لم يدم تخلّي الرئيس الأميركي جورج بوش عن نوري المالكي أكثر من 24 ساعة، كانت كافية لدفع رئيس الحكومة العراقية، الذي اختتم زيارته الأولى لدمشق، إلى توجيه ردٍّ يُعَدّ غير مسبوق ضدّ الإدارة الأميركية التي فقدت أمس 15 من جنودها في العراق، بينهم 14 في تحطم مروحية شمال البلاد (التفاصيل)وأعاد بوش أمس دعمه للمالكي، الذي وصفه بأنه «الرجل الطيّب الذي يواجه تحدّيات صعبة»، مؤكّداً إصراره على البقاء في العراق «حتّى النصر»، وذلك غداة تعليقات أدلى بها إلى جانب السفير لدى بغداد ريان كروكر وعضو بارز في الكونغرس، فُسِّرت على أنها دعوة لإطاحة رئيس الحكومة العراقية.
وفي شأن احتمال استبداله، أوضح بوش أنّ «الأمر لا يرجع إلى الساسة في واشنطن، فهو متروك للشعب العراقي الذي يعيش الآن في ظل الديموقراطية لا الديكتاتورية».
في المقابل، انتهز المالكي فرصة وجوده في دمشق، حيث أنهى زيارته التي أجمع بيان ختامي مشتَرَك على نجاحها نظراً للتعهّدات الأمنية السورية والاتفاقات الاقتصادية التي وُقِّعت، ليشن هجوماً على الانتقادات الأميركية، التي رأى أنها «تأتي في سياق الانزعاج من زيارته إلى سوريا»، مشدّداً على أنه لا أحد «يضع لحكومته جداول زمنية إلا الشعب العراقي».
وفي بغداد، رفض الرئيس جلال الطالباني اقتراح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بتنظيم حوار عراقي ـــــ عراقي قريب في باريس، التي ردّ شركاؤها في الاتحاد الأوروبي بحذر على دعوة رئيس الدبلوماسية الفرنسية إلى أن تؤدي أوروبا دوراً أكبر في العراق.