوع». وأضاف «ما يحصل في لبنان مأساة (...) هناك من هو مصمّم على قتل النواب اللبنانيين للتأثير على عملية الانتخابات الرئاسية (...) وهذا أمر مقلق». ووصف اغتيال غانم بأنه «جريمة شنعاء وآثارها أكبر من شناعتها الفردية على أُسر المفقودين لأنها تهدّد بتدمير بلد بكامله (...) وبالتالي أي دعوة للدول العربية للنظر في هذا الموضوع نحن نؤيدها بشكل كامل».
وعن احتمال تدويل الانتخابات الرئاسية في لبنان قال الفيصل: «الأمر يعود إلى اللبنانيين، وهم يعرفون إذا كان هذا الأمر يتماشى مع الدستور، إلّا أنني لا أعتقد أن هذا من الحلول الدستورية للبنان». وهل تؤيد المملكة وصول رئيس توافقي في لبنان، قال: «هذا ما نتمنى أن يحصل، أن يصل رئيس توافقي، وهذا ما نعتقد أن الجميع يسعى إليه».