11 شهيداً هم حصيلة أحدث مسلسلات العدوان على قطاع غزة، فيما لا تزال حملة حكومة الطوارئ على المقاومة في أوجها، على اعتبار أن «الحفل انتهى»، بحسب تعبير رئيسها سلام فيّاض، الذي جدّد، في حديث لوكالة «رويترز»، حملته على من سماهم «المسلحين» (التفاصيل).
لكن على خلاف ما يرى فياض، يبدو أن «الحفل» بالنسبة إلى إسرائيل لا يزال في بدايته، والتوغل في مخيمي المغازي والبريج في وسط القطاع، أمس، كان خير دليل على ذلك، بعدما أمعنت قوات الاحتلال في التنكيل بالفلسطينيين، ولم تفرّق بين مقاوم ومدني، ما أدى إلى سقوط 11 شهيداً وأكثر من 20 جريحاً.
ولعل الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام لمصوّر تلفزيون «الأقصى»، عماد غانم، وهو يتلقى الرصاصات الإسرائيلية الواحدة تلو الأخرى، رغم سقوطه أرضاً من الرصاصة الأولى، شاهد حي على أن إسرائيل هي من تحدّد البداية والنهاية في الساحة الفلسطينية، رغم تلهّي الأطراف الداخلية بالصراع على السلطة والشرعية.
وأحد عوامل الصراع كان، أمس، يوم العطلة، الذي جاء إشارة إضافية إلى الفصل بين بلدين وسلطتين ونظامين، بعدما تمسّكت «حكومة الوحدة» المقالة بعطلة الخميس والجمعة، التي غيّرتها «حكومة الطوارئ» إلى الجمعة والأحد، وبالتالي كان ممنوعاً على الموظفين في قطاع غزة التوجّه إلى أعمالهم، رغم محاولات العديد
منهم خوفاً من السخط والحرمان من الراتب.
وهناك عامل آخر للصراع، تبدى أمس أيضاً، وبات يمهّد لمزيد من الانقسام، بعد المرسوم الرئاسي الذي أصدره الرئيس محمود عباس لإعادة انتخاب هيئة مكتب المجلس التشريعي، مستفيداً من غياب عدد كبير من نواب «حماس» المعتقلين لدى إسرائيل، وهو ما رفضته هذه الحركة، على اعتبار أن مراسيم عباس «غير شرعية». أما نواب «فتح» فقد قاطعوا اجتماعاً للمجلس التشريعي كان مقرراً، أمس، لرفضهم الجلوس مع «القتلة».