فرنجية ينقل مواقف الأسد من المرشّحين للرئاسة... وفرنسا تعمل على جمع قادة الحوار من جديد
تتجه الأنظار اليوم إلى بعلبك لترقب المبادرة الأفكار التي سيعلنها رئيس مجلس النواب نبيه بري في مهرجان الذكرى التاسعة والعشرين لإخفاء الإمام موسى الصدر، بينما كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الأخبار» أن آخر الصيغ التي تبحث فيها الوساطة الفرنسية تتركز على دعوة قادة الصف الاول لطاولة الحوار الى الاجتماع سريعاً في لبنان أو في باريس والضغط باتجاه عدم الخروج إلا باتفاق على الملف الرئاسي. وقالت المصادر إن مباحثات جارية الآن في العاصمة الاميركية بين الفرنسيين والمسؤولين الاميركيين حول هذه النقطة التي تشمل ضمناً صيغة توفيقية حول ملفي حكومة الوحدة الوطنية والاستحقاق الرئاسي.
وفي معلومات لـ«الأخبار» أن بري سيحدد اليوم عناوين كبرى لمشروع حل للأزمة، لكنه سوف يسهب في عرض تفاصيل المرحلة الماضية ويعرض بالتواريخ والاسماء أسباب فشل المبادرات الوفاقية سابقاً ويحمل على خرق الدستور دون أن يعفي الرئيس فؤاد السنيورة من مسؤوليته في هذا المجال، ويلجأ أيضاً الى تحذير فريق الحكم من السير خارج الوفاق.
وإذ رفض بري التحدث عن أفكار خطابه اليوم، قال لـ«الأخبار» إن محادثاته مع السفير الاميركي جيفري فيلتمان امس كانت عامة. ونفى أن يكون قد تلقى منه أجوبة عن أسئلته التي حمّله إياها سابقاً. وأشار بري الى محادثات جارية الآن بين الولايات المتحدة وفرنسا من شأن نتائجها أن تؤثر على المرحلة المقبلة، متمسكاً بتفاؤله إزاء التوصل الى اتفاق.
وصرّح فيلتمان بأنه أبلغ بري «التزام الولايات المتحدة الاميركية القوي بوحدة لبنان ومؤسساته الدستورية، كما أكدت له أننا، كما رئيس المجلس، نريد أن نرى انتخابات رئاسية تجري في لبنان في موعدها طبقاً للدستور اللبناني، وكررت لرئيس المجلس موقفنا الذي يتوافق مع القرار 1559، بأننا نريد أن تجري الانتخابات اللبنانية من دون تدخلات خارجية ووفقاً للدستور».
وحسب زوار رئيس المجلس فإن فيلتمان أعاد الامور الى الوراء كثيراً، وهو فتح نقاشاً طويلاً حول القرار 1559 وضرورة تطبيقه كما تطرق من جديد إلى سلاح المقاومة.
الى ذلك يواصل وزير الخارجية الفرنسي اتصالاته خارجياً تحضيراً لزيارة جديدة لبيروت منتصف الشهر المقبل تأتي بعد جولة موفده جان كلود كوسران على واشنطن التي وصلها أمس، وعلى دمشق والرياض والقاهرة وطهران.
وفي دمشق نسبت صحيفة «الوطن» السورية المستقلة إلى مصدر سوري مسؤول «رفيع المستوى» قوله إن كلام الرئيس نيكولا ساركوزي في خطابه الأخير بخصوص لبنان هو «كلام إيجابي ويعكس الموقف الحقيقي السوري»، مضيفاً إنه «يمكن البناء عليه عبر التعاون مع الرئيس الفرنسي وحكومته من أجل المساعدة على تحقيق الوفاق في إطار وحدة وطنية لبنانية تقود البلد إلى انتخاب رئيس جمهورية لجميع اللبنانيين».
