واشنطن ـ محمد سعيد
تتزامن الزيارة الأولى لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي إلى العاصمة السورية دمشق، اليوم، والتي تستمر 3 أيام، مع أجواء «يأس» تظهر في أروقة الإدارة الأميركية حيال قدرته، والفريق السياسي المحيط به، على إحراز تقدّم في العملية السياسية والمصالحة الوطنية في العراق، حيث تُطرَح أسماء للحلول مكان المالكي، بعد عام ونيّف قضاها في الحكم، وهي فترة تنظر إليها إدارة الرئيس جورج بوش كحقبة «سوداء» فشلت خلالها الطبقة السياسية العراقية في تنفيذ الالتزامات التي تعهّدت بها أمام واشنطن.
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فإنه على الرغم من أنّ المسؤولين الأميركيين يتفادون حتى الآن المطالبة علناً باستبدال المالكي، مع فقدانه دعم أحزاب شيعية وسنية كبيرة في البرلمان والحكومة العراقيّين، غير أن هذا لا يمنعهم من وصفه في مجالسهم الخاصة بأنه «شخصية فاشلة ومصابة بجنون العظمة».
وترى مصادر أميركية مطّلعة أن بقاء المالكي في منصبه حتى الآن، يعود في جانب أساسي منه، إلى عدم قدرة الأميركيين أو العراقيين على الاتفاق على الشخصية البديلة.
وفي هذا السياق، ذكرت «نيويورك تايمز»، أمس، أن الساسة الأميركيين يشكون من عجزهم على استبدال المالكي، غير أنهم يؤكدون أنّ «الاجتماعات التي يعقدها رئيس الحكومة مع القادة السياسيين في الفترة الأخيرة، هي الفرصة الأميركية الأخيرة له ولحكومته لكي يثبتوا وجودهم قبل استبدالهم بطاقم جديد».
وذكرت الصحيفة أن البديلين المتاحين مكان المالكي، هما: نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي، القيادي في «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق»، ورئيس الحكومة العراقية الأسبق إياد علاوي، في ظل انعدام حماسة أميركية تجاه الشخصيتين، بسبب علاقات عبد المهدي القوية بإيران من جهة، وغياب علاوي عن العراق حيث يقضي معظم وقته في الأردن ولندن من جهة ثانية.
ويترافق مع الجدل الدائر حول جمود العملية السياسة في العراق وفشل حكومة المالكي أمنياً، تزايد جهود قوات الاحتلال في ما بات يُعرَف بـ«عرقنة الحرب» على العراق، إذ ذكرت صحيفتا «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» أمس أن الولايات المتحدة تموّل تجنيد ودفع رواتب للعرب السنّة لحماية المناطق السكنية وسط البلاد، في محاولة لتعميم تجربة مجلس عشائر الأنبار، التي تمثّل النجاح الوحيد الذي حقّقه الاحتلال بعد أربعة أعوام من الغزو.