القاهرة ــ خالد محمود رمضان
لم يعد وزيرا الخارجية المصري والأردني: أحمد أبو الغيط وعبد الإله الخطيب، خاليي الوفاض من إسرائيل، وإنما حملا معهما شروطها المسبقة للمضي في مبادرة السلام العربية، التي قد تؤدي إلى وقف مثل هذه الزيارات في المستقبل.
ومع ذلك، يبدو الرئيس الفلسطيني محمود عباس متعلّقاً بآمال الدولة الفلسطينية، التي «وعده الرئيس جورج بوش» بقيامها هذا العام، مدعوماً بإعلان من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن «تكريس» نفسها، خلال الفترة الباقية لها في منصبها، للعمل على تحقيق هذه الغاية، حتى في ظل إمعان سلطات الاحتلال في الجرائم في غزة والضفة الغربية، التي راح ضحيتها أمس ستة شهداء فلسطينيين.
وقد تكون كلمة «اليأس» الأنسب لتوصيف ما يدور من أحاديث في أروقة الجامعة العربية بعد عودة الوزيرين المصري والأردني. وتوقعت مصادر عربية في القاهرة أن يشهد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية يوم الاثنين المقبل مناقشات حادة حول جدوى قيام أبو الغيط والخطيب بزيارة إسرائيل.
وأشارت المصادر نفسها إلى «فشل ذريع» لمهمة الوفد العربي، ولا سيما أن الوزيرين عادا بمجموعة شروط تنسف الإجماع على مبادرة السلام العربية؛ فرئيس الوزراء إيهود أولمرت ربط قبول المبادرة بـ«تحسينات» تبدأ بتعديل البند المتعلق بحق عودة اللاجئين، ولا تنتهي بالتطبيع الدبلوماسي الكامل بين الجامعة وإسرائيل «قبل أي معاهدة سلام مع الفلسطينيين».
لكن عباس أعرب، لصحيفة «معاريف»، عن قناعته بأن مبادئ الاتفاق النهائي بين إسرائيل والفلسطينيين هي «دولة فلسطينية في حدود 1967 تكون عاصمتها القدس الشرقية، وحل كل القضايا العالقة، بما في ذلك قضية اللاجئين». ولمح أبو مازن إلى إمكان عدم ترشحه مجدداً للرئاسة، معلناً دعمه لتولي الأسير مروان البرغوثي هذا المنصب.
في هذا الوقت، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن تسلم قوات عباس في أريحا، ليل الأربعاء الخميس، شحنة أسلحة أتت من الأردن، بعد موافقة إسرائيل، على أن تتبعها شحنات أخرى في الأيام المقبلة.