أسبوع آخر تدخله البلاد والأزمة بين الموالاة والمعارضة في مراوحة. وما يصدر من مواقف يشير إلى أنّ فرص التسويات لا تزال ضئيلة، إن لم تكن معدومة، على رغم الآمال الكبيرة المعقودة على المبادرة التي يعدّها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وكان بري قد بعث مع السفير الأميركي في بيروت جيفري فيلتمان بثلاثة أسئلة إلى وزيرة الخارجية الأميركية كدوندوليزا رايس عن الاستحقاق الرئاسي تضمّنت الآتي:1ـــــ ما هو موقف واشنطن من النصاب القانوني، وهل ستدعم خيار النصف + 1؟
2ـــــ ما هو موقف واشنطن من تعديل المادة 49 من الدستور؟
3ـــــ هل تدعم واشنطن رئيساً توافقياً أم رئيساً يمثّل فريقاً معيّناً؟
وقال قطب معارض لـ«الأخبار» إنّ الموالاة، من خلال ما يصدر عن أركانها من مواقف، تبدو متّجهة الى انتخاب رئيس بالأكثرية المطلقة، وسيكون هذا الرئيس «رئيساً قرصاناً يفرض شرّه على الآخرين»، حسبما سمّاه بري. وأضاف القطب أنّ برّي سيبذل جهداً كبيراً في إطار مبادرته، ولكن قبل كل شيء ينبغي معرفة ما هو الإيعاز الأميركي للموالاة حول طبيعة التعاطي مع هذه المبادرة، وتالياً حول ملفّي حكومة الوحدة الوطنية وانتخابات رئاسة الجمهورية، وهما لبّ مبادرة رئيس المجلس.
وجزم القطب بأن هذا الفريق لن يوافق على تأليف حكومة الشراكة الوطنية. وكشف أن المعارضة تعقد حالياً اجتماعات حثيثة ثنائية وجماعية تدرس خلالها كل الخيارات التي ستتخذها إذا لم يقبل الفريق الآخر بالشراكة والتوافق. وأشار الى أن تصاعد الأزمة بين السعودية وسوريا يكشف أنها لم تهدأ يوماً، وأن التصريحات الأخيرة التي صدرت عن الجانبين جاءت لتكشف ما في القلوب.
إلى ذلك، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أمس: «نحن نريد إدارة البلاد بالشراكة، لأننا لم نعد نأمن على قرار واستقرار وسيادة وأمن البلاد من الفريق الملتزم بمنهجية التفرد والاستئثار والتواطؤ مع من يريدون فرض الوصاية على لبنان، وحقنا في الشراكة حق طبيعي والشراكة لم تعد مطلباً لنا كمعارضة وإنما اصبحت حاجة وطنية ضرورية لحفظ المؤسسات الدستورية في البلاد ولقطع الطريق أمام زعزعة الاستقرار».
البارد
من جهة أخرى، واصل الجيش اللبناني على جبهة نهر البارد تنفيذ خطة جديدة بدأها قبل 4 أيام للسيطرة على مخيم نهر البارد كلياً والقضاء على تنظيم «فتح الإسلام»، حيث قامت الطوافات العسكرية بطلعات عدة في اليومين الماضيين، وألقت صواريخ جو ـــــ أرض، وقنابل تزن قرابة 400 كلغ، مستهدفة مواقع المسلحين في محيط مبنى التعاونية، وملاجئ سعسع وأبو عمار والشيخ ديب، مطلقة أكثر من تسعة صواريخ انفجرت بمجملها داخل هذه المواقع. كما دارت اشتباكات عنيفة منذ صباح أمس، استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة على كل من المحور الشمالي والغربي والجنوبي.
صيدا
على صعيد آخر، أفاد مراسل «الأخبار» في صيدا خالد الغربي أنه في إطار الاتصالات والمساعي الجارية في مخيّم عين الحلوة بين القوى والفصائل الفلسطينية لتثبيت الأمن في المخيم ولمنع حصول اختراقات أمنية في أدق مرحلة تمر بها الساحتان اللبنانية والفلسطينية، ينفذ مئة عنصر من الكفاح المسلح الفلسطيني اليوم عملية انتشار في مختلف أحياء وأزقة مخيم عين الحلوة، بما فيها معاقل القوى الإسلامية.
وكشفت مصادر فلسطينية أن خطة انتشار عناصر الكفاح المسلح بموافقة القوى الإسلامية جاءت تتويجاً لسلسلة اجتماعات عقدت بعد تعيين العميد منير المقدح قائداً عاماً لوحدات منظمة التحرير الفلسطينية وحركة «فتح» في مخيم عين الحلوة. وأضافت ان هذا التطور تم أيضاً بناءً على إجماع كل القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية الممثلة في لجنة المتابعة الفلسطينية الوطنية والاسلامية، وستكون مهمة القوة التي ستنتشر في عين الحلوة بإشراف العقيد محمد علي، مسؤول الكفاح المسلّح، الحفاظ على الأمن والنظام ومنع الإخلال بهما وملاحقة المخلّين وتنظيم السير. وسيأتي هذا الانتشار على شكل دوريات مكثّفة في مختلف شوارع المخيم، إلى جانب نقاطه الثابتة عند مداخله.