هل تتحوّل «جوهرة فينيقيا» ركاماً من جديد كما كانت قبل نحو 1500 عام؟ هاجس أطلقته دراسة جيولوجيّة توصّلت إلى أنّ الزلزال الذي هدّم بيروت في عام 551، وأغرق معظم المدن الساحليّة اللبنانيّة، من خلال الـ «تسونامي» الذي ولّده، عادت أسبابه لتتبلور.فقد أوضحت دراسة لإحداثيّات البحر الأبيض المتوسّط، ستنشرها مجلّة «جيولوجي» العلميّة في عددها الصادر الشهر المقبل، أنّ مسألة وقت فقط تحكم حدوث كارثة طبيعيّة جديدة تضرب السواحل اللبنانيّة، كتلك التي ضربت فينيقيا.
ونقل الموقع الإلكتروني لمجلّة «ناشونال جيوغرافيك» العلميّة عن المحلّل في المركز اللبناني للأبحاث الجيوفيزيائيّة عطا الياس قوله إنّ العوائق التي ردعت معرفة أسباب الزلزال التاريخي قد انتفت حين أجري مسح لجيولوجيّة البحر المتوسّط، أظهر أنّ تحرّك طبقــــات تكتونيــّة أدّى إلى انهيــار قطعــة من أرضيّة البحر وتوليد هزّة أرضيّة بقوّة 7.5 درجات على مقياس «مومنت» (وهو أكثر دقّة من مقياس «ريختر»)، الأمر الذي أطلق موجة «تسونامي» عملاقة ضربت شواطئ فينيقيا.
والخطير أنّ الفترة التي تفصل بين حدثين جيولوجيّين مماثلين، بحسب الدراسة نفسها، تقارب 1500 عام، وهو ما يعني أن موعد تحوّل بيروت إلى دمار على عمق نحو 3 كيلومترات وغرق صور بالكامل أصبح وشيكاً جدّاً. والنتائج المأساويّة ستكون أكبر هذه المرّة، بحسب الـ«ناشونال جيوغرافيك»، إذ يعيش 70 في المئة من اللبنانيّين على الساحل اللبناني، 1.5 مليون منهم في بيروت وحدها.