فرنسـا تراهـن على «مجـرّد اللقـاء» والمشـاركون يرفعـون تمثيلهـم وبينهـم حـزب اللـه
فيما غادر الموفد الفرنسي جان كلود كوسران مساء أمس إلى باريس منجزاً إبلاغ الدعوات إلى لقاء سانكلو الحواري لممثلي الموالاة والمعارضة، انصرفت الأطراف إلى التحضير لهذا اللقاء الذي سيعقد في 14 من الجاري، رغم عدم تفاؤلها بإمكان خروجه بنتائج حاسمة في اتجاه توافر حل للأزمة، سواء على مستوى تأليف حكومة الوحدة الوطنية التي تراها المعارضة مدخلاً لأي حل، أو على مستوى استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية التي تشترطها الموالاة مقدمةً للخروج من الأزمة.
ونقل أحد النواب الذين التقوا كوسران عنه قوله، عن مدى حظوظ نجاح المبادرة الفرنسية، «لسنا سذّجاً، ونعرف أن مجرد جمع اللبنانيين قد يمثّل نجاحاً للمهمة»، مشيراً إلى أن «الجميع تعاطى بإيجابية مع الدعوة».
وفي السياق، نقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه قوله إنه رغم الغيوم الداكنة والظاهرة في الأجواء السياسية والمخاوف على مستقبل الوضع في البلاد، فإنه يتوقع توافر حلول للأزمة في أيلول المقبل «لأن أيلول طرفو بالشتي مبلول»، مشيراً الى أن لبنان لن ينهار في النهاية.
وعلمت «الأخبار» أن محادثات كوسران امس أثمرت رفعاً لمستوى تمثيل فريقي الموالاة والمعارضة في لقاء سانكلو بحيث إنهما سيتمثلان كالآتي:
ـــــ رئيس مجلس النواب نبيه بري، يمثّله شقيقه الدكتور محمود بري ومسؤول العلاقات الخارجية في حركة «أمل» علي حمدان.
ـــــ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، يمثله الوزير ميشال فرعون والمستشار محمد شطح.
ـــــ الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله يمثله النائب حسين الحاج حسن (أو شخصية ثانية ستحدد قريباً) الى جانب مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب نواف الموسوي.
ـــــ رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، يمثله الوزير أحمد فتفت والنائب نبيل دوفريج.
ـــــ رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، يمثله النائب إبراهيم كنعان والمسؤول في «التيار الوطني الحر» سيمون أبي رميا.
ـــــ رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، يمثله الوزير مروان حمادة والنائب أكرم شهيب.
ـــــ رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع، يمثله النائب جورج عدوان وجوزف نعمة.
ـــــ النائب ميشال المر، تمثله كريمته ميرنا المر أبو شرف، رئيسة اتحاد بلديات المتن الشمالي.
ـــــ النائب غسان تويني، لم يقرّر بعد من سيمثله.
ـ النائب إيلي سكاف، يمثله النائب كميل المعلوف والقاضي جوزف جريصاتي.
ـــــ النواب بطرس حرب ونايلة معوض وسمير فرنجية، يمثلهم النائب جواد بولس.
ـــــ الاحزاب الارمنية، يمثلها جميع النواب الأرمن الذين شاركوا في طاولة الحوار.
ـــــ الوزير محمد الصفدي، سيحضر شخصياً مع أحد نواب التكتل الطرابلسي.
وقال مرجع سياسي بارز أمس إن الجميع مقتنعون بأن لقاء باريس لن يحقق النتائج المرجوة لمعالجة الأزمة، ولكن مجرد الاجتماع بين الموالاة والمعارضة وجهاً لوجه يمكن أن ينعكس إيجاباً على الجو العام في لبنان ويحول دون حصول أي أخطاء في هذه الفترة الفاصلة عن بدء المهلة الدستورية لانتخابات رئاسة الجمهورية. لكن المرجع نفسه يبدي مخاوف على الوضع الفلسطيني في المخيمات، ويشدد على «وجوب إنهاء أزمة نهر البارد سريعاً لأنها بدأت تتحول الى نزف يخُشى أن تنتقل عدواه الى مخيمات أُخرى».
وكان الموفد الفرنسي كوسران قد اختتم لقاءاته في بيروت باجتماع مع مسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» نواف الموسوي، الذي أبلغه موافقة الحزب على حضور لقاء سانكلو، ورجحت مصادر مطلعة أن يتمثل به وبالنائب حسين الحاج حسن.
وقال الموسوي إن لقاءه وكوسران كان «إيجابياً وقد قبلنا الدعوة إلى التوجه الى فرنسا». وأضاف «ما يساعد اللبنانيين أن يقف أصدقاء لبنان الى جانبهم من دون أن يكونوا الى جانب طرف دون آخر. والمبادرة الفرنسية تعبّر عن رغبة في الوقوف الى جانب اللبنانيين معاً دون الانخراط في معسكرات».
ورداً على سؤال عما إن كان قد لمس تغييراً في الموقف الفرنسي، قال الموسوي «هناك تغيير على مستوى الآليات لتنفيذ المبادئ المتعلقة باستقلال لبنان ووحدته واستقراره". وأعرب عن الأمل بأن تؤدي «الجهود الصديقة والشقيقة الى إنهاء الازمة الناجمة عن غياب الشراكة وعدم تأليف حكومة وحدة وطنية» في لبنان، مضيفاً «نحن تعاطينا إيجابياً مع هذه المبادرة وسنرى».
وكان كوسران قد التقى أمس ممثلين عن عدد آخر من الأطراف التي ستشارك في اللقاء، بينهم الرئيس السابق أمين الجميل والنواب وليد جنبلاط وميشال المر وإيلي سكاف والوزير محمد الصفدي وممثلون لـ«التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» وسلمهم الدعوات الى لقاء سانكلو.