strong>استئناف المواجهات في نهر البارد... ووساطة لإخلاء جرحى فتح الإسلام بعد المدنيين
الخلاصة التي خرج بها الموفد الفرنسي جان كلود كوسران إلى بيروت بأن الهوّة بين فريقي الموالاة والمعارضة «تزداد اتّساعاً»، فرضت نفسها كواقعة تحكم مسار الأمور في البلاد على خلفية التصعيد الكبير الذي تقوده قيادة فريق 14 آذار، والذي يترافق مع بدء قيادات بارزة في المعارضة اجتماعات تمهد للقاءات على مستوى القمة بهدف وضع برنامج عمل لمواجهة احتمال لجوء فريق الاكثرية الى انتخاب رئيس للجمهورية من خارج نصاب الثلثين.
وتحدث زوار مرجع كبير عن موجة من الإحباط تسود جميع المعنيين بالشأن العام، وخصوصاً أنه لا يوجد الآن من يقدر على فتح كوة في الجدار المرتفع بين القوى اللبنانية، وأن الجميع ينتظرون حصول تطور إقليمي من شأنه إحداث انعطافة في المسار الذي تسلكه الأمور في لبنان.
وعلمت «الأخبار» من مصادر مطّلعة أن كوسران الذي سيزور واشنطن قريباً، تلقى من بعض الأطراف نصائح لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بأن لا يزور بيروت مجدداً إلاّ في ختام جولة يقوم بها على المنطقة، وأن يتوسّط تحديداً بين دمشق والرياض من أجل إنهاء الاحتدام القائم بينهما، لأن استمرار الأزمة بينهما وتفاقمها من شأنه أن ينعكس سلباً على مستقبل الوضع اللبناني.
وأضافت هذه المصادر أن كوسران حمل أيضاً نصيحة تدعو كوشنير إلى زيارة دمشق ومخاطبتها بلغة لطيفة بعيدة عن لغة التهديد التي تخاطبها بها دول أوروبية والولايات المتحدة الأميركية، وعدم فرض شروط عليها بحيث يقام حوار معها لأنها دولة لها مصالح ولفرنسا مصالح في المقابل.
ويترقب كثيرون في لبنان، الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم في مؤتمر السفراء الفرنسيين الذي يجمع 185 سفيراً لفرنسا في العالم، ويتناول في جانب منه المبادرة الفرنسية الخاصة بلبنان، حيث سيتحدث عمّا توصّلت إليه هذه المبادرة وسياسة فرنسا إزاء لبنان عموماً.
وصرّح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في مقابلة مع صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية بأنه «إذا لم تضع سوريا عراقيل في وجه سيادة لبنان والانتخابات الرئاسية التي يفترض أن تجري بين 24 أيلول و24 تشرين الثاني فإن انفتاح فرنسا على دمشق سيكون كبيراً». وأضاف «لكن من أجل هذا، نحن بحاجة الى ضمانات».

جنباط ومبارك

في هذه الأثناء واصل النائب وليد جنبلاط حملته على أي مشروع للتسوية بما خص الملف الرئاسي. ودعا الى انتخاب «الشخص الذي يلتزم بكل القرارات الدولية واتفاق الطائف والمحكمة الدولية». ونسب الى القيادة المصرية مواقف من التطورات اللبنانية قائلاً «في اللحظة الاولى التي قابلته فيها في شهر شباط 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري قال لي الرئيس حسني مبارك: «لا تخف سينسحب بشار وسيُحاسب»، كان هذا الكلام قبل يوم من اجتماع القمة العربية في الجزائر، انسحبوا وتبقى المحاكمة ولتأت العدالة».

نهر البارد

الى ذلك تواصلت المعارك عنيفة في نهر البارد، وأعلن الجيش اللبناني سقوط المزيد من الشهداء، بينما سعت رابطة علماء فلسطين الى تحريك وساطة تهدف الى إخلاء نحو أربعين مصاباً من عناصر فتح ـــــ الإسلام، في وقت أشرف فيه قائد الجيش العماد ميشال سليمان على تحضيرات لإعادة تشغيل طائرات حربية من نوع «هوكر هنتر» لكي يكون لها دورها في المعارك التي باتت منحصرة الآن في حيّ ضيّق يتحصّن فيه المقاتلون في ملاجئ خاصة.
وأعلن عضو «رابطة علماء فلسطين» الشيخ محمد الحاج أنه تلقى اتصالاً من الناطق باسم «فتح ـــــ الإسلام» أبو سليم طه يتمنى فيه عليه التوسط لدى الجيش اللبناني، لإخراج جرحى «فتح ـــــ الإسلام» من مخيم نهر البارد.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية أن الجيش وافق على طلب «فتح ـــــ الإسلام» ولكن ترتيبات الإجلاء من مخيم نهر البارد لم تستكمل بعد. وقال مصدر عسكري إن «الجيش ليس لديه مانع من السماح لمن يريدون تسليم أنفسهم بأن يغادروا (المخيم)».
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدرعسكري قوله إن «الضربات ستكون اقسى. من قبل كانت هناك تحفظات والآن لم تعد هناك أي تحفظات».