لحود
من جهته أعلن الرئيس إميل لحود أنه ناقش احتمال تعيين قائد الجيش العماد ميشال سليمان على رأس حكومة انتقالية إذا لم يتم الاتفاق على حكومة وحدة وطنية ورئيس جمهورية جديد. وقال لحود أمام زواره امس «إذا تعذر الاتفاق على رئيس، طرحت صيغة تقضي بتعيين قائد الجيش على رأس حكومة انتقالية تضم ستة أو سبعة وزراء مدنيين وتكون مهمتها وضع قانون انتخابي جديد وإجراء انتخابات نيابية على أساسه، ثم تتم انتخابات رئاسة الجمهورية». وكرر أن «الحكومة التي لا تزال قائمة غير دستورية وغير شرعية ولا يمكنها أن تتسلم الحكم». وقالت مصادر القصر الجمهوري إن الطروحات النهائية التي سيلجأ إليها الرئيس لحود لم يكشف عنها بعد.
أما الوزير السابق سليمان فرنجية فأعلن أنه، باسم المعارضة، مع انتخاب رئيس تختاره الموالاة ولو كان سمير جعجع وبغضّ النظر عن نصاب الجلسة، شرط «سنّ قانون يعيد لرئيس الجمهورية صلاحياته». وكشف أن الرئيس السوري بشار الأسد يتكلّم بـ«ودّ» عن النائب السابق فارس بويز، كما عن قائد الجيش العماد ميشال سليمان، لافتاً الى قوله عن النائب ميشال عون: «أنا أحترم هذا الرجل، نحن أخطأنا معه وطلع ابن أصول عندما انحشرنا في لبنان». وقال فرنجية إن السوريين «ليس لديهم مشكلة مع النائب سعد الحريري، ويعتبرون موقفه مبرّراً لأنه جاء في سياق ردّة الفعل الطبيعية على مقتل والده»، ومؤكّداً أنهم لا يريدون الكلام مع النائب وليد جنبلاط الذي «ذهب بعيداً جداً»، وهم على «قطيعة» تامّة معه.
ورداً على سؤال عن امتلاك «حزب الله» خطوطاً أمنية داخلية، لخّص هدف إعادة طرح هذا الموضوع حالياً بـ«إما لعزل السيد حسن نصر الله، أو لكشف موقعه وقتله»، مشيراً بإصبع الاتهام الى من كانا يعلمان بالأمر منذ 15 عاماً، وتحديداً الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير الاتصالات مروان حمادة الذي «كان يضع الكوفية، ويشارك في احتفالات المقاومة».. وذلك، في «تواطؤ مئة في المئة مع العدو الإسرائيلي».
ورد حمادة ببيان قائلاً إن كلام فرنجية يذكرنا «بحملات التحريض ضد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وضد الوطنيين في لبنان. إن مثل هذا الكلام لا يستحق الرد، سوى أمام المحاكم اللبنانية والدولية، التي ستطاله يوماً».
حرب يترشح
وأعلن النائب بطرس حرب ترشحه الى الانتخابات الرئاسية، وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر مجلس النواب في بيروت «من هنا من مجلس النواب حيث يجب أن يكون القرار (...) صمّمت أن أعلن ترشحي الى منصب رئيس الجمهورية، منسجماً بذلك مع اقتناعي بأن عملية انتخاب رئيس البلاد يجب أن تكون ثمرة قرار اللبنانيين لا نتيجة صفقة إقليمية أو دولية أو حتى محلية». وأضاف «أرفض أن يكون ترشحي وانتخابي عنصراً إضافياً لتأجيج خلاف اللبنانيين وأشترط للاستمرار فيه توافر اتفاق القوى السياسية على آلية الانتخاب ونصابها، وإلا فلن أكون مرشحاً للرئاسة».وقال إنه سيسعى، في حال انتخابه، الى «استئناف الحوار الوطني» بين الاطراف اللبنانيين. وأشار في برنامجه الانتخابي الى سلاح حزب الله فأكد ضرورة «إيجاد حل مشرّف لسلاح حزب الله في إطار المؤسسة الشرعية العسكرية».