فيلتمان عند بري اليوم و14 آذار تُعدّ لتحرك جماهيري «لتوفير غطاء شعبي للرئيس المقبل»
تصرفت قيادات 14 آذار أمس براحة توحي أن الدعم الدولي، والأميركي تحديداً، بات مفتوحاً من أجل الإقدام على انتخاب رئيس للجمهورية من صفوفه، بصرف النظر عن النصاب أو عن مكان عقد الجلسة، وهو ما أوحى به النائب وليد جنبلاط بالقول إن «من حقنا أن نجتمع حيث نشاء لانتخاب رئيس». واستبق المبادرة التي قد يقترحها الرئيس نبيه بري غداً بالتشديد على أن «من غير الممكن الوصول إلى تسوية تحفظ الكيان مع القسم الأكبر من المعارضة».
ومن المقرر أن يكون الموضوع مدار بحث اليوم خلال استقبال الرئيس بري السفير الأميركي جيفري فيلتمان الذي نسب إليه الوزير مروان حمادة قوله إن الموقف الأميركي «أسوة بالمواقف الفرنسية والعربية الأخرى، يعكس تصميماً أكيداً على مواكبة الاستحقاق الرئاسي ووجوب إجرائه في موعده الدستوري».
ومن نيويورك نقل مراسل «الأخبار» نزار عبود عن مصادر دبلوماسية خشيتها من «أن التخلي عن اتفاق الطائف وإعادة صياغة التركيبة السياسية والديموغرافية اللبنانية باتا من القضايا المطروحة، وأن فريق 14 آذار يسعى لتأمين تغطية دولية لمثل هذا التحرك».
وعلمت «الأخبار» أن النائب سعد الحريري كلف أحد مستشاريه الناشطين في الولايات المتحدة الأميركية بدء مشاورات في شأن إجراء انتخابات رئاسية في نيويورك، وقد اجتمع المستشار مع مسؤولين كبار في الخارجية الأميركية ومع البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة للتشاور في الخطوات الممكنة قبيل حلول موعد الاستحقاق الرئاسي.
ورغم أن مصادر الأمانة العامة للأمم المتحدة استبعدت الأمر برمّته، نظراً إلى أنه «ليست هناك سابقة لذلك»، ردّت المصادر بالقول «إن كل ما يتم في موضوع لبنان لا سابق له». واستشهدت بما يجري في الضفة الغربية من دعم دولي تام لفريق من دون الوقوف على رأي الفريق الآخر.
وكان جنبلاط قد قال لقناة «الجزيرة» إن «الدستور لا ينص على أن نجتمع في مجلس النواب، هناك سوابق حيث انتخب رؤساء مثل بشير الجميل أو إلياس سركيس أو رينيه معوض كل في موقع مختلف. ومن حقنا الدستوري أن نجتمع كغالبية نيابية حيث نشاء إذا ما أُغلقت أبواب المجلس كما أُغلقت منذ شهرين وننتخب رئيساً للجمهورية»، مشيراً إلى أن نصاب الثلثين «بدعة». وأكد أن «الأكثرية» لن تقبل بـ«تعديل الدستور من أجل شخص»، مشدداً على أن «من غير الممكن الوصول إلى تسوية تحفظ الكيان مع القسم الأكبر من المعارضة»، وشنّ هجوماً عنيفاً على «حزب الله» وسوريا وإيران، وقال إن الرئيس نبيه بري «مغلوب على أمره»، مكرراً وصفه بأنه «علبة بريد»، وإذا كان يعتبر ذلك إساءة فليكن «إنترنت» أو «إيميل».
بدوره لمّح حمادة إلى إمكان لجوء «الأكثرية» إلى تحرك شعبي يواكب انتخابها رئيساً للجمهورية أحادياً، في وجه أي تحرك جماهيري للمعارضة، بالقول إن الجو الدولي «كي يفلح في مواكبة الاستحقاق اللبناني والدفع إليه يجب أن يرتكز على دعم شعبي لبناني يعطي الاستحقاق الدستوري معناه الاستفتائي».
مخيم البارد
إلى ذلك تواصلت المواجهات بين الجيش اللبناني ومسلحي «فتح الإسلام» على جبهة نهر البارد، وسقط خلالها شهيد جديد في صفوف العسكريين، في الوقت الذي تواصلت فيه المساعي لإخراج جرحى «فتح الإسلام» من المخيم.
وقال عضو «رابطة علماء فلسطين» الشيخ محمد الحاج لـ«الأخبار» مساء أمس إنه مستمر في اتصالاته مع قيادة الجيش و«فتح الإسلام» من أجل تأمين الترتيبات اللازمة لإخراج هؤلاء الجرحى وعددهم 29. أكد الحاج أنه لا يستطيع تحديد موعد لإخراج الجرحى، لكنه توقع حصول تطوّرات إيجابية في هذا الصدد صباح اليوم أو في المساء.