واشنطن ـ الأخبار
كشفت مصادر أميركية أمس أن استراتيجية إدارة الرئيس جورج بوش في العراق موجهة نحو الانسحاب من العراق وتكثيف «العمليات العسكرية» ضد تنظيم «القاعدة» في هذا البلد، في إطار التمهيد لسحب قواتها استجابة للضغوط التي يمارسها الرأي العام والكونغرس.
وقالت المصادر إن التركيز على «القاعدة» يشير إلى تحول في استراتيجية سابقة كانت قد ركزت على الميليشيات الشيعية وفرق الموت في بغداد، بعد اقتناع القادة الميدانيين بأن هذه الميليشيات ستخفف من هجماتها على القوات الأميركية عندما تتأكّد من جدية قرار الانسحاب.
وخلافاً لذلك، يعتقد الأميركيون أن «القاعدة» سيكثف هجماته على القوات العراقية فور انسحاب القوات الأميركية، لهذا أصبح من الضروري مواجهته قبل أن يتمكن من تنفيذ خططه.
وأشارت المصادر إلى أن «عملية السهم الخارق» في ديالى تأتي ضمن الاستراتيجية الجديدة، الأمر الذي سهّل تعريف العدو للرأي العام الأميركي، بدل أن تبقى الصورة مبهمة أمامه. وهكذا، أصبحت القوات الأميركية تعلن الآن عدد القتلى الذين يسقطون من «القاعدة» بشكل يومي.
ويؤكد العديد من الخبراء والقادة العسكريين السابقين أن إدارة بوش وقادة البنتاغون يبالغون عن قصد في حجم «القاعدة» ودوره في العراق. واتهم الجنرال الأميركي المتقاعد جون باتيست، الرئيس الأميركي بتحريف الحقائق عن من يقتل الجنود الأميركيين في بلاد الرافدين، بعدما كان بوش قد ذكر اسم «القاعدة» في خطابه في الكلية الحربية البحرية 27 مرة على الأقل.
أما المسؤول السابق في مكافحة الإرهاب راند بيرز، الذي يترأس حالياً شبكة الأمن القومي، فقد أكد أن «بوش يقوم بلعبة خطرة مع القوات الأميركية وأنه بتشويهه للحقائق يحقر المعلومات الاستخبارية لكبار القادة العسكريين الذين يتحدث إليهم، ويبعث برسالة خاطئة إلى قادتنا الميدانيين في العراق حول التهديدات التي يواجهونها».
ويعتقد بعض القادة العسكريين الأميركيين أن خطتهم الخاصة باستخدام العشائر العراقية السنية فى الحرب على تنظيم «القاعدة» توفر مكاسب قصيرة الأمد لإضعاف المسلحين، إلا أنها قد تدفع العراق إلى حرب أهلية حينما يبدأ الأميركيون في خفض أعداد قواتهم المنتشرة في هذا البلد.
وقال نائب قائد قوات الاحتلال الأميركي في غرب العراق الجنرال جون الن إنه «منذ وافق قادة العشائر السنية في العراق على المشاركة في الحرب المعلنة على تنظيم القاعدة العام الماضي، بدأ اعضاء القاعدة في الفرار من أجزاء كبيرة من الأنبار، وهو ما شجع القادة الأميركيين على تكرار التجربة في محافظة ديالى شمالي غربي بغداد».
ويرى محللون أنه بغضّ النظر عن الجهة التي جاءت منها الأسلحة، فإن الخطورة تكمن في عدم تعاون العشائر السنية مع الحكومة العراقية في حال نجاحها في القضاء على تنظيم «القاعدة». ويشيرون إلى أن الأمر قد ينتهي إلى تكوين ميليشيات سنية تقوّض سلطة الحكومة المركزية الضعيفة بالفعل.