الحريري يزور عون ويستعدّ لزيارة واشنطن... وجنبلاط وجعجع يخيّران اللبنانيين بين نسيب لحود أو بطرس حرب
يزور النائب سعد الحريري اليوم العماد ميشال عون في إطار المشاورات الجارية في شأن الملف الرئاسي. وبحسب المتابعين فإن اللقاء الذي كان قد تم الاتفاق عليه قبل بضعة أسابيع تأخر لأسباب كثيرة، من بينها أن مشروع التوافق الرئاسي لم يكن وارداً لدى فريق 14 آذار، علماً بأن معلومات مصادر قيادية في المعارضة تنفي التوصل إلى أي نتيجة إيجابية في الحوارات الدائرة الآن، وتنفي أن يكون البحث بين الرئيس بري والحريري قد تطرّق إلى الأسماء.
من جهة ثانية، تبلّغ الرئيس بري أن النائب وليد جنبلاط وقائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع ومسيحيي 14 آذار يرفضون اختيار رئيس من خارج الفريق، وأن أي نقاش يجب أن يظل محصوراً في الاتفاق على برنامج سياسي يحمله أحد مرشحي فريق الأكثرية، وأن المشاركة الكاملة تتم في الحكومة التي تؤلّف بعد الانتخابات الرئاسية والتي تتمثّل فيها المعارضة بكل أطيافها، وهو الأمر الذي ردّ عليه بري بأنه إشارة سلبية ولا يشير إلى احتمال توافق في وقت قريب.
ومع ذلك فإن بري أصرّ على إشاعة المناخ التفاؤلي، ورأى أن بقاء مواقف البعض على حالها مردّه إلى «مقتضيات التفاوض» مشيراً إلى «أننا لم نبدأ بعد بمقاربة الأسماء التوافقية». وقال: «الجميع مسلّمون بأن لا مخرج إلا بالتوافق، وما دامت إرادة التوافق موجودة فالوقت لا يهمّ، علماً بأنّنا مستعجلون إنجاز الاستحقاق الرئاسي لتجنيب البلاد الدخول في أي محظور في ضوء ما يحصل في المنطقة من توتّرات واهتزازات».
وفي ضوء ذلك بدأت الأنظار تتّجه إلى واشنطن على أثر إعلان البيت الأبيض مساء أمس، أن الرئيس الأميركي جورج بوش سيجري الخميس المقبل محادثات مع الحريري الذي أكّد في إفطار لعائلات شمالية مساء أمس أنه «لا أحد يريد الفراغ في قصر بعبدا، ما عدا قصر المهاجرين»، مشيراً إلى «أن مشروع الفراغ في رئاسة الجمهورية هو مشروع نظام واحد وحيد ومعروف، وهو نظام تشير إليه كلّ أصابع اللبنانيين وكل أصابع المجتمع العربي والإسلامي والدولي».
وكان الحريري قد عرض ترتيبات زيارته لواشنطن في جانب من لقاء عقد أمس في قريطم مع السفير الأميركي جيفري فيلتمان الذي قال: «كلّما حصد الرئيس الجديد دعماً أكبر استطاع أن يكون أقوى، ولا سيما في إدارة مستقبل البلاد»، ورأى «أن الرئيس برّي وقوى 14 آذار وميشال عون مدعوون إلى حوار صادق ونقاش حقيقي في شأن اختيار الرئيس الجديد، وإني أثق بأنّكم قادرون على انتخاب رئيسكم ضمن المهلة الدستورية، ووفقاً للأصول الدستورية ومن دون أيّ تدخّل خارجي حيال نوابكم».
في ظل هذه الأجواء تحرك امس موفدو بري في اتجاه أركان الموالاة والمعارضة للوقوف على آرائهم في سبل التوصل الى المرشح التوافقي وما يرشحون من أسماء في هذا الصدد فزار النائب علي حسن خليل العماد عون والوزير السابق سليمان فرنجية، والى معراب توجه النائبان علي بزي وميشال موسى واجتمعا بجعجع، على أن يزور النواب أنور الخليل وأيوب حميد وناصر نصر الله النائب جنبلاط.
جنبلاط وجعجعوكان جنبلاط قد أوفد أمس النائب وائل أبو فاعور الى البطريرك الماروني نصر الله صفير. وقال بعد اللقاء: «نحن لا نرى أن هناك أفقاً لتسوية نتيجة الاستحالات الاقليمية المحيطة بلبنان ونتيجة انشداد البعض في البلد، وتحديداً من 8 آذار، الى تلك الحسابات الاقليمية على حساب التفاهم الداخلي والمصالح الداخلية اللبنانية». وأكد رفض 14 آذار انتخاب رئيس من خارجها وقال: «نحن نلتزم التصويت لمرشحي 14 آذار. وهناك نسيب لحود وبطرس حرب وغيرهما، وأي تسويات أو أسماء أخرى نحن لن ندخل فيها، وسنصوّت فقط لمرشحي 14 آذار».
أما جعجع فقد أكد أمام موفدي بري أن فريق 14 آذار يريد الخروج من الأزمة القائمة، ولو لم تكن لديه هذه الإرادة لكان سمّى مرشحاً واحداً لرئاسة الجمهورية وتمسّك به. ولذلك فإننا نعطي فرصة للمساعي الجارية». وأشار الى ان النائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود «هما المرشحان التوافقيان لدينا». ولمس الوفد لدى جعجع رفضاً للبحث في أي أسماء اخرى. وإذ أكد أنه يفوّض إلى النائب الحريري التفاوض مع الرئيس بري قال «إن هذا التفويض موجود ولكن لنا رأينا».