بين التخبّط الداخلي الذي تعاني منه الحكومة العراقية، ومؤشّرات الحلحلة التي تظهرها كل من واشنطن وأنقرة وطهران ودمشق في الشأن العراقي، يأمل نوري المالكي أن يحمل مؤتمر دمشق اليوم، توافقاً أمنياً حول بلاده، يسمح لجولته الدبلوماسية على تركيا وإيران بأن تجني الحدّ الأقصى من المكاسب السياسية (التفاصيل).ويجتمع في دمشق اليوم، أعضاء اللجنة الأمنية التي انبثقت عن مؤتمر الجوار العراقي الذي عُقد في شرم الشيخ في أيار الماضي، في ظلّ مشاركة أميركية لافتة، وصفها دبلوماسي في العاصمة السورية، بـ«الرسالة الإيجابية والقوية تجاه دمشق».
وقال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة، زلماي خليل زاد، لـ«الأخبار»، إنّ «هذه اللجنة الأمنية ستبحث اليوم مسألة عبور المقاتلين الأجانب والأسلحة للحدود العراقية ـــــ السورية، وفي السياق، نقلت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية عن مسؤول إيراني رفيع المستوى قوله إنّ طهران تشعر أنّه من الممكن أن تثمر الاجتماعات الأميركية ـــــ الإيرانية حول أمن العراق لأنّ «حسابات واشنطن باتت قريبة من قبول حقيقة وجود حكومة يقودها الشيعة في العراق رغم أنها تقابَل بمعارضة النظام العربي السنّي وخصوصاً السعودية». أما صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية فقد حذّرت من جهتها من تصاعد القتال الداخلي بين الميليشيات التابعة للأحزاب الشيعية الرئيسية في مدينة البصرة الجنوبية، سعياً لفرض سيطرتها السياسية والهيمنة على المصادر النفطية. وتوقّعت الصحيفة أن يمتد الصراع المسلّح الشيعي ـــــ الشيعي إلى داخل الحكومة العراقية ودول الخليج لاحقاً بعد الانسحاب الأميركي من البلاد.
وفي أنقرة، اتفق المالكي، الذي يزور طهران اليوم، على التعاون مع الأتراك في مواجهة ما سمّاه للمرة الأولى رسمياً «إرهاب» حزب العمال الكردستاني.