strong>بـرّي والحريـري يبـدآن نقاشـاً مفتـوحاً حول المواصفات السياسـيّة والأسـماء... وعـون يدعـو لطـاولة حـوار
مرّ يوم 25 أيلول عادياً بارداً خالياً من أي مفاجآت. والتسوية التي جرت خلال ساعات مساء الاثنين أتاحت بروفة لهدوء كان ظاهراً في مصافحات نواب السلطة والمعارضة مصحوبة بابتسامات صفراء. والتطوّر الوحيد الذي صار مادة متابعة السياسيين والإعلاميين كان الحوار الذي انطلق أمس بين الرئيس نبيه بري ممثلاً المعارضة والنائب سعد الحريري ممثلاً فريق 14 آذار. وسوف ينحصر البحث عملياً في المواصفات السياسية للرئيس المقبل وسلة من الأسماء التي يجري التشاور في شأنها مع البطريرك الماروني نصر الله صفير والقادة الآخرين.
وبعد وقت قصير من حشد «كشافة 14 آذار» من النواب الذين لفوا أعلاماً حمراء وبيضاء حول أعناقهم وحملوا أعلاماً لبنانية وصور الشهداء من النواب، برز حضور «رقابي» لنواب من كتل المعارضة، قبل أن يعلن الرئيس بري أن «العرض المسرحي انتهى» داعياً الى جلسة ثانية في 23 تشرين الأول المقبل. وهو أبلغ النواب الذين التقاهم بعد تأجيل الجلسة أنه «باتت لدينا فرصة من شهر للوفاق، ويجب أن نتآزر جميعاً للوصول إليه».
ونقل زوار بري ارتياحه الى أجواء لقاءيه مع الحريري، كاشفاً أن الأخير أكد له «أن علينا أن نعمل معاً من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي بإجماع أو شبه إجماع». وأشار بري الى أن هذا الموقف يتعدى التوافق الذي ترمي إليه مبادرته. وقال إنه أبلغ الحريري أنه يحاول إعداد لائحة بأسماء المرشحين الرئاسيين التوافقيين تمهيداً لمناقشتها مع كل الكتل النيابية. وأشار الى أنه اتفق مع الحريري على جلسة طويلة تعقد بينهما في أي وقت من أجل البحث في كل التفاصيل.
أما الحريري فأعلن أن «الأجواء إيجابية وتوافقية، وسنكون على اتصال مع الرئيس بري ومع الأفرقاء الآخرين في الكتل النيابية الاخرى، ونتمنى أن يوفقنا الله، وأنا متفائل». ومساءً أكد الحريري خلال إفطار أقامه على شرف العائلات الصيداوية «أن الاكثرية النيابية نزلت اليوم الى المجلس النيابي لتأكيد التزامها الأصول الدستورية والقانونية، وهي نزلت بكامل عددها لتقول بالفم الملآن، إن الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية مرفوض، وإن الالتزام بإجراء الانتخابات الرئاسية ضمن المهلة المحددة التي نص عليها الدستور هو عهد والتزام لن نتخلى عنه». وفي حديث أدلى به الى قناة «فوكس نيوز» الاميركية قال الحريري «يمكننا عبر هذا الحوار أن نجد رئيساً لكل لبنان ولجميع اللبنانيين، لأن لبنان من دون رئيس سيدخل الجميع من دون استثناء في وضع خطير جداً وهذا الامر لن يكون في مصلحة أحد».
من جانبه قال العماد ميشال عون إن مواقف فريق 14 آذار لا تعبّر عن واقع الامر، ودعا رؤساء الكتل النيابية كافة الى الجلوس على طاولة حوار للتوافق على الرئيس المقبل. وأطلق عون مبادرة إنقاذية عنوانها الرئيس «المصارحة والحوار» في أي مكان: مناظرة تلفزيونية أمام اللبنانيين، غرفة مغلقة في الرابية أو في منزل صديق أو في مجلس النواب «أو في أي مكان يريدونه»، مشترطاً التوقيع على كل ما يُتفَق عليه لأن «السجال الطويل لن ينفع». وأعلن استعداده للانفتاح على الجميع وأنه يستطيع التوقيع «من دون إحراج أو العودة الى أحد».
أما النائب وليد جنبلاط فقد تولى التصعيد كما هي العادة، رافضاً الحوار «مع القتلة» قبل أن يعلن لاحقاً أنه «كان بمقدورنا أن ننتخب رئيساً بالنصف زائداً واحداً لكننا لم نرغب في إحداث نزاع دستوري وأردنا إعطاء فرصة من أجل التوافق واحترام إرادة البطريرك نصر الله صفير».
أما قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع فرأى أن بري كان امس «مخيّباً للآمال» لكنه استدرك قائلا: «العتب هو على قدر المحبة لأنه أعلن رفع الجلسة بسبب عدم اكتمال النصاب، فأي نصاب يتحدث عنه؟» وأضاف أن بري «لا يستطيع أن يقرر وحده موضوع النصاب، فإذا كان عنده رأي مغاير لرأينا في هذا الموضوع، كان عليه أن ينزل الى الجلسة والهيئة العامة هي التي تقرر في نهاية المطاف ما هو النصاب». ووصف زيارة بري للبطريرك صفير بأنها «كانت بروتوكولية لا أكثر ولا أقل».

بان كي مون وباريس

ومن جهة ثانية عبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أمله «أن يتمكن الشعب اللبناني عبر المصالحة الوطنية من الحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي من خلال انتخاب رئيسهم الجديد وفقاً لعمليتهم الدستورية». وقد التقى بان امس رئيس الجمهورية إميل لحود. وفهم أن اللقاء تركز على إيضاح رؤية الرئيس للوضع في لبنان، مع تأكيد الأمين العام على استمرار وحدة لبنان وسلامته واستقلاله واستبعاد فكرة الحكومتين والتشديد على العملية الدستورية السليمة في الانتخابات الرئاسية.
أما باريس فقد عبّرت عن أملها أن «تسمح مهلة الشهر الجديدة لمجمل اللاعبين السياسيين اللبنانيين بمواصلة حوارهم من أجل التوصل الى انتخاب رئيس يحقق تأييداً واسعاً حوله ضمن المهل المحددة وبما يتطابق مع النصوص الدستورية».