ثلاث آليات للجيش اللبناني، كانت أول الحضور إلى الاعتصام التضامني الذي دعا إليه اللقاء الإعلامي اللبناني وناشطون من المجتمع المدني، مع جريدة «الأخبار» عصر أمس، ضد اتهامات وتهديدات السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، لها. حركة الدعوات التي نشطت على مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم السبت، أثمرت عشرات المتضامنين في باحة سنتر الكونكورد في فردان، حيث تقع مكاتب الجريدة. جلّهم من القراء الذين ليست لهم مناصب أو مصالح أو مصادر تمويل.
بحماسة، نزلوا إلى الميدان وأخذوا يستدلون على كتّاب «الأخبار» والعاملين فيها، ليلقوا التحية أو ليلتقطوا الصور و»السيلفي». وإن لم يفعلوا مباشرة، استحدثوا لأنفسهم منابر خاصة على صفحاتهم، لنقاش السلوك السعودي بحد ذاته. كان تضامنهم ناصعاً بدافع من مبادرة فردية بريئة. شيب وشبان وشابات ومناضلون ومناضلات وطلاب وطالبات لبنانيون وعرب... وجدوا أنفسهم في الباحة، يتحلقون حول أسرة «الأخبار». لم يكن من بينهم عنصر استثنائي. كانوا متجانسين. أما هي فازدانت بهم، إذ «كما يكونون تكون الأخبار». لكن الحاضرين بكمهم ونوعهم، سلّطوا الضوء على الغائبين. ما هو عذرهم؟ هل المشكلات الفردية مع «الأخبار»، إن وجدت، أهم من التضامن الإعلامي ضد أي تهديد ووعيد؟ عدد من الزملاء شارك بصفته الشخصية وليس ممثلاً لمؤسسته. فيما حضر سياسيون وأحزاب وهيئات. وتحدث الزميل فيصل عبد الساتر باسم المتضامنين، مشيراً إلى أن تصريح عسيري «تجاوز لكل الخطوط الحمراء التي تمس بأساس من أسس الصحافة اللبنانية»، ووضعه برسم نقابتي الصحافة ونقابة المحررين وتجمع الوسائل الإعلامية على اختلاف أطيافها «ولا عذر لأحد لأن يكون خارج التأييد للجريدة في مواجهتها لهذا السفير وما يمثله من افتراءات على الجريدة».
من جهتها، نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع أصدرت بياناً قالت فيه إن «من حقوق اللبنانيين إبداء آرائهم بكافة الوسائل المشروعة، بالأخص تجاه القضايا التي تتعلق بمستقبل المنطقة وترتبط بمصيرهم على أرضهم». ووجدت النقابة أن تصريح عسيري «خروج عن الممارسة الديبلوماسية السعودية العلنية في لبنان»، متسائلة: «ماذا لو نفذ لبنان سياسة المعاملة بالمثل وأدلى سفيرنا في السعودية بمثل هذه المواقف تجاه أي شخصية أو مؤسسة سعودية عامة أو خاصة؟». بيان النقابة كان منفرداً. لم يدعم ببيانات مماثلة من المعنيين، نقابتي الصحافة والمحررين ووزارة الإعلام... قد تكون عطلة الأعياد قد انسحبت على المواقف والآراء.