واشنطن ــ محمد سعيد
يسود الاعتقاد في واشنطن وعواصم عربية حليفة لها بأن استراتيجية الرئيس الأميركي جورج بوش لنشر الديموقراطية قد تلاشت، وأن أقوى دليل على ذلك ظهر خلال مشاركة سيد البيت الأبيض في مؤتمر الديموقراطية في العاصمة التشيكية، براغ، في شهر حزيران الماضي حين بدا عليه «الإحباط»، بعدما سبق له أن كرّس رئاسته لتحقيق هدف «القضاء على الطغيان في عالمنا».
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» أمس، في تقرير مطوّل احتل صدر صفحتها الأولى، إن «بوش يشعر وكأنه منشقّ مع أفول استراتيجيته لنشر الديموقراطية». ونقلت عنه قوله للمعارض المصري سعد الدين إبراهيم، أثناء لقائه بقادة المعارضة من المجتمعات التي تخضع لأنظمة حكم استبدادية، «لستم وحدكم المنشقين. فأنا بدوري منشقّ مثلكم في واشنطن. فالبيروقراطية الأميركية لا تساعدني في إحداث التغيير المنشود. لقد نجح الرئيس المصري حسني مبارك على ما يبدو في إخضاعهم لعملية غسيل دماغ».
وقالت الصحيفة إن بوش تعهد للمنشقين والمعارضين بأن يصدر أوامره للسفراء الأميركيين في الدول غير الديموقراطية بعقد اللقاءات معهم، غير أن وزارة الخارجية الأميركية لم ترسل هذه الأوامر للسفراء، إلا بعد شهرين من انعقاد المؤتمر.
وترى غالبية النشطاء والمسؤولين الأميركيين، وحتى مساعدي بوش في البيت الأبيض، بحسب الصحيفة نفسها، أن مشروع الرئيس الأميركي لنشر الديموقراطية حول العالم «توارى في المتاهة البيروقراطية والجيوسياسية. وعلاوة على ذلك، فإن العديد من المسؤولين في حكومة بوش لم يشغّلوا أنفسهم قط بهذه الفكرة، وقد وصل الأمر ببعضهم، وبالأخص نائب الرئيس ديك تشيني، إلى العمل على تقويض هذه الفكرة من الأصل وعدم وضعها موضع التنفيذ».
وتشير الصحيفة إلى أن فكرة نشر الديموقراطية أصبحت على قدر من الارتباط برئيس غير محبوب من شعبه، لدرجة جعلت المرشحين لخلافته يسارعون إلى التبرّؤ منه ومن فكرته.